ليلة عنيفة فوضوية.. ماذا حدث في هونج كونج؟
كتبت- هدى الشيمي:
شهدت هونج كونج، أمس الأحد، ليلة فوضوية شديدة العنف بعد إطلاق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين، وهاجمتهم عصابات مُسلحه، واعتدت عليهم بالهراوات في محطات المترو.
جاءت هذه الأحداث عقب نزول عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع للأسبوع السابع على التوالي، وسط الأزمة السياسية المستمرة بشأن مشروع تسليم المجرمين للصين، والذي أعلنت السلطات تعليقه الآن.
انتشرت صور ومقاطع فيديو للأحداث التي شهدتها هونج كونج لأشخاص، وصفهم المتظاهرون بالعصابات المُسلحة، كانوا يرتدون تيشيرتات بيضاء ويهاجمون المحتجين الذين يرتدون ملابس سوداء داخل عربات القطار في محطات المترو، شمال المدينة.
أفادت تقارير إعلامية أنه جرى نقل خمسة وأربعين شخصاً إلى المستشفى عقب أعمال العنف في يوين لونج، من بينهم اثنين في حالة حرجة، وخمسة أشخاص في حالة خطيرة.
وزادت الواقعة المخاوف إزاء تورط العصابات المُسلحة، الذين يقومون بعمليات في المناطق النائية بهونج كونج، في الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.
أعلنت شرطة هونج كونج، في بيان صدر عنها اليوم الاثنين، أنها لن تتسامح مع أفعال العنف، وأكدت أنها تتابع عن كثب ما جرى من أحداث، ليلة الأحد\ صباح الاثنين، وستحاسب كل من ارتكب أي عمل غير قانوني.
مظاهرات سلمية يكسوها العنف
ذكرت تقارير إعلامية أن الاحتجاجات بدأت، أمس الأحد، بانطلاق مسيرة سلمية، قدّر المنظمون أعداد المشاركين فيها بأكثر من 400 ألف شخص، بينما أشارت الشرطة إلى أن عددهم وصل إلى 138 ألف شخص. وارتدى المتظاهرون ملابس سوداء وهتفوا بـ"تحرير هونج كونج".
إلا أن الأمور بدأت تتغير في وقت لاحق بعد الظهر، ذكرت "سي إن إن" أن الآف المحتجين تحدوا أوامر الشرطة وساروا تجاه مكتب الاتصال التابع للحكومة الصينية، وقاموا بكتابة شعارات على الجدران القريبة من المبنى.
مع استمرار المناوشات وتصاعد حدة الأحداث، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الجموع لتفريقهم، فيما تجاوز بعض المتظاهرين الحواجز المعدنية.
حسب سي إن إن، فإن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي على المتظاهرين لإجبارهم على العودة إلى بيوتهم، فرد البعض عليهم بإلقاء الطوب.
اتساع المطالب
اندلعت الاحتجاجات في بداية الأمر بسبب الاعتراض على مشروع القانون لتسليم المجرمين إلى الصين، إذ يخشى المعارضون أن يتسبب هذا القرار في ارسال المواطنين عبر الحدود إلى الصين، لتتم محاكمتهم هناك. ودفعت شدة الاحتجاجات الرئيس التنفيذي لهونج كونج كاري لام إلى الإعلان عن تعليق المشروع.
ورغم تعليق مشروع القانون، إلا أن موجة الغضب لا تزال مُستمرة واتسعت مطالب المُحتجين لتشمل المزيد من الأمور، والتي من بينها المطالبة بوقف تهديد الحريات، لاسيما حرية التعبير، واستقلال القضاء.
مسيرات مؤيدة للشرطة
ذكرت "سي إن إن" أن مؤيدي الشرطة يحاولون إظهار دعمهم للجهاز الأمني في البلاد. تجمع الآلاف، السبت الماضي، للإعراب عن تأييدهم للحكومة والشرطة، وتجمع الحشد بوسط المدينة رافعين شعار "حماية هونج كونج" من ما اعتبروه "عنف المتظاهرين المعارضين لتسليم المجرمين".
في المقابل، اتهم المعارضون والجماعات الحقوقية الشرطة في هونج كونج باستخدام العنف المُفرط في التعامل مع المتظاهرين خلال الاحتجاجات، وانتقدوا استخدامهم للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.
مناورات عسكرية صينية
في الوقت نفسه، يجري الجيش الصيني مناورات عسكرية في مدينة تشانجيانج، القريبة من هونج كونج، حسبما ذكرت صحيفة جلوبال تايمز الصينية.
فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ضابط الجيش الصينى المتقاعد يو جانج أن الصين على استعداد لنشر الجيش فى هونج كونج ذات الحكم الذاتي.
وفي محاولة للإعراب عن رفضهم للتدخل الصيني في بلادهم، استهدف متظاهرون مكاتب التجارة الصينية في هونج كونج، واقتحموها الجمعة الماضية ما أثار مخاوف من احتمالية تدخل الصين عسكريًا في هونج كونج لإخماد الحركة الاحتجاجية.
فيديو قد يعجبك: