إعلان

4 أسباب مُحتملة وراء استهداف إيران لناقلات النفط في الخليج

04:03 م الخميس 20 يونيو 2019

هجمات ناقلات النفط

كتبت- رنا أسامة:

تحدّثت شبكة "سي إن بي سي" عن تصاعُد حِدة التوتر في المنطقة بين واشنطن وطهران، مع إسقاط صاروخ إيراني سطح-جو لطائرة تجسّس أمريكية بدون طيار فجر اليوم الخميس فوق مضيق هرمز، بحسب مسؤولين أمريكيين وإيرانيين، وسط تزايد المخاوف بشأن حرب مُحتملة بين الجانبين.

وقالت الشبكة الأمريكية في تقرير نُشِر على موقعها الالكتروني، الخميس، إن الاقتصاد الإيراني يتداعى في مِنطقة تعُجّ بالعتاد العسكري الذي أرسلته الولايات المتحدة ردًا على تهديدات إيرانية، مع تأكيد إدارة الرئيس دونالد ترامب، بشكل واضح، في أكثر من مناسبة، أن "جميع الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة".

يأتي ذلك بعد أسبوع من الهجوم على ناقلتيّ نفط تُجاريتين في خليج عُمان، الذي يُعتقد على نطاق واسع وقوف إيران ورائه، فيما لم يُثبت ذلك بعد بشكل قاطع. ففي الخميس الماضي، استُهدِفت ناقلتا النفط اليابانية كوكوكا كاريدجس، والنرويجية فرونت ألتير، قُبالة السواحل الإماراتية وأُجبر طواقمهما على تركهما.

كما وقع الهجومان بعد شهر من تعرض ناقلتيّ نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات "تخريبية".

ووجّهت واشنطن والسعودية أصابع الاتهام إلى طهران التي نفت بدورها أي مسؤولية. غير أن القيادة المركزية الأمريكية نشرت شريط فيديو وصورًا اعتبرها خبراء أمنيون "دليلًا موثوقًا على ضلوع إيران"، وفق الشبكة الأمريكية.

وفيما لا يزال من غير المؤكّد ضلوع طهران، فنّدت الشبكة الأمريكية 4 أسباب رُبما تكون دفعت الحرس الثوري الإيراني لشنّ هجمات على ناقلات النفط في الخليج:

1- إيران "لا تملك شيئًا لتخسره"

قالت أنيسة تبريزي، الخبيرة الإيرانية بمركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا: "يُحتمل أن تكون إيران خلُصت إلى نتيجة مُفادها أن ما لديها لتخسره جراء التصرّف بهذه الطريقة، أقل من عدم قيامها بأي شيء".

وأضافت تبريزي، في حديث إلى الشبكة الأمريكية عبر الهاتف، الثلاثاء، أن "هُناك مقامرة لم تكن موجودة من قبل".

ووصفت هذه المُقامرة بالقول: "إذا حاولت دول أخرى الانتقام من طهران، ستُعلِن الأخيرة استعدادها للمُخاطرة لأنها لا تملك شيئًا لتخسره في هذه المرحلة"، مُعتبرة أن هذا النهج "خطير".

ويُتوقع انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6 بالمائة هذا العام، بعد تقلّصه بنسبة 3.9 بالمائة العام الماضي، وفق صندوق النقد الدولي. وعلى النقيض من ذلك، سجّل نموًا بنسبة 3.8 بالمائة عام 2017، قبل أن تُعيد إدارة ترامب فرض العقوبات الاقتصادية على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

وتسبّبت العقوبات الأمريكية الصارمة، وتحديدًا على صادرات النفط الإيراني، فضلًا عن أعوام من سوء الإدارة الاقتصادية في البلاد، إلى ارتفاع شديد في مُعدّلات البطالة والتضخم في طهران بنحو 40 بالمائة.

وفي هذا الشأن، رأى علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات، أنه "كلما نجحت سياسة الضغط الأمريكية القُصوى في دفع الاقتصاد الإيراني إلى الهاوية، كُلما أصبح الإيرانيون أقل عزوفًا عن المُخاطرة وأكثر عدوانية على الأرجح"، حسبما قال للشبكة الأمريكية.

2- استدعاء "حيلة" ترامب

أما حسين إيبش، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربية بواشنطن، فاعتبر أن الأمر كله يرتبط بـ"التقييم الدقيق والإنكار المعقول"، بحسب تصريحاته للشبكة الأمريكية.

وصُمّمت تكتيكات إيران، وفق خبراء، بهدف إعاقة لا إثارة أي رد عسكري مُحتمل. وحتى الآن، لم تُسفِر الهجمات عن سقوط قتلى بين صفوف المدنيين أو تؤدي إلى أضرار بيئية مثل تسرب النفط.

بدلًا من ذلك، تُرجّح الشبكة الأمريكية أن يكون الحرس الثوري الإيراني أراد إرسال رسالة مفادها أنه قادر على تقويض مصالح الولايات المتحدة ودول الخليج في المنطقة، مُعوّلًا إلى عدم رغبة الرئيس دونالد ترامب في شنّ حرب بالفِعل مع طهران.

وقال إيبش: "في نهاية المطاف، فإن إيران لا تنوي سِوى استدعاء حيلة الرئيس ترامب". ففي لقاء مع مجلة "تايم" الأمريكية أجراه ترامب الأسبوع الماضي، قال إنه ينظر إلى حوادث الناقلات باعتبارها "بسيطة للغاية"، مُعتبرًا أن الهجمات من هذا النوع لا تستحق الدخول في حرب.

وانطلاقًا من ذلك، فيبدو أن الإدارة الأمريكية قد بذلك قصارى جهدها فيما يتعلّق بالعقوبات الاقتصادية على طهران، حتى أصبح "تأثيرها يكاد يكون مُنعدمًا"، كما يقول إيبش.

ومن وجهة نظر إيبش، فإن هذا يُعد أحد أسباب قيام إيران بهذه الإجراءات، قائلًا: "ليس لديها ما تخسره سِوى الدخول في حرب لا تُريد خوض غمارها، وكذلك لا يرغب فيها ترامب. وهذا ما تختبره الآن".

3- "الضرب مكان الألم"- أمن الشحن والنفط

غالبًا ما يُهدد القادة الإيرانيون بأنه في حال لم تتمكّن بلادهم من تصدير نِفطها، فلن يُصدّره آخرون. وقد وقعت الهجمات التي استهدفت ناقلتيّ نفط الأسبوع الماضي بالقرب من مضيق هُرمز، الممر المائي الضيق الذي يُمثّل 30 بالمائة من حركة النفط المنقولة بحرًا في العالم.

وإلى جانب الناقلات الأربع التي يُزعم تعرّضها للتخريب قُبالة ساحل الفجيرة بالإمارات في 12 مايو، فيبدو أن حادث خليج عُمان "جزء من جهد إيراني منهجي لإظهار أن السلام والأمن في الخليج مرهون باستقراره الاقتصادي"، كما مجموعة أوراسيا للاستشارات السياسية خلال مؤتمر صحفي في 13 يونيو.

فيما أشار أندرياس كريج، المُحاضر بكلية الدراسات الأمنية في في جامعة كينجز كوليد اللندنية، إلى تهديدات المُرشد الأعلى الإيراني للأمريكيين، التي قال خلالها آية الله علي خامنئي إن "بلاده ستضرب مكان ما يؤلم"- وشريان النفط العالمي، مضيق هُرمز هو ما يؤلِم".

ومع أن استهداف ناقلات النفط التجارية يضر إيران أيضًا، بحسب كريج، أكّد أنها "لا تملك سِوى القليل جدًا لتخسره لأنها تحوّلت إلى (دولة خاسرة في المُطلق)، مع توقيع أقصى أنظمة العقوبات عليها".

4- الردع والحشد

وإذا ثبُت وقوف طهران وراء حوادث الناقلات بالفعل، فيعتقد الباحث علي فايز أن دافعها الرئيسي هو "ردع الولايات المتحدة عن زيادة الضغط على صادرات النفط الإيراني".

وبموجب هذه الفرضية، فهذا الأمر من شأنه أن "يُعيد إنعاش سوق النفط الإيراني، بما سيؤدي إلى رفع سعر أقساط التأمين البحري على الشحن، وسيُعوّض ذلك الإيرانيين- إلى حدٍ ما- عن صادراتهم النفطية التي فقدوها جراء العقوبات الأمريكية"، بحسب الشبكة.

وبالنسبة لإيران، فإن هذا النوع من الحروب غير التقليدية قد يُلحِق أضرارًا كبيرة بالمصالح الغربية، بتكلفة مالية منخفضة نسبيًا، وهو أمر لا يمكن أن يقبله الجيش الأمريكي.

وقال كريج إن "الإيرانيين لديهم الكثير من المرونة والإرادة السياسية في هذا الشأن أكثر من الأمريكيين"، موضحًا أن مشكلة الأمريكيين تكمُن في عدم تحلّيهم بالإرادة السياسية، ومحدوديّة قُدرتهم على ردّ الضربات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان