كيف انتصر ترامب في معركة دبلوماسية قصيرة بين أمريكا وبريطانيا؟

كتب – محمد عطايا:

بعد شهر تقريبًا من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى بريطانيا، انتشرت تسريبات على لسان سفير المملكة في واشنطن، تقول إن "رئاسة ترامب قد تتحطم وتحترق وتنتهي بوصمة عار".

رسائل وإن بدت هجومية على شخص الرئيس الأمريكي نفسه، إلا أنها بالنسبة للسفير البريطاني، كيم داروتش، مجرد وصف لإدارة دونالد ترامب، ومستقبل الرئيس المحتوم.

تسببت هذه الكلمات في تغريدات متبادلة بين الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني، وشمل الجدال أوصاف مهينة لكل طرف في الأزمة، لكن في النهاية انتهى الأمر بانتصار للرئيس ترامب في المعركة الصغيرة بعد استقالة السفير البريطاني.

ونُقل عن داروتش في المذكرات المرسلة إلى بريطانيا ونشرتها صحيفة "ذا ميل أون صنداي" البريطانية، يوم الأحد الماضي، "لا نعتقد حقّاً أن هذه الإدارة (إدارة ترامب) ستصبح طبيعية أكثر، وأقل اختلالاً، وأقل مزاجية، وأقل تشظيًا، وأقل طيشًا من الناحية الدبلوماسية".

الصحيفة البريطانية، قالت إن التعليقات الأكثر حدة من داروتش هي تلك التي وصف فيها ترمب بأنّه "غير مستقر وغير كفء".

مجموعة من العبارات كادت أن تتسبب في أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وأدت إلى مسارعة ترامب لإلقاء وابل من الهجمات على شخص السفير البريطاني بواشنطن.

الرئيس الأمريكي في أول رد فعل له، قال إن السفير لم يخدم المملكة المتحدة بشكل جيد، وأن الولايات المتحدة ليست من أشد المعجبين به، مضيفًا: "يمكنني أن أقول أشياء عنه، لكني لن أكلف نفسي عناء ذلك".

بعد ساعات، جدد ترامب، أمس الثلاثاء، هجومه على السفير البريطاني في واشنطن قائلًا إنه "شخص غبي جدًا"، مكرّرًا هجماته على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيث اعتبر أنّ المفاوضات بشأن بريكست "كارثة".

وأضاف صباح الثلاثاء على تويتر إن "السفير الغريب الأطوار الذي أرسلته بريطانيا الى الولايات المتحدة شخص غبي جدا".

وبعد أن أكد انه لا يعرف داروتش، قال ترامب إنه سمع بأن السفير البريطاني "أحمق ومغرور".

وتابع الرئيس الأمريكي في تغريدته "قولوا له إن الولايات المتحدة لديها حاليا أفضل اقتصاد وأفضل جيش في العالم بفارق كبير، وأنهما يصبحان أعظم وأفضل وأقوى ... شكرا السيد الرئيس".

كعادته، لم يكتف بشن هجومه على السفير البريطاني، فتطرق إلى مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مضيفا "لقد قلت لتيريزا ماي كيف يمكنها أن تبرم مثل هذا الاتفاق لكنها قامت بذلك على طريقتها السخيفة- غير قادرة على تحقيق ذلك. إنها كارثة!".

في المقابل، وصف وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، الثلاثاء، تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن ماي بأنها مهينة وخاطئة.

وأضاف في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، موجها حديثه لترامب، أن تصريحات الأخير مهينة لرئيسة الوزراء البريطانية وللمملكة المتحدة بأكملها.

وتابع "دبلوماسيوك يُعبّرون عن آرائهم ودبلوماسيونا أيضًا. قلت إن التحالف الأمريكي البريطاني كان الأعظم في التاريخ وأوافقك الرأي، لكن الحلفاء بحاجة إلى التعامل مع بعضهم البعض باحترام كما فعلنا معك".

كما أكد على أن السفراء البريطانيون إلى دول العالم تعينهم حكومات المملكة المتحدة، مضيفًا "لو أصبحت رئيسًا للوزراء سيبقى سفرائنا في مناصبهم".

لإخراج بلاده من تلك الأزمة، قدّم السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة استقالته اليوم الأربعاء.

وكتب السفير في رسالة استقالته: "الوضع الحالي يجعل من المتعذر بالنسبة لي أن أواصل دوري كما أرغب"، مضيفًا: "أعتقد أنه في الظروف الراهنة فإن المسار المسؤول الواجب اتباعه هو إفساح المجال أمام تعيين سفير جديد".

رئيسة الوزراء البريطانية، من جهتها علقت، اليوم الأربعاء، على نبأ استقالة السفير البريطاني في واشنطن، بعد واقعة تسريب الرسائل.

وقالت ماى، إن "الحكومة البريطانية وفرت دعما كاملا للسفير فى واشنطن".