"شو وتهميش لدور سيول".. كيف رأى الكوريون الجنوبيون قمة ترامب وكيم؟
كتب - هشام عبد الخالق:
شاهد أبناء كوريا الجنوبية اللقاء التاريخي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في المنطقة منزوعة السلاح، الأحد، بنفوس يملؤها الأمل والشك معًا، متعجبين مما إذا كان هذا اللقاء كافيًا للتخلص من أكبر مخاوفهم على الإطلاق، وهو برنامج كوريا الشمالية النووي، حسبما ذكرت مجلة "تايم" الأمريكية.
اللقاء الذي جمع القائدين على الحدود بين الكوريتين، هو الثالث بين ترامب وكيم، والأول بعد قمة هانوي في فيتنام التي عقدت في فبراير الماضي، ويراها كثيرون فشلت بسبب الخلاف حول تخفيف العقوبات.
وتقول المجلة الأمريكية، في تقريرها، إن الكوريين الجنوبيين يرون لقاء ترامب وكيم في المنطقة منزوعة السلاح -والذي شهد عبور ترامب إلى الجانب الكوري الشمالي ليصبح أول رئيس أمريكي تطأ قدماه أراضي كوريا الشمالية- من شأنه أن يساعد في حل الجمود في المفاوضات النووية وإحياء جو إيجابي من أجل السلام.
لكن آخرون أعربوا عن شكوكهم من جدوى هذا اللقاء، موضحين أنه كان مجرد قمة أخرى شكلية بلا مضمون، مثيرين المخاوف من تراجع دور كوريا الجنوبية في الجهود الدولية للتعامل مع الشمال.
وترى المجلة، أنه منذ فشل قمة هانوي في فبراير، تباطأ الحوار بين الكوريتين، وطلبت بيونج يانج من سيول أن تبتعد عن واشنطن وتستمر في المشروعات الاقتصادية بين الكوريتين والتي تعوقها العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كوريا الشمالية.
وأشارت المجلة، إلى أن لقاء الأحد بين ترامب وكيم، يأتي بعد أيام من تعهد كوريا الشمالية بعدم الدخول في مفاوضات مع جارتها الجنوبية إذا استمرت في تعاملها مع الولايات المتحدة.
مين جونج وان، البالغ من العمر 26 عامًا، أعرب عن أمله في أن يحسن اللقاء بين ترامب وكيم المحادثات الثنائية بين الكوريتين، وقال: "آمل أن يكون هذا الاجتماع بمثابة فرصة للكوريتين لإحياء التعاون الاقتصادي والمُضي قدمًا نحو إعادة توحيدهما"، معربًا عن أمله في أن تعلن الكوريتين بالتعاون مع الولايات المتحدة نهاية رسمية للحرب الكورية التي استمرت من 1950 حتى 1953.
ولكن، يرى كيم داي وان، أحد موظفي الدولة بإحدى المدن القريبة من العاصمة سيول، أن لقاء ترامب وكيم كان غرضه الظهور الإعلامي، وفشل في مناقشة الاختلافات الجوهرية بين واشنطن وبيونج يانج التي ظهرت في قمة هانوي.
وأضاف وان للمجلة، أن وجود علمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على القرية الحدودية في المنطقة منزوعة السلاح وغياب علم كوريا الجنوبية، يدل على مدى التهميش الذي وصلت إليه سيول كونها أحد العوامل الأساسية في حل النزاع النووي بين واشنطن وبيونج يانج.
وتوضح المجلة، أن سيول لعبت دورًا بارزًا في عقد القمة الأولى التي جمعت بين ترامب وكيم في سنغافورة، والتي دعوا فيها لخلق شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية، وتضيف، أن المناقشات غير المثمرة على مستوى العمل بين الجانب الأمريكي والكوري الشمالي أدى إلى الفشل في قمة هانوي، وألقى الأمريكيون باللوم في ذلك على ما قالوا إنه مطالب زائدة عن الحد بتخفيف العقوبات من جانب بيونج.
ويقول كيم داي وان، عندما يتعلق الأمر بكيم جونج أون، فإن تغريدة ترامب أدت عملاً أفضل من الخط الساخن الذي أنشأ بين الكوريتين.
شاو يونج شول، أحد أصحاب الأعمال في العاصمة سيول قال، إن ترامب والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن يحاولان خدمة مصالحهما السياسية الداخلية بدلاً من السعي لتحقيق تقدم كبير في المفاوضات النووية. حيث ترامب على وشك خوض انتخابات رئاسية جديدة، فيما يواجه مون انتخابات برلمانية مهمة العام المقبل.
ويقول شاو، إن لقاء الزعيم الكوري الشمالي كان بمثابة فرصة لن تتكرر بالنسبة لترامب الذي يقبل على خوض غمار انتخابات الرئاسة للمرة الثانية.
وترى المجلة، أن الحوار بين الكوريتين تضاءل تدريجيًا منذ قمة هانوي بين ترامب وكيم، وطلب الأخير من سيول أن تبتعد عن واشنطن وتدعم موقف بيونج يانج بشكل أقوى، كما أن كوريا الشمالية أجرت اختبارات صواريخ قصيرة المدى والتي يراها الخبراء على أنها تحذير لسيول بأن عملية السلام بين الكوريتين قد لا تتم إذا فشل الجنوب في إقناع الولايات المتحدة بتقديم تنازلات.
ويقول نام سونج ووك، الأستاذ بجامعة سيول، إن القمة كانت إظهارًا لشخصية ترامب الذي يحب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن من غير الواضح إذا ما كانت هذه العروض الدبلوماسية قد تحرز تقدمًا ملموسًا".
وحذر نام من أن يأمل الكوريين الجنوبيين في تحقيق أي إنجاز من وراء القمة الأخيرة، قائلاً: "كلما كانت الآمال مرتفعة، أصبحت خيبات الأمل أكثر حدة، وأنا شخصيًا لا أرى أن مثل هذه الدبلوماسية ستنجح".
المحلل كيم دونج يوب، بمعهد سيول لدراسات الشرق الأدنى، عرض وجهة نظر مختلفة، وقال: "إن القمة الأخيرة كانت تستحق الجهد المبذول فيها وذلك لإحياء المفاوضات بين واشنطن وبيونج يانج، مضيفًا أن هذه كانت البداية فقط، وأنا بانتظار أن يذهب ترامب إلى بيونج يانج وكيم إلى واشنطن.
فيديو قد يعجبك: