"إيران ستضرب لحماية سيادتها".. هل يتسبب "هجوم خليج عمان" في حرب واسعة؟
كتب - هشام عبد الخالق:
سلطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تحليل جديد لها الجمعة، الضوء على الهجمات الأخيرة التي وقعت في خليج عمان واستهدفت ناقلتي نفط نرويجية ويابانية.
وتقول الصحيفة، إن إيران كانت موضع الشك في الهجمات الأخيرة التي شهدتها منطقة الخليج العربي، بسبب تهديداتها بغلق مضيق هرمز الحيوي وعدم السماح بمرور ناقلات النفط فيه، كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل وعدة دول أخرى تعادي طهران بشكل صريح.
ويرى تسيفي بارئيل، المحلل العسكري الإسرائيلي بالصحيفة، أن النظام الإيراني في معضلة سياسية ودبلوماسية كبرى لإقناع أوروبا وحلفائه (روسيا والصين) بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه في 2015، كما أن طهران واثقة من أن واشنطن تبحث عن أي مبرر للهجوم عليها.
ويتابع الكاتب، أن أي مبادرة عنيفة تقوم بها طهران ستزيد الأمور سوءًا وتجعلها أقرب إلى نزاع عسكري، وهو ما يجب على إيران تجنبه.
ويقول الكاتب، إن إيران أعلنت أنها ستخفض من التزاماتها بالاتفاق النووي من خلال توسيع تخصيب اليورانيوم المنخفض المستوى وعدم نقل المتبقي من اليورانيوم المخصب والماء الثقيل إلى بلد آخر، كما يتطلب الاتفاق، وتكشف تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أنها صعدت بالفعل من عملية التخصيب، لكن ليس بطريقة يمكن أن تدعم برنامج نووي عسكري.
ويبدو أن إيران، إلى جانب جهودها الدبلوماسية، تفضل التهديد بالإضرار بالاتفاق النووي، والرد على واشنطن بنفس لهجتها، بدلا من تصعيد الموقف إلى صدام عسكري، وفقًا للكاتب، الذي يوضح أن المشتبه بهم الآخرين في الهجوم على ناقلتي النفط بخليج عمان، هما ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً في اليمن، والتي تواصل ضرب الأهداف السعودية بصواريخ باليسيتية متوسطة المدى، مثلما حدث الأسبوع الماضي بضربات على مطاري أبها وجيزان، بالقرب من الحدود اليمنية، ما أسفر عن إصابة 26 شخصًا.
ويرى الكاتب، أنه إذا كانت ميليشيا الحوثي هي من قامت بضرب ناقلتي النفط ردًا على الضربات السعودية على مناطق سيطرتها في اليمن، فإن هذا يتناقض مع سياسة إيران، التي تهدف لإيقاف أي ذريعة لعمل عسكري في الخليج، ويبقى السؤال هنا، بحسب الكاتب، إذا ما كانت إيران تمتلك السيطرة الكاملة على جميع الأفعال التي تقوم بها ميليشيا الحوثي، وإذا ما كانت المساعدات المقدمة لها تجبرهم على اتباع سياساتها بشكل كبير.
ويقول الكاتب، إن ميليشيا الحوثي لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاستهداف الأخيرة لناقلتي النفط (بعد)، رغم أنها أعلنت مسؤوليتها عن استهداف أهداف ومنشآت سعودية في الماضي.
اليمن يحتضن أيضًا عددًا من خلايا تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وكلًا منهما لديه الإمكانات والقدرات العسكرية على تنفيذ هجمات ضد ناقلتي النفط في الخليج.
وبحسب الكاتب، فإنه في غياب أي معلومات مؤكدة وموثوقة حول مصدر الحريق، فمن المستبعد القيام بأي عمل استفزازي من جانب السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا يدفعنا للتساؤل أيضًا، لماذا تواجه بعض أجهزة المخابرات الأكثر تطورًا في العالم الكثير من المتاعب في اكتشاف من وراء هذه الهجمات.
ويقول الكاتب، إن إحباط مثل هذه الهجمات بدون معلومات استخباراتية دقيقة مهمة شبه مستحيلة، لكن حتى لو علمنا هوية المسؤولين عن الهجمات، فإن كيفية الرد عليها سيظل أمرًا قائمًا.
ويرى الكاتب، أنه إذا اتضح أن إيران ساهمت أو نفذت هذه الهجمات، فإن القوات العسكرية الأمريكية والسعودية يمكن أن تهاجم القواعد البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والموجودة على طول ساحل الخليج، كما يمكنها منع عمليات الشحن الإيراني في الخليج، وإقناع الدول الأوروبية بالانسحاب من الاتفاق النووي، مدعية أن استمرار العلاقات مع إيران يعني دعم الإرهاب بشكل عام، والإرهاب البحري بشكل خاص.
ولكن، بحسب الكاتب، فإن الخوف هنا هو أن مثل هذا الرد العسكري من شأنه دفع إيران للتصعيد أيضًا، وضرب الأهداف الأمريكية والسعودية علانية تحت مسمى الدفاع عن النفس وحماية السيادة. وفي هذه الحالة، ستكون احتمالية قيام حرب واسعة النطاق كبيرة وشبه حتمية.
ويقول الكاتب، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يريد بشكل كبير إخراج قواته من التدخل العسكري في الشرق الأوسط، ولهذا لن يسعى جاهدًا إلى مثل هذا الصراع، الذي يمكن أن يمتص المزيد من القوات الأمريكية في منطقة حساسة مثل الخليج العربي.
فيديو قد يعجبك: