في قمة العشرين: ترامب سيرى الفشل أينما نظر
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن قمة المجموعة العشرين، التي انطلقت في وقت سابق صباح اليوم الجمعة، لن تكون مُمتعة للغاية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاسيما وأن الفشل ينتظره في أوساكا.
أشارت الشبكة الأمريكية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، أن ترامب سيرى الفشل أينما نظر بعينيه، خاصة وأنه أخفق في العديد من المجالات والمناطق.
وذكرت أن مشاكل الرئيس الأمريكي ستغدو أكثر سوءًا، خلال يومي فعاليات القمة، لأنه يحتاج إلى مساعدة زملائه - قادة العالم- في مواجهته الأخيرة مع إيران، والتي كادت أن تتحول إلى حرب الأسبوع الماضي.
كانت إيران قد أعلنت أن قوات الحرس الثوري تمكنت من اسقاط طائرة أمريكية مُسيرة، وكان ترامب مُستعدًا لشن هجومّا ضدها، ولكنه تراجع قبل 10 دقائق من الانطلاق.
ولكن بعد أن قضى فترة طويلة من رئاسته في استفزاز باقي زعماء العالم، فمن الصعب أن يحظى بدعمهم وتعاطفهم. قالت "سي إن إن" إن ترامب يريد سحق الاقتصاد الإيراني، وقطع امداداته النفطية عن العالم، وحماية السفن الموجودة في مضيق هرمز، ولكنه على ما يبدو لا يعرف كيف يقوم بذلك.
من الناحية النظرية، لا يوجد مكان أفضل من مجموعة العشرين لحصول ترامب على الدعم الذي يريده، لاسيما وأنه المكان الذي يسمح لأي رئيس الولايات المتحدة وغيره من قادة العالم عقد اجتماعات عدّة مع بعضهم البعض.
يمتلئ جدول أعمال ترامب، خلال قمة المجموعة العشرين، بعدد كبير من الاجتماعات من بينها اجتماعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الصيني شي جينبينغ.
استبعدت "سي إن إن" أن يحصل ترامب على دعم الصين في مواجهته مع إيران، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتماد بكين على طهران للحصول على النفط.
لا تتوقف مشكلة ترامب مع إيران على الصين. لاسيما وأن روسيا تتهم إدارته بابتزاز الجمهورية الإسلامية. قالت "سي إن إن" إن لقاءات ترامب وبوتين لا تزال في طي الكتمان، ولا يعرف أحد شيء عنها، وردا على سؤال وجهه إليه صحافيون في البيت الأبيض حول فحوى محادثاته المقررة مع بوتين قبيل توجهه إلى اليابان قال ترامب "لا شأن لكم".
وخلال محادثاتهما الثنائية التي عُقدت، صباح اليوم الجمعة، أشاد ترامب بـ"علاقاته الجيدة جدا" مع بوتين. ومازحه بشأن ما يتردد من مزاعم عن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، وطلب منه ألا يتدخل في الانتخابات المُقبلة.
ويلتقي ترامب أيضا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في لقاء مرتقب، بعد توتر العلاقات لإصرار أنقرة على الحصول على منظومة الدفاع الجوي "إس-400" من روسيا، وتهديد واشنطن بفرض عقوبات عليها.
ومن غير المُرجح أن يعقد ترامب اجتماعات مطوّلة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي في أوساكا، لاسيما بعد انتقاد الدولتين على حد السواء طريقة إدارته في التعامل مع الأزمة الإيرانية، بعد أن وضعهم هذا التصادم تحت ضغط لمساعدة طهران ماديًا لاقناعها بالبقاء في الاتفاق النووي.
وكان مسؤولون فرنسيون قد صرحوا منذ فترة أنهم لا يرون أي إشارة تدل على أن الولايات المتحدة مُهتمة بإجراء حوار جاد مع إيران، وأكدوا أنه بالرغم من أن بلادهم حليفة جيدة وقوية لواشنطن، إلا أن هذا لا يعني أن تتبعها تلقائياً فيما يخلص مشكلتها مع طهران.
حسب سي إن إن، فإن أكبر مشكلة تواجه ترامب في الفترة الحالية تتمثل في إقناع قادة العالم أنه يعرف ما يريده بالضبط من تصعيده مع إيران.
في تصريحات أدلى بها منذ أيام، شكك الرئيس الإيراني حسن روحاني، وليس للمرة الأولى، في عقلية ترامب، مُشيرًا إلى أن البيت الأبيض "اعاقة عقلية"، وإنه "عاجز ذهنيا".
وفقًا لسي إن إن، فإن المشكلة التي يواجهها ترامب إذا اُجبر على المضي قدماً بمفرده واستمر في التصعيد التوترات مع إيران، فإنه قد يتورط في حرب طاحنة، كما أنه سيسكر أحد وعوده الانتخابية ويرسل المزيد من القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: