الحريري يجري اتصالات سياسية وعسكرية لاحتواء توترات جبل لبنان
بيروت - (أ ش أ)
أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، اليوم الأحد، سلسلة من الاتصالات بين القوى والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، لاحتواء حالة التوتر والاشتباكات المسلحة التي شهدتها منطقة (قبر شمون) في مدينة عاليه بمحافظة جبل لبنان، على خلفية زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وما صاحبها من قطع للطرق وسقوط قتلى من العناصر الأمنية المرافقة لموكب وزير الدولة لشئون النازحين صالح الغريب.
وكانت حالة من التوتر الكبير قد صاحبت زيارة رئيس التيار الوطني الحر إلى منطقة الجبل، حيث قام عدد من الشباب وأنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، بقطع الطرق أمام موكب الوزير باسيل، لمنعه من استكمال زيارته في أرجاء مناطق الجبل والقرى المجاورة، معتبرين أن تصريحاته "تزكي الخلافات الطائفية والمذهبية خاصة في ما يتعلق بحقبة حرب الجبل بين المسيحيين والدروز".
وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة - مساء اليوم - أن الحريري اتصل بالوزير جبران باسيل، والمسئولين في قيادتي الحزب التقدمي الاشتراكي، والحزب الديمقراطي (حليف باسيل) وجهاز قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش، مشددا على ضرورة تطويق الإشكال الذي حدث في الجبل، وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
ويحرص رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على إجراء جولات ميدانية في مختلف المناطق اللبنانية، خلال فترات الإجازات والعطلات الأسبوعية، خاصة يومي السبت والأحد من كل أسبوع، وإبداء الرأي في المواقف السياسية محل اهتمام الرأي العام اللبناني.
وقامت أعداد كبيرة من الشباب إلى جانب عدد من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي، بقطع عدد من الطرق التي كان يفترض أن يقوم موكب وزير الخارجية بالسير فيها أثناء جولته بالجبل، ولجأ البعض إلى إحراق الإطارات المطاطية في سبيل غلق مجموعة من الطرق ومنع السير فيها، ولم تفلح محاولات قوات الجيش المكلفة بتأمين موكب "باسيل" في إقناع المتظاهرين بفتح الطريق.
كما قُتل شخصان من المرافقين الأمنيين لوزير الدولة لشئون النازحين صالح الغريب، وهو أحد الحلفاء السياسيين للوزير جبران باسيل، أثناء مرور موكبه في المنطقة للانضمام إلى جولة رئيس التيار الوطني الحر.
وقال الوزير الغريب - في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية) - إن عددا من المسلحين أطلقوا النيران على موكبه، وهو الأمر الذي أصيب على إثره 3 عناصر من قوة التأمين المرافقة له.
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم أكرم شُهيب، القيادي بالحزب التقدمي الاشتراكي - في تصريح - أنه لم يتم قطع الطريق على موكب الوزير صالح الغريب، مشيرا إلى أن المرافقين الأمنين للوزير "الغريب" بادروا بإطلاق النيران بكثافة من أسلحتهم النارية لدى مرورهم من طريقين مختلفين، أثناء محاولة مجموعة من الشباب فتح الطريق أمام حركة السير وسحب بعض الإطارات المشتعلة الموجودة.
واعتبر الوزير شُهيب أن حالة التوتر و التشنج السياسي وإطلاق النيران مرجعها العنف السياسي وإطلاق المواقف المتعلق بمصالحة الجبل (مصالحة بين المسيحيين الموارنة والدروز عام 2001 أنهت الاقتتال بين الجانبين وحرب الجبل) مشيرا إلى أن هناك طرفا سياسيا لا يلاقي هذه المصالحة بنفس المنطق السياسي والانفتاح والحوار، وإنما من باب الغلبة والضغط وفرض رأي معين على كل الناس (في إشارة إلى التيار الوطني الحر دون أن يسميه).
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: