لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حرب أو مفاوضات.. من يرسم سياسة ترامب نحو إيران؟

09:16 م الخميس 27 يونيو 2019

من يرسم سياسة ترامب نحو إيران؟

كتب - هشام عبد الخالق:

منذ ما يقرب من أسبوع، وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على شن ضربة عسكرية ضد الحرس الثوري الإيراني، في حركة لم تحدث داخل الإدارة الأمريكية منذ عقود، وذلك ردًا على إسقاط إيران طائرة أمريكية قالت طهران إنها اخترقت أجواءها.
الضربة الأمريكية ضد إيران لم تُنفذ، بعد تراجع ترامب في اللحظات الأخيرة، ولكن لا يزال الموقف متأزمًا بين الدولتين، وتستمر الولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية على إيران، كان آخرها الإثنين الماضي، عندما فرضت عقوبات استهدفت المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي وموظفين بمكتبه.

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ترى أن هناك عدة أشخاص يؤثرون في الأزمة الإيرانية الأمريكية، بطريقة قد تدفع واشنطن لإجراء مفاوضات جديدة مع طهران، أو قد تؤدي في النهاية لحرب جديدة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ترامب
وترى الصحيفة، أن أبرز هؤلاء الأشخاص هو الرئيس ترامب نفسه، الذي يتعرض لحيرة كبيرة عندما يتعلق الأمر بإيران، خاصة بين طرفي القاعدة الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها في الولايات المتحدة وهما اليمين المسيحي واليمينيون الانعزاليون.

وتقول الصحيفة، إن اليمين المسيحي في الولايات المتحدة يتكون في الأغلب من مسيحيين إنجيليين يدعمون سياسة مواجهة إيران، وكانوا يدعمون الرئيس الأسبق جورج بوش في بدء حرب مع إيران منذ أكثر من 10 سنوات، وكانوا من أكثر منتقدي سياسة الرئيس باراك أوباما عندما توصل للاتفاق النووي مع إيران.

أما اليمينيون الانعزاليون، ثان أكبر القواعد المؤيدة للرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة، فقد أصبحوا يملّون من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، وكانوا يدعمون ترامب في 2016 بسبب انتقاداته المستمرة للحرب في العراق، وسياسته التي كانت تهدف لعدم خوض حروب أخرى في المنطقة.

الرئيس الأمريكي الآن أصبح واقعًا بين شقي الرحى، ويحاول ألا يغضب أي من القاعدتين الجماهيرتين، ويحاول كسب رضا المسيحيين الإنجليين باستخدام اللهجة الحادة في الخطاب وفرض العقوبات ضد إيران، وفي نفس الوقت يحاول استمالة اليمينيين الانعزاليين عن طريق عدم شن حرب عسكرية ضد إيران.

بومبيو وبولتون وبنس
وزير الخارجية الأمريكي ومستشاره للأمن القومي، اثنان من أكبر مؤيدي شن حرب ضد إيران، ويشتهران باتخاذهما موقفًا عدائيًا ضد إيران، وطرح مايك بومبيو قائمة بـ 12 مطلبًا يجب على إيران قبولها إذا أرادت التوصل لاتفاق جديد مع الولايات المتحدة، ورفضتهم إيران بالطبع.

جون بولتون على الجانب الآخر، كان يروج لتغيير النظام في إيران باستخدام القوة العسكرية حتى قبل أن يصبح مستشارًا للبيت الأبيض، وكان كلًا منهما يدعم الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران والتي أوقفها ترامب في اللحظات الأخيرة.

يحظى بولتون وبومبيو أيضًا بدعم نائب الرئيس مايك بنس، وهؤلاء المستشارون الثلاثة الكبار يؤثرون على خطاب الرئيس في مواجهة إيران.

نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد
ثلاثة من أبرز مؤيدي الرئيس الأمريكي، ويشجعونه على اتخاذ موقف معادٍ لإيران، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جعل من إيران مركزًا لساحاته السياسية منذ أكثر من عقد، ولم يترك فرصة خلال العام الماضي منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، لشكره على هذه الحركة وفرض عقوبات جديدة على طهران.

أما بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، فهما لم يتركا فرصة لاستخدام نفوذهما في الولايات المتحدة لتشجيع سياسة ترامب الحالية ضد إيران.
وقارن محمد بن سلمان مؤخرًا إيران بألمانيا النازية، ويحاول محمد بن زايد التأثير على ترامب من خلال جماعات الضغط التابعة له، وهو ينجح بذلك حتى الآن، بحسب هآرتس.

وزير الدفاع الغائب
على الرغم من التهديدات المحتملة بشن حرب أو حتى التدخل عسكريًا ضد إيران، فحتى الآن لم يتم تأكيد وزير الدفاع في مجلس الشيوخ، وكان آخر وزراء الدفاع جيمس ماتيس الذي استقال في ديسمبر الماضي، بسبب قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا. ومنذ ذلك الحين، كان هناك قائمان بأعمال وزير الدفاع، لم يوافق عليهما مجلس الشيوخ.

وكان هذا سببًا في زيادة قوة محور جون بولتون ومايك بومبيو المؤيد للحرب على إيران، وأضعف من تأثير البنتاجون على عملية صنع القرار.

أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين
الحزب الجمهوري لا يزال منقسمًا بشأن سياسة ترامب تجاه إيران، ويرى الناخبون من الحزب الجمهوري إيران بشكل سلبي، لكن هذا لا يعني أنهم قد يؤيدون حركة عسكرية ضدها.

العضو الجمهوري البارز في الكونجرس توم كوتون، كان يحث ترامب على الموافقة على الضربات الجوية ضد إيران، حتى قبل أن يسقط الإيرانيون الطائرة الأمريكية بدون طيار الأسبوع الماضي، وقد وصف هجمات إيران على ناقلات النفط في الخليج الفارسي بأنها هجوم على المصالح الأمريكية، مشيرًا إلى أن ترامب لا يحتاج إلى موافقة الكونجرس للرد بقوة عسكرية.

ليندسي جراهام، وهو عضو بارز آخر داخل الحزب الجمهوري، حول السياسة الخارجية والأمن القومي، يدعم خطوات ترامب حتى الآن. وكان يمهد الطريق لدعم ضربة عسكرية الأسبوع الماضي بقوله: "إذا كانت إيران بحاجة للقتال. ستحصل على الحرب".

بالإضافة إلى المؤيدين للحرب، هناك اليمنيون الانعزاليون داخل الحزب الجمهوري، مثل السناتور راند بول، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب ويحثه على الوفاء بوعده الانتخابي بعدم بدء حروب جديدة في الشرق الأوسط.

انضم بول، مع السناتور المخضرم مايك لي، إلى جانب مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، في مطالبة ترامب بعدم القيام بأي عمل عسكري ضد إيران دون الحصول على موافقة الكونجرس أولاً.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان