(دير شبيجل): التصعيد بين واشنطن وطهران يدفع الشرق الأوسط إلى أتون الحرب
برلين (أ ش أ)
نبهت مجلة (دير شبيجل) الألمانية اليوم السبت، إلى أن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران قد يدفع منطقة الشرق الأوسط إلى أتون الحرب، وقالت "إن الحرب تنشب عندما لا تكون هناك قنوات اتصال، وعندما يخطئ الجميع دوافع ونوايا خصومه".
وأوضحت المجلة - في سياق تقرير نشرته عبر نسختها الالكترونية - أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يرغب في نزاع عسكري بل على العكس هو يريد إبعاد القوات الأمريكية من حروب مكلفة في الشرق الأوسط، لكنه يستخدم القوة العسكرية الأمريكية كورقة للضغط على طهران تماما مثلما فعل مع كوريا الشمالية، غير أن المجلة أكدت أنه بدا - الأسبوع الماضي - أن هذه الاستراتيجية لا تعمل مع إيران.
وأشارت المجلة إلى إن إيران شأنها شأن ترامب لا ترغب في الحرب مع أمريكا، فهي تعلم إنها لن تفوز - أبدا - في هذه الحرب لكن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي معها عزز موقف القوى المعارضة لأي نوع من التقارب مع واشنطن داخل إيران في إشارة إلى المحافظين المتشددين وقواتهم المسلحة المتمثلة في الحرس الثوري.
وتحدثت المجلة عن دور مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون في الأزمة وقالت إن "بولتون شخصية محورية في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، وأنه ظل لسنوات يدفع صوب توجيه عمل عسكري لطهران، مشيرة إلى أنه "بعد ثلاثة أيام من تراجع ترامب - في اللحظات الأخيرة - عن توجيه ضربة عسكرية لطهران صعد بولتون في إسرائيل من حدة الخطاب ضد العدوة اللدودة إيران.
وسلطت المجلة الضوء على تصريح لبولتون - في سبتمبر - قال فيه "نحن نراقبكم وسنجئ إليكم"، وعندما أسقطت القوات الإيرانية طائرة موجهة أمريكية - الأسبوع الماضي - كان بولتون إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جينا هاسبل هم من حثوا ترامب على "الانتقام".
وقالت المجلة إن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس سافر إلى طهران - الأسبوع الماضي - ولكن الألمان لا يملكون أي شيء بوسعهم تقديمه إلى الإيرانيين وإذا كانت هذه الزيارة قد تمخضت عن شيء فهو أنه (وزير خارجية ألمانيا) أقنع طهران بأن الأوروبيين لا يمكن التعويل عليهم.
وأوضحت المجلة أن الإيرانيين لن يجلسوا إلى طاولة التفاوض على ركبهم، في إشارة إلى أن الإيرانيين لن يأتوا إلى الطاولة وهم في وضع "مهين".وأشارت إلى أنه بفرضها العقوبات على صادرات إيران النفطية فهي بذلك تخنق نظامها الذي لن يدخر جهدا يلقي له طوق النجاة.
وقالت المجلة إن الإيرانيين أوصلوا للأمريكيين رسالة أن انتهاج سياسة "أقصى العقوبات" لها ثمن والهجمات على المنشآت الأمريكية في العراق والهجمات على حلفاء واشنطن في المنطقة لخير دليل على ذلك.
وأردفت المجلة تقول إن الحروب تنشب نتيجة لخطأ وتساءلت عن الذي يمكن أن يحدث إذا قتل جندي أمريكي في العراق بواسطة المليشيات الموالية لطهران.
وقالت المجلة إن كثيرا من الأمور المرتبطة بالصراع مع إيران تحمل توقيع جون بولتون فهو من حث ترامب على اتخاذ أقصى المواقف تشددا إزاء طهران في الشهور الأخيرة، كما أنه أكثر المروجين لفكرة العمل العسكري، وكان هو من أعلن - في مايو - إرسال وحدة قتالية بقيادة حاملة الطائرات إبراهام لينكولن وسرب قاذفات إلى الخليج.
فيديو قد يعجبك: