لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سي إن إن: عواقب شراء تركيا s-400 أكبر من المتوقع

12:51 م الأربعاء 17 يوليه 2019

منظومة اس-400

القاهرة - مصراوي:

نشر موقع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية مقالاً تحليلياً أعده تيم ليستر يتناول مختلف الأبعاد بشأن صفقة شراء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسي S-400، التي تم الإعلان عنها قبل عامين عقب تعثر مفاوضات شراء البديل الأمريكي الصنع صواريخ باتريوت.

وأوضح ليستر أن صفقة الصواريخ الروسية، التي بدأ تسليم أولى شحناتها لتركيا، الجمعة، والتي تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار، لها عواقب تفوق بكثير تكلفة ميزانية الدفاع لأنقرة.

مخاطر الصفقة التركية

واعتبر الكاتب أن تلك الصفقة التركية أدت إلى طرح تساؤلات عديدة حول إمكانية استمرار العلاقة الاستراتيجية القائمة منذ عقود بين تركيا والولايات المتحدة، وحتى بالنسبة لأوراق اعتماد تركيا كعضو في الناتو. كما أنها ربما تؤدي إلى إلغاء عقود ضخمة لتركيا لشراء المقاتلة الأمريكية من طراز F-35، وهي نفسها المقاتلة التي تم تصميم منظومة S-400 الصاروخية لإسقاطها.

وترسخ الاتفاقية أيضاً تعميق العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهما رئيسان، على حد وصف تيم ليستر، "لديهما وقت قليل للمعارضة محلياً، ويحتاج كل منهما الآخر في سوريا". كما تمنح الصفقة للقوات المسلحة التركية ميزة حيازة سلاح متقدم قادر على تغطية معظم سوريا واليونان خصمهم القديم (وهي أيضاً عضو في حلف الأطلسي).

ويمكن للصواريخ S-400 إسقاط المقاتلات على مسافة تصل إلى 240 كلم واعتراض الصواريخ الباليستية على بعد يصل إلى 60 كم. واعتبر الكاتب "أنها في جوهرها صفقة شراء مزعزعة للاستقرار في منطقة لا تحتاج للمزيد من زعزعة الاستقرار. إن الصفقة تعتبر أيضاً تأكيداً من تركيا لاستقلالها كقوة إقليمية رئيسية".

التوتر بين أنقرة وواشنطن

طرأ الخلاف بين أردوغان والولايات المتحدة منذ سنوات، عندما صرح الرئيس التركي قائلاً: "إن المخطط للانقلاب موجودة في بلدك (الولايات المتحدة). أنت (واشنطن) ترعاه هناك، إنه مطلق السراح"، زاعماً أن الولايات المتحدة قد قامت بحماية فتح الله غولن، رجل الدين المقيم في بنسلفانيا، والذي ينحي أردوغان باللائمة عليه في محاولة الانقلاب في عام 2016. وطالب بتسليم غولن مرات لا تحصى، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن السلطات الأمريكية سوف تستجيب.

ويرى ليستر أنه "غالباً ما قام أردوغان وغيره من كبار الأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم بتأجيج المشاعر المعادية لأميركا بين القاعدة القومية المحافظة للحزب. كما أغضب أردوغان إقامة تحالف أميركي مع الميليشيات الكردية في سوريا، وهي وحدات حماية الشعب YPG، في الحملة لدحر تنظيم داعش". وتعتبر تركيا أن وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني، الذي قاتل الدولة التركية لأكثر من ثلاثة عقود.

وعندما شرعت الولايات المتحدة في تدريب كتيبة كردية، بشكل أساسي، لحراسة الحدود قبالة تركيا العام الماضي، قال أردوغان في تغريده: "لقد اعترفت الولايات المتحدة الآن بأنها أنشأت جيشاً إرهابياً على طول حدودنا". وما زال التوتر مستمراً حيث لم يمكن للجانبين حتى الآن التوصل إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة للاجئين داخل شمال سوريا.

كما ذكرت "سي إن إن"، هذا الأسبوع، أن المخابرات العسكرية الأميركية تراقب نشر وحدات مدرعة تركية على نقاط الحدود، فيما يمكن أن يكون توطئة لشن عمليات قتالية عبر الحدود، وسط مخاوف متزايدة من احتجاز القوات الأميركية العاملة في شمال سوريا وسط الضربات المتبادلة.

وقال أحد المسئولين الأميركيين إن "هناك بعض المؤشرات" على أن تركيا تستعد "للتوغل" في سوريا، لكن المعلومات الاستخباراتية لم تتحدد بعد.

غضب في واشنطن

من جانبها، كانت واشنطن غاضبة من أحكام بالسجن، ذات دوافع سياسية، صدرت ضد مواطنين أميركيين في تركيا، وكان من أبرزهم القس أندرو برونسون ومواطنون أتراك من موظفي السفارة الأمريكية. وردت إدارة ترمب بفرض عقوبات على كبار الوزراء الأتراك.

كما أن التهديدات المتفرقة من جانب تركيا بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية، وهي قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، تمثل مصدر إزعاج آخر لواشنطن.

لكن كل هذه الخلافات والصعوبات تتضاءل بالمقارنة مع تداعيات صفقة S-400. قبل وصول الشحنات الأولى، حذرت الولايات المتحدة من أنه سيتم تعليق مشاركة تركيا في برنامج مقاتلات طراز F-35 وتوقف تدريب طياريها.

فيما عقب أردوغان قائلاً إن استبعاد تركيا من برنامج F-35 سيكون بمثابة "سرقة"، لأن أنقرة استثمرت بالفعل أكثر من مليار دولار في مجموعة الشركات التي بتصنيع المقاتلات، علاوة على أن تركيا اتفقت على شراء 116 مقاتلة من هذا الطراز.

وهددت الولايات المتحدة أيضاً بفرض عقوبات جديدة في حالة إصرار تركيا على إكمال صفقة شراء صواريخ S-400، مما دفع أردوغان، على هامش قمة مجموعة الـ20، إلى قول: "إنه أمر غير وارد بين شريكين استراتيجيين. أعتقد أنه لا ينبغي أن يحدث".

5 عقوبات ضد تركيا

واقترح ترمب أن يتم تخفيف العقوبات، لكن العديد من أعضاء الكونجرس يؤكدون على ضرورة معاقبة تركيا، وفقاً لقانون اتحادي أمريكي هو قانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات. ويتعين على الإدارة الأمريكية، بحسب نص القانون، فرض 5 عقوبات مختلفة على الأقل على تركيا، أما إلى أي مدى ستكون عقابية فما زال الأمر غير معروف بعد.

ويشعر أعضاء الناتو بالقلق أيضاً من أن صفقة S-400 ستؤثر على قدرة تركيا على التعاون مع أعضاء التحالف الآخرين. وقال أحد مسؤولي الناتو: إن "التشغيل المتبادل لقواتنا المسلحة أمر أساسي للحلف لإدارة عملياتنا ومهامنا".

بوتين "يثير المتاعب"

واعتبر كاتب المقال أنه "يسرّ روسيا بالطبع أنها لم تكتف ببيع صواريخها S-400 لعضو في حلف الأطلسي فحسب، بل لأنها ساعدت أيضاً في دق إسفين أعمق بين تركيا والولايات المتحدة. ويعتبر شراء تركيا لهذه الصواريخ نافذة رائعة لصناعة الدفاع الروسية، إذ إنه من المتوقع أن تكون الهند هي المشتري التالي لتلك الصواريخ".

كما أغوى الرئيس فلاديمير بوتين تركيا للانضمام إلى عملية "أستانا" مع روسيا وإيران حول مستقبل سوريا، مع تهميش الأمم المتحدة والولايات المتحدة بشكل أساسي. والآن، يحتاج أردوغان إلى دعم روسي لمنع هجوم من قبل نظام الأسد ضد محافظة إدلب، وفق الكاتب.

واعتبر الكاتب أنه "إذا كانت تركيا تريد أن يكون لها أي تأثير على الشكل المستقبلي لسوريا، فعليها التواصل مع روسيا. ولقد ساعد شراء الصواريخ S-400 على تدعيم علاقة ضرورية إن لم تكن بالضرورة دافئة".

تظاهر بأن الأمور على ما يرام

وقال ليستر: قبل كل شيء، فإن وصول أول دفعة من معدات S-400 إلى أنقرة يوم الجمعة هو المثال الأكثر دراماتيكية للاتجاه الذي يعود إلى الربيع العربي. يريد أردوغان، الموجود بالفعل في السلطة منذ أكثر من 15 عاماً، تحويل تركيا إلى قوة مستقلة ومؤثرة في المنطقة، وأنها لم تعد ملكاً للولايات المتحدة، ولم تعد بحاجة إلى المظلة النووية الأميركية التي قامت بحمايتها لعقود.

وكان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الذي يتظاهر بأن الأمور طبيعية مع الولايات المتحدة، قد أدلى بتصريح مؤخراً، قال فيه: "إن تركيا لا تزال تدرس شراء صواريخ باتريوت الأميركية لتغطية حاجتنا لنظام دفاع صاروخي بعيد المدى". وأضاف أيضاً أن شراء S-400 "لا يعني بأي حال تغيير التوجه الاستراتيجي لتركيا".

لكن يبدو أن مسار استراتيجية تركيا قد تحدد. وكما قال آرون شتاين في مجلة "فورين آفيرز" فإن أردوغان وحزب العدالة والتنمية "لا يعتقدان أن علاقتهما بواشنطن تقارب قيمتها كما يبدو أن واشنطن تعتقد أنها كذلك".

"تركيا ليست صديقة"

فى نفس السياق، يقول ستيفن كوك، المتخصص في الشأن التركي منذ فترة طويلة: "إن أنقرة ليست الشريك الذي كانت عليه من قبل. وفي المستقبل، ينبغي أن تستند السياسة الأمريكية على حقيقة أنه في حين أن تركيا ليست عدوة للولايات المتحدة، فهي أيضا ليست صديقة".

ويختتم تيم ليستر التقرير التحليلي قائلاً: لا يمكن أن تعطي أي دولة أفضل إنتاجها من المقاتلات إلى دول غير صديقة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان