لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل تستقبل الصومال "عرائس داعش" بعد تخلي أوروبا عنهن؟

04:13 م السبت 22 يونيو 2019

عرائس داعش-أرشيفية

كتبت – إيمان محمود:

يرغب العشرات من المواطنين الأوروبيين من أصل صومالي الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، في السفر إلى الصومال بسبب رفض الدول الأوروبية إعادة توطينهم، على أمل أن تقبل الحكومة الصومالية توطينهم.

وقالت شبكة "ذا فويس أوف أمريكا" إن عائلات "عرائس وأطفال داعش" ناشدوا الحكومة الصومالية لاستقبالهم، إذ حصلت الشبكة على قائمة تضم 23 امرأة و34 طفلاً محتجزون الآن في مخيم الهول الواقع في شمال سوريا.

وأضافت الشبكة الأمريكية، أن "عرائس داعش" أعربن عن أسفهن واعترفن بارتكابهن "خطأ" في مغادرة أوروبا للسفر إلى سوريا.

بعض النساء اللائي انضممن إلى داعش فقدن جنسيتهن الأوروبية، منهن "ناصرة عبد الله أبو بكر"، التي غادرت لندن في 3 يونيو عام 2014، وسافرت إلى سوريا في أكتوبر من العام ذاته، لتُسقط بريطانيا جنسيتها.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن والدة ناصرة قولها، إن ابتها ولدت في الصومال وتريد الذهاب إلى هناك للعيش مع والدها.

وأضافت "أناشد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو، ورئيس الوزراء حسن علي خير، والشعب الصومالي بإعادة هؤلاء الأطفال".

"لم تكن متدينة"

وقالت الأم لفويس أوف أمريكا، إن ابنتها ناصرة لم تكن متدينة، مضيفة "كانت ترتدي البناطيل ولم تكن مرتبطة بشكل خاص بالمسجد"، ثم تم تجنيدها عن طريق الإنترنت".

وبعد سبعة أيام من مغادرة ناصرة إلى لندن، اتصلت ناصرة بأمها، لتخبرها بأنها سافرت إلى سوريا "لمساعدة النساء والأطفال".

وخلال عام بدأت ناصرة تندم على قيامها بتلك الخطوة، وأرادت العودة إلى بريطانيا لكنها لم تستطع، إذ قالت والدتها "لم تكن ابنتي حرة، وكانت خائفة من التحدث عبر الهاتف".

عائلة صومالية ألمانية

في 9 سبتمبر 2014، غادرت أسرة مكونة من أربعة أشخاص فرانكفورت في ألمانيا راحلين إلى تركيا، تكونت الأسرة من شقيقتين وأخ وزوجته الحامل، ومن اسطنبول استطاعوا الدخول إلى سوريا.

كان والدهم، الذي يعيش بالقرب من مدينة ماينز، يحضر حفل زفاف في الدنمارك عندما غادروا المانيا، وبعد ثلاثة أيام، اتصل به ابنه من تركيا وأكد له أنهم سيعودون، لكن الأب كان يشك أن ابنه يقول الحقيقة.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن الأب، الذي لم يرغب في ذكر اسمه: "أناشده على الأقل إعادة الأطفال"، وهو يقصد بـ "الأطفال" ابنتيه اللتين كانتا في الرابعة عشرة والثامنة عشرة في ذلك الوقت، وكان شقيقهم 23 عامًا.

في غضون ستة أشهر، تزوجت الشقيقتان من جهاديين ضمن التنظيم الإرهابي، بينما قُتل شقيقهما الأكبر.

تزوجت الابنة الصغرى، البالغة من العمر 22 عامًا، من ثلاثة جهاديين على التوالي- اثنان من الصومال وآخر من إريتريا، وقُتل الثلاثة في الحرب، والآن، أصبح لديها طفل من أحد الإريتريين، وتوأم من زوجها الأخير، لكنهم توفوا بعد وقت قصير من الولادة.

تريد العائلتان من ألمانيا والدنمارك الآن إنقاذ الأرامل والأيتام من مخيمات اللاجئين.

يقول الأب الصومالي-الألماني: "السيدات في المخيم هن مجرد ربات بيوت، هن الآن مريضات بسبب نقص الرعاية الصحية"، موضحًا أن ابنته الصغرى أصيبت مؤخرًا بفقر الدم وكانت مريضة لمدة أسبوع.

يرى الأب أن عرائس داعش "لم يشاركن في القتال.. إنهن يائسات ويحتجن لإنقاذهن، لا يوجد شيء آخر في أذهانهن".

المسافر من السويد

"ايني"، هي عروس أخرى من داعش، فقدت اثنين من أزواجها في الحرب في سوريا، ووصلت إلى مخيم الهول للاجئين بعد أن فرّت من بلدة باغوز في مارس من هذا العام، بعد قصف عنيف.

سافرت ايني مع مجموعة من الفتيات من السويد في مايو من العام 2014، وكانت تستعد للزواج عندما استطاع رجل أن يغيّر رأيها ويصرف نظرها عن هذا الزواج بزعم أن الرجل الذي تتزوجه "ليس لديه قدر عال من التدين".

والدتها "سايدو" قالت للشبكة الأمريكية، أن هذا الرجل لم يغير رأيها فيما يخص الزواج فقط، بل أقنعها بالهجرة إلى سوريا، حيث تزوجت من رجل داعش وأنجبت منه طفلين، قبل أن يُقتل زوجها في تفجير وقع في أكتوبر عام 2017.

وبعد عدة أشهر، تزوجت مرة أخرى وأنجبت طفلاً ثالثًا، لكن زوجها الجديد ما لبث أن أصيب بجروح وأسرته قوات التحالف الدولي في سوريا.

وقالت سايدو، إن زواج النساء المتكرر في داعش، كان هدفه الحفاظ على سلامتهن.

وأضافت أن ابنتها حاولت الفرار من التنظيم لكنها لم تجد مخرجًا آمنًا، قائلة إن القوات الكردية داهمت وصادرت الهواتف المحمولة وأموال من النساء.

أما عن أحوال الأطفال في مخيم الباغوز، فعبّرت والدة ايني عن خوفها عليهم إذ يعاني أحفادها من سوء التغذية.

"من هؤلاء النساء؟"

صرّح مسؤولون حكوميون صوماليون بأنهم تلقوا قائمة عرائس داعش وأطفالهم في مخيم الهول، لكنهم لم يتخذوا قرارًا بعد بشأن تقديم عرض لهم.

وأكد سفير الصومال في الاتحاد الأوروبي، علي سعيد فقي، الذي كان على اتصال بعائلات هؤلاء الأطفال وأمهاتهم، إن الحكومة الصومالية تحقق في الوضع.

وقال "نحن نحقق ونحتاج إلى معلومات كاملة.. من هؤلاء النساء؟ هناك رجال صوماليون في سوريا لديهم أطفال مع نساء أجنبيات، ويريدون أن يأتي أطفالهم إلى هنا أيضًا. هذا معقد، يحتاج إلى دراسة متأنية"، بحسب ما نقلته الشبكة الأمريكية.

فيما يرى ضابط المخابرات السابق العقيد عبد الله علي ماو، إنه يتعين على الحكومة الصومالية توخي الحذر، والتأكد من عدم إطلاق سراحهم إلى المجتمع حتى يتم إعادة تأهيلهم بالكامل.

لكن السفير فقي يرى مخرجًا لهم إذا كانوا صادقين في نبذ أيديولوجيتهم الجهادية، قائلاً "إذا تخلى شخص ما عن منظمة إرهابية، فإن الحكومة ترحب به، في هذا الوقت؛ سوف يندرج تحت هذه الفئة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان