لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يحتضن العراق المواجهة المقبلة بين أمريكا وإيران؟

04:04 م الثلاثاء 23 يوليه 2019

ناقلة نفط

واشنطن- (د ب أ):

مع تساقط الطائرات المسيرة، ومهاجمة ناقلات النفط في الخليج، يتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ومعه تتصاعد المخاوف من نشوب حرب في واحدة من أهم مناطق إنتاج ونقل النفط في العالم. ولكن أي صراع بين الدولتين، قد يبدأ فعليا على أرض دولة ثالثة يمتلك الطرفان تواجدا عسكريا فيها وهي العراق.

فبعد حربين مع الولايات المتحدة منذ عام 1990 وحرب أهلية دامية ثم صعود خطر تنظيم داعش الإرهابي، يتواجد في العراق حوالي 5200 جندي أمريكي، في ظل وجود آلاف المقاتلين الشيعة الذين تدعمهم إيران والذين يسيطر عليهم مسؤولون عراقيون متعاطفون مع طهران.

وذكرت وكالة بلومبرج أن هذه الحقيقة المعقدة، تضع المسؤولين العراقيين في موقف صعب، في الوقت الذي يدرسون فيه العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة وعلاقاتهم السياسية والدينية مع إيران، بحسب علي فايز مدير "مشروع إيران" في مجموعة الأزمات الدولية.

ونقلت بلومبرج عن فايز قوله في تصريحات هاتفية من واشنطن إن "الحكومة العراقية لا تستطيع تحمل تكلفة الانحياز إلى أي من الطرفين.. لذلك فهم يجدون أنفسهم الآن بين شقي الرحى".

حتى الآن يتم تجنب المواجهة المباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين، كما أن احتمال نشوب حرب سافرة بينهما غير قائم، في ظل القدرات العسكرية الهائلة للولايات المتحدة، لكن الوضع يظل متوترا.

فقد سحبت الولايات المتحدة الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد وهي أكبر بعثة دبلوماسية أمريكية وأكثرها تكلفة على مستوى العالم. كما أغلقت واشنطن قنصليتها في مدينة البصرة العراقية أواخر العام الماضي، في ظل مخاوف المسؤولين الأمريكيين من قدرة إيران على تدمير السلطة المركزية في العراق، وتهديد النفوذ الأمريكي عليها. ومازالت القنصلية مغلقة حتى الآن.

واضطرت شركة النفط الأمريكية العملاقة "إكسون موبيل" إلى إجلاء العمال الأجانب من أحد المعسكرات القريبة من حقل نفط "غرب القرنة 1" في محافظة البصرة العراقية، بعد أن تعرض مكان قريب للمعسكر لهجوم صاروخي. وفي يونيو الماضي أصابت الصواريخ مجمعا رسميا في مدينة الموصل شمال العراق. كما أصابت معسكر التاجي العسكري بالقرب من بغداد، وكلا الموقعين كان يضم مستشارين عسكريين أمريكيين، بحسب التقارير الإعلامية العراقية.

وقالت جوان بولاشيك، القائم بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، إن الميليشيات العراقية "المارقة" الموالية لإيران تتآمر على المصالح الأمريكية وتعتزم تنفيذ عمليات تستهدف قتل الأمريكيين وشركاء التحالف والعراقيين، مضيفة أن هذه المجموعات المسلحة "تراقب المنشآت الدبلوماسية الأمريكية وتواصل شن هجمات مسلحة غير مباشرة".

وفي نفس جلسة الاستماع قال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، مايكل مالروي، إن التدخلات الإيرانية تهدد المصالح العراقية وتدمر الاستقرار.

ويقول مالروي إن "هاجسنا الأساسي هو المدى الذي وصلت إليه المليشيات غير الخاضعة للقواعد، التي تشعر بالولاء لطهران أكثر من الولاء لبغداد، وتدمر السلطة الشرعية لرئيس الوزراء العراقي، وتقهر العراقيين العاديين وتثير اضطراب المجتمعات الهشة التي تم تحريرها مؤخرا من سيطرة داعش".

وقد اتضح النفوذ الإيراني على العراق، أمس الاثنين، عندما التقى رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران وناقش سبل تهدئة الأزمة الدائرة في المنطقة.

وفي أحدث خطوة تصعيدية أعلنت إيران اعتزامها إعدام عدد من الإيرانيين لإدانتهم بالتجسس لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في حين مازالت طهران ولندن تحتجزان ناقلتي نفط إحداهما تابعة لإيران والأخرى لبريطانيا .

ويشير المسؤولون الإيرانيون بصورة منتظمة إلى قدرتهم على التواصل مع كبار المسؤولين العراقيين ، إلى جانب قدرتهم على السفر إلى العراق بصورة علنية، في حين لا يمكن أن يتحرك الدبلوماسيون والمسؤولون الأمريكيون فيه بصورة علنية.

وعندما زار الرئيس روحاني العراق في مارس الماضي، التقى مع آية الله علي سيستاني أكبر زعيم ديني شيعي في العراق. في المقابل فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أثار غضب النواب العراقيين عندما قال إنه يجب بقاء القوات الأمريكية في العراق لمراقبة إيران. وعندما زار القوات الأمريكية في شمال غرب بغداد في ديسمبر الماضي لم يلتق بأي مسؤولين عراقيين كبار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان