"العقوبات ليست حلاً".. متى يصف ترامب الرئيس الإيراني بـ"صديقي العزيز"؟
كتب - محمد عطايا:
ترى إيران أن المسؤولين في البيت الأبيض مختلين ومصابين بأمراض عقلية، والأمر نفسه تراه الولايات المتحدة، وسط تهديدات لا تهدأ من الجانبين برد رادع وقوي على أي تعد أو ضربة عسكرية، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، التي أكدت أن واشنطن بإمكانها تحويل العداوة التي بدأت منذ 40 عامًا، إلى "حلف قوي".
ويشدد الطرفان على أنهما لا يريدان الحرب في المنطقة، بينما لا يتوقفان عن التصعيد وإطلاق تهديدات تزيد من الوضع سخونة بمنطقة الخليج في الوقت ذاته.
الصحيفة العبرية أوضحت أن السلطات الإيرانية ستزيد من تخصيب اليورانيوم بحلول السابع من يوليو المقبل، إذا لم يجد الموقعون على الاتفاق الطريقة العملية للتحايل على عقوبات الولايات المتحدة.
في المقابل، تصر الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيون على وقف برنامج إيران الصاروخي، حتى تكون فرصة التحدث سانحة، إلا أن هناك انقسام كبير حول التعامل مع الملف الإيراني، حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها، وذلك بحسب "هآرتس".
وفي الوقت الذي أكد فيه الخبراء غياب أي استراتيجية عسكرية لصراع قريب، رغم ما يصدره الطرفان من تهديدات يومية تقريبًا، يتبقى لترامب وحلفائه حيلتين، هما بحسب "هآرتس": إما العقوبات المشددة أو التراجع وبدء صفحة جيدة مع النظام في طهران.
العقوبات الأمريكية الأخيرة على طهران، استهدفت المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وبخاصة الأصول والأموال التي تقدر قيمتها بأكثر من 200 مليار دولار، والتي تستخدم -بحسب الصحيفة العبرية- في جملة أمور، أهمها بناء الجيش الإيراني والعمليات العسكرية خارج البلاد.
وأكدت "هآرتس" أن العقوبات على خامنئي، أثارت الريبة عند البعض في البيت الأبيض والمراقبين للأوضاع حول العالم، نظرًا لأن واشنطن انتظرت طويلاً قبل أن تأخذ تلك الخطوة ضد أهم شخصية في إيران.
وترى الصحيفة العبرية أن العقوبات الأمريكية على خامنئي لا طائل يذكر منها، نظرًا لعدم وجود رقابة حكومية وبيانات منشورة حول المكان الذي يستثمر فيه المرشد الإيراني أمواله، ما سيجعل تنفيذ العقوبات على أصوله صعب للغاية.
وفي الوقت نفسه، فرضت واشنطن عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إلا أن ذلك -بحسب هآرتس- سيجعل ترامب على مسار تصادم مع الأمم المتحدة، لأنها (العقوبات) قد تؤدي إلى حرمان ظريف من تأشيرة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يمثل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت هآرتس أن الجلوس على طاولة حوار بين الجانبين الأمريكي والإيراني، هو الحل الأفضل للطرفين، خاصة إذا ما تمكن ترامب من تسهيل الشروط الـ12 قبل أي حوار مع طهران.
قبل عام، قدم بومبيو قائمة تضم 12 مطلبًا يتعين على إيران الامتثال لها لرفع واشنطن العقوبات، أبرزها: الكشف عن البرنامج النووي العسكري الذي تديره قبل توقيع الاتفاق النووي، والسماح للمفتشين بالوصول الفوري إلى أي منشأة إيرانية مشتبه بها، إطلاق سراح الأميركيين والمواطنين المزدوجين من السجون الإيرانية، ووقف تدخلها في الشؤون الداخلية للعراق وتمويلها للمليشيات العراقية، وإنهاء المساعدات للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، وسحب قواتها من سوريا، بالإضافة إلى إغلاق منشآتها للمياه الثقيلة، وتجنب معالجة البلوتونيوم للأغراض العسكرية، ووقف تطوير وتصنيع الصواريخ البالستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وخفض الدعم لقوة القدس التابعة للحرس الثوري، بقيادة قاسم سليماني.
وأكدت الصحيفة العبرية أن المطالب التي وضعها بومبيو كشرط للجلوس على طاولة الحوار مع إيران، فقدت أهميتها، خاصة وأن الرئيس ترامب لم يذكرها عند تصريحه برغبته في التفاوض مع طهران، وبالتالي قد يسهل ذلك من عملية التفاوض بين الجانبين.
وأوضحت أن بناء علاقة ثقة بين الجانين الأمريكي والإيراني، أفضل من الاعتماد على العقوبات الاقتصادية والتهديدات، لافتة إلى أنه من الممكن أن تكون موافقة ترامب على بيع طائرات حربية مقاتلة لإيران إذا أوقفت الأخيرة برنامجها الصاروخي، أحد الوسائل التي قد تخلق ثقة بين الطرفين، ومن ثم التجاوب مع المفاوضات العقلانية بدلاً من الانجرار للتهديدات.
وكشفت الصحيفة العبرية أن اعتماد ترامب نهج الترغيب بدلاً من العداء والعقوبات قد يجعل من الرئيسين الأمريكي والإيراني صديقين.
فيديو قد يعجبك: