كيف أثرت المواجهة بين أمريكا وإيران على "صفقة القرن"؟
كتبت- هدى الشيمي:
باتت المواجهة التي تتصاعد حدتها كلما مرّ الوقت بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران أهم الأحداث في الساحة العالمية، لاسيما مع كثرة الأحاديث عن احتمالية نشوب حرب سيكون لها توابع كارثية على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وهو ما أدى إلى سرقة الأضواء من خطة السلام الأمريكية المعروفة في الأوساط الإعلامية بـ"صفقة القرن"، والتي من المُقرر الكشف عن أول أجزائها بعد أيام.
قالت مجلة بولوتيكو الأمريكية إن جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، سيجمع المسؤولين الإقليميين في المنطقة في البحرين الأسبوع المُقبل للكشف عن الجزء الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، التي طال انتظارها وتهدف إلى إنهاء النزاع طويل الأمد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من المقرر أن تستضيف البحرين "ورشة السلام" في 25 و26 يونيو الجاري، وسيشارك فيها عدد كبير من المسؤولين الإقليميين ورجال الأعمال العرب، فيما أعلن الجانب الفلسطيني عن امتناعه عن الحضور ورفضه لكل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في عملية السلام.
في المقابل، ذكرت المجلة الأمريكية - في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني- أن تصاعد المواجهة بين إيران والولايات المتحدة سرق الأضواء من صفقة القرن، لاسيما مع زيادة حدة التوترات بعد إعلان طهران اسقاطها طائرة أمريكية مسيرة، أمس الخميس، بعد أن اخترقت مجالها الجوي.
لفتت المجلة الأمريكية إلى أن ترامب أكد في أكثر من مناسبه أنه لا يريد التورط في حرب مع إيران، لكنه حتى هذه اللحظة يبعث بالعديد من الرسائل المُختلطة. بعد اسقاط قوات الحرس الثوري الإيراني الطائرة المسيرة غرّد ترامب على تويتر: "لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرًا"، لكنه سرعان ما خفف من حدة لهجته وقال للصحفيين، في وقت لاحق، إنه يجد صعوبة في تصديق أن الأمر كان مقصودًا.
في تلك الأثناء، يتجنب كوشنر وفريقه المعني بعملية السلام الربط بين قمة البحرين والأزمة الإيرانية. وحسب مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية فإن الفريق الأمريكي للسلام سيركز اهتمامه على المحادثات الاقتصادية، وسيبتعد عن السياسة تمامًا، علاوة على أن أغلب المدعوين للقمة رجال أعمال ومسؤولين اقتصاديين إقليميين.
يمثل الجانب الاقتصادي المرحلة الأولى من خطة السلام التي عمل عليها كوشنر وفريقه لأكثر من عامين. أما الجزء الثاني- حسب بوليتيكو- سيتضمن القضايا السياسية الشائكة، ومن المُزمع الكشف عنه في الخريف.
من جانبه، قال جيسون جرينبلات، مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط- في مقابلة مع قناة (i24news) إن العالم سوف يشهد رؤية اقتصادية مدروسة جيدًا تخدم الشعب الفلسطيني، مُشيرًا إلى محاولة فريقه الفصل التام بين الشقين الاقتصادي والسياسي.
ولكن إيران، من قبيل الصدفة، تعد سببًا رئيسيًا لحضور العديد من الدول ورشة السلام في البحرين، لاسيما وأن بعض الدول الإقليمية الكبرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات تحاولان التصدي للجهود الإيرانية المبذولة لزيادة نفوذها في المنطقة.
اتهمت واشنطن إيران بتفجير ناقلتي نفط في خليج عُمان منذ أيام، وهو ما نفته إيران تمامًا. وعلى إثر هذه الواقعة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" نشر 1000 جندي إضافي وبطاريات صواريخ باتريوت في منطقة الخليج، ردا على ما وصفته بـ "السلوك العدائي" من جانب القوات الإيرانية.
زاد الطين بلّة بعد إعلان إيران إنها ستزيد من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وكثفت إيران إنتاج اليورانيوم بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية وُصفت بالأشد على الإطلاق عليها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، العام الماضي.
فيديو قد يعجبك: