مشعل السلمي: التطورات الأمنية الخطيرة بالخليج العربي تستوجب موقف حازم
كتبت - إيمان محمود:
أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، أن المنطقة اليوم أمام مرحلة دقيقة من تاريخها، تستوجب التحرر من التبعية الطائفية والمذهبية والفكرية للدول الإقليمية والتي وصل تدخلها السافر في الشؤون العربية لدرجة غير مسبوقة.
وأشار إلى احتلال بعض الدول الإقليمية، للأراضي العربية وفرض سياساتها ومواقفها وتوجهاتها الفكرية والطائفية على الدول والمجتمعات العربية.
وقال السلمي "غاب المشروع العربي في مقابل تنامي المشاريع العدوانية للدول الإقليمية والأجنبية, ولذلك فإننا بحاجة ماسة إلى مشروع عربي يصون الثوابت العربية ويدافع عن السيادة ويحافظ على الأمن القومي ويتصدى للتدخلات الإقليمية والأجنبية".
وأضاف "لعل أحد أهم تجليات المشروع العربي بلورة استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي العربي"
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السلمي ، في ندوة "نحو بناء استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي" التي ينظمها البرلمان العربي اليوم، بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال رئيس البرلمان العربي إن تنظيم هذه الندوة يأتي "استشعارا لمسؤوليتنا كممثلين عن الشعب العربي، وإدراكاً منا للتحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا، والمستجدات الخطيرة التي تستدعي وجود استراتيجية عربية موحدة للتصدي للمطامع الاستعمارية والأعمال العدوانية للدول الإقليمية، والتي وصلت إلى دعم وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضرب منشآت اقتصادية حيوية داخل الدول العربية وسفن تجارية مدنية في المياه الإقليمية للدول العربية، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتنامي الإرهاب والتطرف العنيف وتمدد الجماعات الإرهابية وتكوين الميليشيات المسلحة داخل الدول العربية والتي فاق خطرها كل حد، وتداعيات كل ذلك على الأمن القومي العربي ووحدة المجتمعات العربية"
وأضاف السلمي أن عقد البرلمان العربي لهذه الندوة الهامة يأتى كأحد أهم توصيات "الوثيقة العربية لتعزيز التضامن ومواجهة التحديات"، التي اعتمدها البرلمان في فبراير الماضي، وذلك في إطار استكمال مبادراته للتصدي للقضايا الاستراتيجية والكبرى للأمة العربية، ومواجهة المطامع الاستعمارية والمشاريع العدوانية والتهديدات الإقليمية، بإستراتيجيات عربية متكاملة، توحد المواقف والجهود العربية، وتقف سداً منيعاً لإفشال مشاريع التخريب والتدمير والفتنة التي تستهدف نشر الفوضى وغياب الأمن داخل الدول العربية وإذكاء نار الخلافات البينية بين الدول العربية وبين أبناء المجتمع الواحد.
وأوضح السلمي أن البرلمان العربي يهدف من تنظيم هذه الندوة الهامة التي يشارك فيها نخبة عربية بارزة من الوزراء والبرلمانيين والسياسيين والخبراء وأساتذة العلوم السياسية، وحضور رؤساء لجان الشؤون السياسية والعلاقات الدولية في المجالس والبرلمانات العربية ورؤساء أقسام العلوم السياسية في عدد من الجامعات العربية، وتقديم أوراق عمل ورؤي، لبلورة الأسس والأهداف والأحكام "للإستراتيجية العربية للتعامل مع دول الجوار الجغرافي"، من أجل بناء موقف عربي موحد للتعامل مع دول الجوار الجغرافي.
وأكد السلمي أن التطورات الأمنية الخطيرة التي شهدتها منطقة الخليج العربي مؤخراً، والتي تمثلت في القيام بعمليات إرهابية استهدفت محطتي ضخ نفط في المملكة العربية السعودية بهدف تهديد إمدادات الطاقة العالمية والتأثير على أسعارها، واستهداف سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الامارات العربية المتحدة وخليج عُمان لتعطيل طرق الملاحة الدولية في خليج عُمان والخليج العربي، والتي استدعت عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية بمكة المكرمة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تستوجب موقف عربي ودولي حازم للتصدي للأعمال الإرهابية والعمليات التخريبية المدعومة من بعض الدول الإقليمية ومحاسبتها وتجريمها طبقاً للقانون الدولي.
وأشار إلى أن هذه التطورات تؤكد أهمية وجود استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات الخطيرة من دول الجوار الجغرافي، هدفها حفظ أوطاننا، والتصدي للتدخلات الخارجية والإقليمية في شؤوننا العربية، وصيانة أمننا القومي العربي الذي هو كلٌ لا يتجزأ من المحيط إلى الخليج، وتقديم الحلول الناجعة بما يضمن عدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والمساس بسيادتها واستهداف أمنها والتعرض لمصالحها.
فيديو قد يعجبك: