أزمة صواريخ "S-400" بين واشنطن وأنقرة.. هل تستفيد إسرائيل؟
كتبت – إيمان محمود:
أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الأزمة التي اندلعت بين الولايات المتحدة وتركيا بسبب إصرار تركيا على شراء صواريخ نظام الدفاع المضاد للطائرات من طراز "S-400" من روسيا، يمكن أن يكون لها آثار بعيدة المدى على إسرائيل.
وهددت واشنطن بإلغاء عملية بيع ضخمة للطائرات من طراز "F-35" إلى تركيا ما لم تلغي أنقرة الصفقة مع روسيا، وسيؤثر القرار النهائي لأمريكا على وضع تركيا في الشرق الأوسط.
ومن المنظور الإسرائيلي، يمكن أن يزيل هذا القرار خطرًا محتملاً في المستقبل، بل إنه قد يؤثر على الصناعات العسكرية الإسرائيلية وخطط المشتريات المستقبلية للقوات الجوية الإسرائيلية.
كانت تركيا واحدة من الدول الثمانية الأولى التي انضمت إلى مشروع F-35 الأمريكي، وحصلت على وضع خاص.
وتعهدت أنقرة بشراء 116 طائرة على الأقل، وتم تسليم أول طائرتين، تم تصنيعهما بواسطة شركة لوكهيد مارتن، إلى القوات الجوية التركية قبل عام تقريبًا. وحتى الاثنين الماضي، كان الطيارون الأتراك يتدربون على الطائرة في الولايات المتحدة.
ولكن في الأشهر الأخيرة، كانت التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن صفقة S-400، والتي تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليار دولار، ومن المُقرر أن يتم تسليمها في يوليو.
وتقول تركيا إنها ستعمل على تشغيل البطاريات الروسية بشكل منفصل تمامًا عن أسلحتها الأخرى، والتي معظمها من صنع أمريكي.
وفي الأسبوع الماضي، أرسل القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، خطاب تحذير إلى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، كتب فيه أن واشنطن شعرت بخيبة أمل لسماعها أن الأتراك أرسلوا فرقًا من أطقم الطائرات المضادة للطائرات إلى روسيا للتدريب على البطاريات الجديدة.
وكتب شاناهان لخلوصي أن الاستحواذ على البطاريات سيضعف التجارة الثنائية وكذلك التعاون بين تركيا والجيش الأمريكي، ومع جيوش أعضاء الناتو الآخرين.
وأوقفت الولايات المتحدة تدريب الطيارين الأتراك، في الولايات المتحدة، وقد تفكر أيضًا في فرض عقوبات واسعة على تركيا.
أما إسرائيل، التي كانت علاقاتها مع تركيا متوترة للغاية خلال العقد الماضي، لم تعلق علنًا على الأزمة.
صحيفة "هآرتس" ترى أن إصرار تركيا على إبرام الصفقة الروسية على الرغم من تهديدات أمريكا من شأنه أن يضعه أنقرة، على الأقل جزئيًا، في المعسكر الروسي في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل لن تشعر بخيبة أمل كبيرة إذا أوقف الأمريكيون تزويد تركيا بطائرات حربية مُبتكرة، إذ أن العداء بين البلدين ليس سرًا، ومن الصعب التنبؤ كيف سيكون رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سيناريوهات مستقبلية، مثل تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة "من وجهة نظر إسرائيل، فإن وقف تزويد تركيا بالطائرات لن يكون تطورًا سيئًا".
كان من المقرر، بموجب اتفاق بين إسرائيل وتركيا، إنشاء مركز صيانة لمحركات F-35 في تركيا تستخدمه القوات الجوية لجيوش المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، وقَّعت شركات تركية عدداً كبيراً من العقود لتكون بمثابة متعاقدين من الباطن (مقاولين فرعيين) في المشروع، كما حدث في إسرائيل؛ إذ تُمثِّل شركة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" المُصنِّع المتعاقد الداخلي لأجنحة المقاتلات الشبحية.
وفي حال أُلغيت تلك العقود بعد تعثُّر الصفقة بالكامل، سيُوجِد هذا فراغاً جاهزاً يمكن للشركات الإسرائيلية شَغله، بحسب هآرتس.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل حاولت إرسال إشارات لجس النبض بين وزارة الدفاع الأمريكية، ووزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن إمكانية تجميع مجموعة من المقترحات لصفقات جديدة مع الشركات العسكرية الإسرائيلية.
وأضافت "قد تصل قيمة هذه العقود إلى مئات الملايين من الدولارات، ولو أنَّ تل أبيب لا يجب أن تستعجل بناء خططها قبل أن تتأكد من حصولها على تلك العقود فعلاً، كما أنَّ الرئيسين المعنيين بهذه القضية –ترامب وأردوغان- يصعب التنبؤ بتصرفاتهما".
وختمت "قد يُعاد النظر في القرارات بسبب التطورات المرتبطة بصورة غير مباشرة بإسرائيل، وقد تُؤخذ اعتبارات إضافية في الحسبان. وربما يتضمن القرار الجديد حزمة صفقات جديدة للصناعات العسكرية الإسرائيلية تمثل بموجبها تلك الشركات مقاولون من الباطن لأضخم وأغلى مشروعات التسليح في العالم".
فيديو قد يعجبك: