سي إن إن: احتجاز الناقلة البريطانية ينهي "مصداقية" إيران حتى بين أصدقائها
القاهرة (مصراوي)
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن المقامرة الإيرانية باحتجاز ناقلة النفط البريطانية سوف تنهي "مصداقية" الجمهورية الإسلامية حتى بين أصداقائها.
أعلن الحرس الثوري الإيراني أنّه "صادر" مساء الجمعة ناقلة نفط بريطانية إثر خرقها "القواعد البحرية الدولية" لدى عبورها مضيق هرمز، في حين قالت لندن إنّ الإيرانيين احتجزوا سفينتين، قبل ان تدع طهران إحدهما تمضي في طريقها.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت السبت إن احتجاز طهران لناقلة النفط يكشف عن "مؤشرات مقلقة" تفيد بأن "إيران قد تكون اختارت سلوك طريق خطير، طريق سلوك غير قانوني يتسبب بزعزعة الاستقرار".
ونصحت حكومة لندن السفن البريطانية بالبقاء "خارج منطقة" مضيق هرمز "لفترة موقتة".
وقالت سي إن إن في تحليل نشرته السبت إن إيران باحتجازها ناقلة أجنبية بزعم أنها "خالفت القواعد الدولية"، تكون قد لجأت إلى شكل من أشكال القرصنة في المياة الدولية.
وأضافت أن إيران في الوقت الذي كانت قد بدأت فيه في الفوز بأصدقاء ونفوذ فيما بين القوى العالية، تظهر مجددا أنها يمكن أن تكون قوة خطيرة تزعزع الاستقرار كما يزعم ألد أعدائها.
أشارت سي إن إن إلى أن إيران لديها ما يبرر إحباطها من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، ذلك الانسحاب الذي عارضته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين والاتحاد الأوروبي. كذا عارضوا فرض عقوبات على إيران التي، حسبما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفي بالتزاماتها وفقا للاتفاق.
وتعمل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على تفادي العقوبات الأمريكية ومنح القيادة الإيرانية التي وافقت على الاتفاق النووي رغم معارضة المتشددين في طهران، دعما ماليا، بحسب سي إن إن.
جاء الإعلان عن مصادرة السفينة البريطانية بعيد ساعات من قرار المحكمة العليا في جبل طارق تمديد فترة احتجاز ناقلة النفط الإيرانية "غرايس 1" 30 يوماً إضافياً.
وكانت هذه الناقلة احتجزتها سلطات المقاطعة البريطانية بشبهة أنّها كانت متوجّهة إلى سوريا لتسليم نفط في انتهاك لعقوبات أمريكية وأوروبية، بحسب ما أعلنت حكومة جبل طارق.
قالت سي إن إن إن السلطات في بريطانيا وإيران كانت تحاول التفاوض حول طريقة لإطلاق الناقلة الإيرانية وأيضا الحفاظ على الاتفاق النووي.
وأضافن أن إيران باحتجازها الناقلة البريطانية في المياه الدولية، تكون قد ارتكبت عملا عدائيا ضد سفنية ذات سيادة، وهو عمل – نظريا – قد يتم الرد عليه بعمل عدائي.
ربما هذا ما يريده المتشددون في إيران، حسب سي إن إن.
وحذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت من "عواقب خطيرة ما لم يتم حل المسألة بسرعة".
وأضاف في حديث لقناة سكاي نيوز "نحن لا نبحث في الخيارات العسكرية، بل في الخيارات الدبلوماسية لحل المسألة".
أوضحت الشبكة الأمريكية إن استعادة الناقلات قد يتم بالقوة. لكن هذا سيعيد مضيق هرمز والخليج العربي إلى حالة الاضطراب التي اجتاحت المنطقة في "حروب الناقلات" في ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ولتجنب التصعيد، قد تكون بريطانيا والقوى الأخرى مستعدة للتفاوض، وهي أفضل السبل للطرفين، بحسب سي إن إن.
قالت سي إن إن إن النظام الإيراني لن يتعافى بسبب الطريقة التي يتبعها، خاصة بين البلدان التي تحاول مساعدته الانضمام إلى المجتمع الدولي.
وأضافت سي إن إن إن أصوات مثل جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وهو من الذين يريدون تغيير النظام في إيران، قد تجد آذانا تُصغي إليه الآن.
فيديو قد يعجبك: