هآرتس: تدمير سمعة إمام أوغلو حيلة أردوغان للقضاء على المعارضة
كتب – محمد عطايا:
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن المعارضة التركية حققت أكبر مكاسبها بفوز أكرم إمام أوغلو، في انتخابات بلدية إسطنبول، على مرشح حزب الرئيس رجب طيب أردوغان.
جرت إعادة انتخابات بلدية إسطنبول التركية، بعدما اعترض حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان، بزعم الغش لصالح مرشح المعارضة أوغلو.
فاز أوغلو للمرة الثانية على بن علي يلدرم، مرشح حزب أردوغان، في انتخابات البلدية التي جرت منذ يومين، ما اعتبره البعض الخسارة الأكبر لأردوغان.
ترى الصحيفة العبرية أن فوز أوغلو بمنصب عمدة إسطنبول، سيجلب له العديد من المتاعب، نظرًا لأن الحزب التركي الحاكم، سيستمر في تشويه صورته، وربما تضييق الخناق عليه حتى تضمن ألا يتم انتخابه مرة أخرى.
انتخابات البلدية جاءت في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي كسادًا وتباطؤ في النمو كبير، فضلًا عن أن أنقرة على الصعيد الدولي، تبدو معزولة بشكل متزايد، وعلى المستوى المحلي، سئم الناس من السياسات الفاشلة للرئيس.
أوضحت "هآرتس"، أن تلك العوامل كانت أسبابًا قوية لهزيمة مرشح أردوغان، إلا أن السبب الرئيسي –بحسب الصحيفة- يكمن في قدرة إمام أوغلو على توجيه استياء الناخبين من حزب العدالة والتنمية لدعم ترشيحه، مع الحفاظ على علاقة قوية مع قاعدة دعمه العلمانية للطبقة الوسطى، وكذلك الناخبين الأكراد.
وكشفت الصحيفة أن نجاح أوغلو في منصب رئيس ضاحية بيليكدوزو، بمدينة إسطنبول، جعل له سمعة طيبة، ما سهل مهمته في انتخابات البلدية.
وأكدت "هآرتس"، أن الرئيس التركي وحزبه يعملان حاليًا على تشويه سمعة عمدة إسطنبول الجديد، خاصة بعدما اتهموه بأن لديه الجنسية اليونانية، فضلا عن كونه أحد أعضاء حركة فتح الله جولن، المتهمة بتنفيذ محاولة الانقلاب في 2016، وتلقي دعم من الأكراد المتشددين.
لن تكون هناك انتخابات أخرى في تركيا لمدة أربع سنوات؛ ومع ذلك، بين الحين والآخر ستفعل الحكومة –بحسب هآرتس- كل ما في وسعها لتدمير سمعة إمام أوغلو.
وأضافت أنها ستحاول نزع الشرعية عنه وعن شركائه، وإيجاد أخطاء في حياته الشخصية، وحتى تصويره على أنه خائن.
وأكدت الصحيفة العبرية، أن التحدي الذي يواجه إمام أوغلو يتمثل في الأشهر والسنوات المقبلة في التغلب على حملة حيل قذرة مستمرة بعد الانتخابات.
وأوضحت أنه إذا تمكن إمام أوغلو من السيطرة على الأوضاع وتخطي جميع محاولات الحكومة التركية، سيكسب المزيد من التابعين، ما قد يشكل كتلة حرجة تمكنه من تشكيل تحد حقيقي لنظام أردوغان السياسي بعد أربع سنوات.
فيديو قد يعجبك: