لماذا تراجع ترامب عن شنّه هجومًا ضد إيران؟
كتبت- هدى الشيمي:
اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تردد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام الأخيرة الماضية وتراجعه عن شنّ ضربة عسكرية ضد إيران قد يكون أهم الإشارات المُهدئة التي تلقاها الشرق الأوسط في الأونة الأخيرة، خاصة بعد أن ترددت أقاويل بأن كل المكونات الرئيسية التي تبرر شنّه هجومًا عسكريًا ضد إيران قد تضافرت.
قال ترامب، في سلسلة من التغريدات على تويتر الجمعة الماضي، إنه أوقف شنّ ضربة عسكرية لأن الأمر سيخلف خسائر غير متناسبة في الأرواح تقدر بنحو 150 شخصا، وألمح إلى أنه ما زال منفتحا على إجراء محادثات مع طهران.
يأتي ذلك بعد وصول الأمور إلى حد الغليان في بحر الخليج بعد أن تعرضت ناقلات سعودية ويابانية وغيرها لأضرار جراء هجمات بحرية، تقول الولايات المتحدة إن إيران تقف ورائها، رغم عدم وجود أي أدلة قاطعة تُبرهن صحة اتهاماته.
وفي المقابل، أعلنت إيران أنها ستحتفظ بعد الـ 27 من يونيو الجاري، بأكثر من 300 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب على أراضيها. ما يعني أنها ستتجاوز حجم المخزون المسموح لها من اليورانيوم المُخصب بموجب الاتفاق النووي مع القوى الدولية الذي اُبرم في عام 2015.
بالنظر إلى كل الظروف والأحداث المتلاحقة توقع الجميع أن تشنّ الولايات المتحدة هجومًا ضد إيران، أشارت هآرتس إلى أن صد أمر بنشر القوات الأمريكية وجرى تحديد العديد من الأهداف الإيرانية، إلا أن كل شيء توقف فجأة.
تقول الصحيفة الإسرائيلية إن المبررين لتنفيذ الهجوم الأمريكي ضد إيران كانا واهيين. وأوضحت أن الدليل الظرفي لا يكفي لشنّ ضربة يمكن أن تتحول في غمضة عين إلى حرب إقليمية.
وأشارت هآرتس إلى أن كل من الطرفين كان له روايته الخاصة به بعد إسقاط قوات الحرس الثوري الإيراني للطائرة الأمريكية المُسيرة، إذ قالت واشنطن إن الطائرة كانت فوق المياه الدولية، بينما زعمت طهران أنها انتهكت مجالها الجوي، مُشددة على أنها لن تسمح أبدًا بحدوث انتهاكات مماثلة.
قالت هآرتس إن مُبرر ترامب للتراجع عن شنّ ضربة عسكرية على إيران غير منطقي، لاسيما وأن الرئيس الأمريكي نفسه لم يشعر بأي انزعاج من شن العديد من الهجمات على سوريا، ما تسبب في مقتل الآلاف من المدنيين، كما أن صرخات وعويل الأطفال والأمهات من المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون لدخول بلاده من المكسيك لم تؤثر فيه.
ترى الصحيفة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها تواجه إيران والعداء الدولي بمفردها، خاصة وأن العديد من الدول الكُبرى أعربت عن استيائها بعد اتخاذ ترامب لقراره الأحادي بالانسحاب من الاتفاق النووي المُوقع مع إيران في مايو الماضي. علاوة على ذلك، قالت الصحيفة الإسرائيلية إنه على ما يبدو أن واشنطن لا تملك خريطة طريقة مُقنعة تستخدمها في التعامل مع إيران.
حسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن المعضلة التي تواجهها أي دولة ترغب في شنّ هجومًا عسكريًا عليها أن تفكر ما إذا كان ينبغي عليها تقسيمها إلى سلسلة من الهجمات التي تهدف إلى إرسال رسائل مُعينة، أم أن عليها استخدام كامل قوتها.
بالنظر إلى التوترات التي تشهدها المنطقة الآن، توقعت هآرتس أن تتفاعل منطقة بحر الخليج بشكل سيئ مع الهجمات، ما يُنذر باحتمالية نشوب حرب تتورط فيها بلدان عديدة، وهو ما دفع ترامب إلى التراجع عن شنّه هجومًا ضد إيران في اللحظات الأخيرة، وليس حرصًا على الأرواح كما زعم.
فيديو قد يعجبك: