لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: إيران تلعب بالنار لتحقيق انتصار دبلوماسي

01:22 م الثلاثاء 18 يونيو 2019

الرئيس الإيراني حسن روحاني

كتبت- هدى الشيمي:

أملت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أن ترضخ إيران لمطالبهم وتضطر إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، بعد العقوبات الاقتصادية الخانقة والمحاولات المستميتة لعزلها دولياً، إلا أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت إن الجمهورية الإسلامية تلعب الآن بالنار لتحقيق انتصارًا دبلوماسياً يخدم مصالحها.

أعلن بهروز كمالوندي، المُتحدث باسم مُنظمة الطاقة الذرية الإيرانية أمس الاثنين، أنه خلال 10 أيام ستتجاوز احتياطاتها من اليورانيوم المُخصب الحدود التي ينص عليها الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي، الذي جرى توقيعه عام 2015.

بموجب الاتفاق النووي فإن إيران مُلتزمة بامتلاك 300 كليوجرام فقط من اليورانيوم منخفض التخصيب بالإضافة إلى 130 طن من الماء الثقيل. وحذرت ألمانيا والمملكة المتحدة البريطانية وفرنسا إيران من انتهاك الاتفاق، فيما اعتبرت وشنطن ذلك الإعلان بمثابة "ابتزاز نووي".

قالت هآرتس، في تحليل نُشر اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكتروني، إن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدت بالفعل بعد الهجوم على ناقلتين نفط قبالة ساحل عمان. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن تلك الهجمات أثارت نزاعًا دبلوماسيًا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

زعمت واشنطن أن طهران نفذت الهجمات، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن إيران تقف وراء هذه الهجمات بلا أدنى شك. واتخذت إسرائيل الموقف ذاته، إلا أن الاتحاد الأوروبي شكك في الأمر.

أوضحت هآرتس أن الأوربيين يريدون دليلاً قاطعًا، ولا يعتبرون صور إزالة لغم من جانب سفينة تابعة للقوات الإيرانية كافية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة والاستخبارات الإسرائيلية لا يُملكان دليلاً قاطعاً بدورهم.

ترى الصحيفة الإسرائيلية أن عدم وجود دليل قاطع يثبت أن إيران تقف وراء الهجمات يضع الولايات المتحدة في موقف مُحرج، لاسيما وأنها باتت مُضطرة على اقناع حلفائها وأعدائها بتصديق تقاريرها الاستخباراتية والثقة بها.

يُشار إلى ان أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت قد أشارت في وقت سابق إلى أن إيران مُلتزمة تمامًا بالاتفاق النووي، الذي يعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ صفقة جرى توقيعها في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي خضم التوترات الأخيرة جاء إعلان إيران عن عزمها زيادة كمية اليورانيوم المُخصب والماء الثقيل الذي تنتجه، حتى أن المُتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية ألمح إلى امكانية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 %، ما يجعلها قريبة بنسبة 90 % لمستوى التخصيب الذي يتطلبه امتلاك أسلحة نووية.

تدرك إيران أن إقدامها على ذلك سيعتبر انتهاكًا كبيرًا للاتفاق النووي، من شأنه دفع روسيا والصين وأوروبا على التعامل معها باعتبارها مُنتهكة، ما يترتب عليه الكثير من الآثار السلبية.

في الوقت نفسه، قالت هآرتس إن إيران حتى هذه اللحظة امتنعت عن الإعلان عن نيتها بالانسحاب الكامل من الاتفاق، وهو ما يشير إلى أنها تحاول الضغط على الاتحاد الأوروبي لاقناعها بالبقاء في الاتفاق والالتزام ببنوده.

على مدار العام الماضي، أجرى المسؤولون الإيرانيون مفاوضات مُكثفة مع القادة الأوربيين، ولكنها اعتبرت نتائجها غير مُرضية. اقترحت فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية مالية جديدة للتحايل على العقوبات الأمريكية، إلا أنها لم تؤتي ثمارها لاسيما بعد انسحاب بعض الشركات الكبرى من السوق الإيراني، وكبار مستوردي النفط مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتركيا، وخفضت الصين، أكبر عملاء طهران، كمية النفط التي تحصل عليها من طهران الشهر الماضي.

لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق هذا الأسبوع على جدول زمني غير رسمي لتطبيق الآلية المالية، والتي لن تتطلب استخدام الدولارات، إلا أن التفاصيل التي تتضمن نوع المنتجات المُستخدمة وكمياتها وطريقة الدفع لم يتم حلها بعد.

الآن، بعد أن شددت إيران الخناق بإعلانها أنها ستبدأ تخصيب المزيد من اليورانيوم في غضون أيام، يبقى السؤال هنا، حسب هآرتس، هل يستطيع الاتحاد الأوروبي وضع اللمسات الأخيرة على آلية التجارة الجديدة وفق هذا الإطار الزمني، وهل ستلبي النتائج النهائية مطالب طهران؟

أشارت هآرتس إلى أن الولايات المتحدة لا تملك خطة عمل حقيقية تعتمد عليها حال انتهاك إيران للاتفاق، موضحة أن إيران قضت على كل الخيارات الدبلوماسية بعد انسحابها من الاتفاقية، وفرض عقوبات خانقة على الاقتصاد الإيراني.

وذكرت الصحيفة أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن اعتزامه إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، والرسالة التي بعثها مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لكي يصلها إلى الجمهورية الإسلامية رُفضت، وأكدت الجانب الإيراني مرارًا وتكرارًا أنه لن يتفاوض مع واشنطن بينما تمارس ضغوطات شديدة عليها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان