إعلان

مَن أم سياف التي ساعدت المخابرات الأمريكية في البحث عن زعيم داعش؟

01:01 م السبت 01 يونيو 2019

أبو بكر البغدادي

كتبت – إيمان محمود:

في أحد المعتقلات بمدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، أجرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أول مقابلة صحفية مع واحدة من أهم أسيرات تنظيم داعش الإرهابي، وهي نسرين أسعد إبراهيم، المعروفة بأم سياف، والتي حكمت عليها السلطات العراقية بالإعدام.

أم سياف، تبلغ من العمر 29 عامًا، وهي شخصية مثيرة للجدل إلى حد كبير، اتُهمت بالتورط في عدة جرائم كانت من أكثر الجرائم البشعة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي، من ضمنها استرقاق عاملة الإغاثة الأمريكية كايلا مولر، والعديد من النساء والفتيات الايزيديات، ليتم اغتصابهن من قبل كبار قادة التنظيم.

وكشفت صحيفة الجارديان أن أم سياف لعبت دورًا رئيسيًا في عملية البحث عن أبو بكر البغدادي قائد التنظيم، إذ ساعدت ضباط المخابرات الأمريكية "CIA" في تحديد المنازل الآمنة التي اختبأ فيها البغدادي، والتي كان من ضمنها مواقع في الموصل.

أم سياف، ساعدت ضباط CIA في بناء صورة مفصلة عن تحركات البغدادي ومخابئه وشبكاته، كما كشف المحققون، وأكدته أم سياف في مقابلتها مع الجارديان.

واعتقلت السلطات العراقية أم سياف منذ 4 أربع سنوات، بعد غارة شنتها قوات دلتا التابعة للقوات الخاصة الأمريكية، والتي أدت إلى مقتل زوجها، فتحي بن عون التونسي، الصديق المُقرب للبغدادي ووزير النفط لدى داعش آنذاك.

وقالت الصحيفة، إن المحامية الحقوقية أمل كلوني، طلبت نقل أم سياف من العراق إلى الولايات المتحدة، حيث يتم محاكمتها، وأخبرت كلوني مجلس الأمن أن أم سياف كانت "تحبس الأسيرات في غرفة وتحرض على ضربهن ثم تزينهن تحضيرًا للاغتصاب".

وفي فبراير من العام 2016، حددت أم سياف منزلاً في الموصل يُعتقد أن البغدادي كان يقيم فيه، لكن وفقًا للمسؤولين الأكراد، رفض القادة الأمريكيون شنّ غارة جوية على المنزل.

قالت أم سياف: "أخبرتهم بمكان المنزل.. عرفت أنه كان هناك لأنه كان أحد المنازل التي تم توفيرها له، وهو أيضًا أحد الأماكن التي أحبها أكثر من غيرها".

زواج أم سياف من أحد أهم شخصيات التنظيم، أعطى لها فرصة الوصول إلى الاجتماعات والمناقشات الشخصية للقادة، كما حضرت عدة مرات تسجيل البغدادي لخطاباته الدعائية.

كانت غارة مايو 2015 التي أسفرت عن مقتل تونسي، والمعروف باسم أبو سياف، وتم فيها القبض على أم سياف، نقطة تحول في الحرب التي استمرت خمس سنوات ضد داعش والتي بلغت ذروتها بهزيمته في ساحة المعركة قبل شهرين في آخر معقل له في باغوز.

قاد أبو سياف القوات التي استولت على منشآت إنتاج النفط في سوريا واستخدم العائدات لتمويل توحيد الجماعة الإرهابية وتوسعها في جميع أنحاء شرق سوريا وغرب العراق، وبالتالي؛ أدى موته إلى شلّ التدفق المالي للجماعة الإرهابية.

وأوضحت الجارديان، أن أم سياف لم تقبل التعاون في بداية اعتقالها، لكن بحلول أوائل عام 2016، بدأت تكشف عن بعض أسرار التنظيم الأكثر حساسية، وليس فقط أماكن تحرّك البغدادي واختبائه.

وعلى مدار ساعات طويلة، كانت أم سياف تعلق على الخرائط والصور الموضوعة على طاولة أمامها، إلى جانب رجال أمريكيين، قالت: "لقد كانوا مهذبين جدًا وارتدوا ملابس مدنية". "لقد أخبرتهم بكل ما أعرفه".

وسرعان ما أصبحت جزءًا لا يتجزأ من جهود جمع المعلومات الاستخباراتية إلى جانب الضباط الأمريكيين والأكراد، إذ قادتهم أم سياف إلى مخبأ في غرب المدينة كان أعدته عمتها للبغدادي "اسمها سعدية إبراهيم، مات اثنان من أبنائها مع داعش. فهي كانت مؤيدة للبغدادي منذ البداية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مخابرات كردي رفيع المستوى قوله: "أم سياف أعطتنا صورة واضحة حقًا عن بنية عائلة أبو بكر البغدادي والأشخاص الذين كانوا أكثر أهمية بالنسبة له، والكثير من الناس ومسؤولياتهم".

وقال ضابط مخابرات كبير آخر في الموصل: "ركزنا على المنزل الذي حددته أم سياف وكنا واثقين من أن البغدادي يمكث هناك، أخبرنا الأمريكيين وطلبنا منهم التحرك، لكنهم قالوا أن لديهم أشياء أخرى، وبعدها انتقل البغدادي إلى منزل آخر بسرعة كبيرة وافتقدناه، وبعد فترة عاد الأمريكان ليقولوا إننا كنا على حق".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان