هآرتس: التهديد والتبجح.. واشنطن تستعمل أسلوبها المفضل لتمرير صفقة القرن
كتب – محمد عطايا:
تتحدث الأساطير الإسكندنافية عن بعض المخلوقات المشوهة محدودة الذكاء، لكنها قادرة على خلق دمار كبير، هكذا وصفت صحيفة "هآرتس" الفريق الأمريكي المسؤول عن تمرير خطة السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن".
الصحيفة العبرية، أكدت أن الولايات المتحدة تعتمد على مجموعة من قليلي الكفاءة، والمتنمرين للضغط على فلسطين، وإظهارها كدولة لا تستطيع النجاة دون وساطة وحماية أبوية من دولة الاحتلال الإسرائيلي.
سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، ادعى أن لإسرائيل الحق في أن تحتفظ بأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وهو ما وصفته الصحيفة العبرية على أنه نهج أمريكي متبع للسخرية من الفلسطينيين والتقليل من شأنهم، وفي الوقت ذاته التعظيم من الدور الإسرائيلي في المنطقة، لإعطاء صورة مشوهة عن القضية الفلسطينية أمام العالم والشعوب.
تحدثت "هآرتس" عن أن فريق التفاوض الأمريكي المكون من جيسون جرينبلات، مبعوث أمريكا للشرق الأوسط، وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوث السلام للشرق الأوسط، وديفيد فريدمان السفير الإسرائيلي في تل أبيب، عليه أن يخفف من مواقفه المتشددة ضد فلسطين، ومواجهة الواقع للتمهيد لمحادثات سلام حقيقية في المنطقة.
في الآونة الأخيرة، ظهرت تصريحات مثيرة للجدل على لسان فريق السلام الأمريكي، خاصة بعدما زعم كوشنر أن الفلسطينيين ليسوا ناضجين بما يكفي لحكم أنفسهم، فيما استمر جرينبلات في حملة "التوبيخ" ضد الشعب الفلسطيني وقياداته.
وأوضحت "هآرتس" أن نهج فريق التفاوض الأمريكي ليس عشوائيًا، ولكن يبدو أن إدارة ترامب مسؤولة عنه بشكل مباشر، وهو ما بدا واضحًا في عدة إجراءات اتخذتها واشنطن منذ أن بدأت حملتها للترويج لـ"صفقة القرن"، من قطع للمساعدات المالية المباشرة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وحتى طرد التمثيل الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية من واشنطن.
كشفت الصحيفة العبرية، أن النهج الأمريكي الرامي للسخرية من الفلسطينيين، انعكس تأثيره على القيادة الفلسطينية، ما جعلهم يرفضون جملة وتفصيلًا كل ما يتعلق بما تسمى "خطة السلام"؛ لأن الولايات المتحدة في نظرهم، ليست "وسيطًا نزيهًا" بل إنها لسان حال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
التهديد والتبجح
أكدت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة تتبع دبلوماسية "التهديد والتبجح" مع الفلسطينيين، لافتة إلى أنها استعملتها من قبل في عدد من القضايا، مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، وكندا والمكسيك.
ترى "هآرتس" أنه حتى اللحظة لم تحقق دبلوماسية التهديد والتبجح سوى مكاسب ضئيلة للغاية، يمكن قياسها على ما تم مع الدول السالف ذكرها، فلا تزال الأوضاع مشتعلة مع الأعداء ولم تحقق أهدافها حتى اللحظة، مؤكدة أن الأمر ذاته يمكن أن يتكرر مع فلسطين، ولا تشهد إدارة ترامب أي تقدم في مباحثاتها حول "صفقة القرن".
النهج الأمريكي –بحسب هآرتس- يصور دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنها قبلة الرجال الصالحين الساعين للسلام في العالم، بينما الفلسطينيين لا يرغبون سوى في استمرار الصراع.
أوضحت "هآرتس"، أن النهج الأمريكي المعتمد على التهديد والوعيد، سيؤدي في النهاية إلى تهيئة الأجواء لنتنياهو ليضم مساحات من الضفة الغربية، بحجة أن فلسطين ترفض أي خطط للسلام في المنطقة، وبالتالي لا يصلح سوى الحل الإسرائيلي.
فيديو قد يعجبك: