إعلان

بوريس جونسون.. ماذا في جعبة "ترامب بريطانيا" بشأن مصر وبريكست وإيران؟

11:37 م الثلاثاء 23 يوليو 2019

بوريس جونسون

كتب - محمد عطايا:

أعلن حزب المحافظين البريطاني فوز بوريس جونسون بمنصب رئيس الوزراء الجديد، ليتربع "دونالد ترامب المملكة المتحدة" كما تصفه وسائل الإعلام الإنجليزية، على قمة السلطة في الدولة التي لا تغيب عنها الشمس.

وسيخلف جونسون غدًا رسميًا تيريزا ماي التي أعلنت استقالتها من منصبها، بعد إخفاقاتها المتكررة في التوصل إلى اتفاق يضمن لبريطانيا خروجًا آمنًا من الاتحاد الأوروبي، فيما يُعرف بـ"بريكسيت".

ومن المُقرر أن تتوجه تيريزا ماي إلى قصر باكنجهام لتقديم استقالتها رسميًا للملكة إليزابيث الثانية، الأربعاء، فيما يكون رئيس المحافظين الجديد في طريقه للقاء الملكة التي ستكلفه بتشكيل الحكومة.

رئيس وزراء بريطانيا الجديد سيواجه العديد من الأزمات فور توليه المنصب، أبرزها أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي، والتعامل مع الملف الإيراني، وعلاقة المملكة المتحدة بواشطن، وشركائها في الشرق الأوسط.

الملفات والقضايا الشائكة والعاجلة أمام بوريس جونسون مهمة وليست بالسهلة، خاصة وأنه لم يعط سوى تلميحات بسيطة عن معظمها، ولم يفصح عن خطة أو نهج محدد للتعامل معها، وذلك بحسب ما قال دايفيد هيرش، المحلل السياسي البريطاني والكاتب الصحفي في "الجارديان"، والذي أضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن رئيس الوزراء الجديد أمامه العديد من الملفات إلا أنه لا يعرف جيدًا كيف يتعامل معها.

أزمة "بريكست"

الخروج من الاتحاد الأوروبي كان المعضلة الكبرى أمام رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، وهي الأزمة التي أطاحت بماي من منصبها، بعدما فشلت في التوصل إلى اتفاق جيد يرضي جميع الأطراف في المملكة المتحدة.

حدد الاتحاد الأوروبي أكتوبر المقبل موعدًا نهائيًا لتقديم اتفاق بريطاني جيد للخروج، وبالتالي فإن على جونسون التصرف وبسرعة بحثًا عن حلول جيدة، وإلا "فالخروج دون اتفاق مثلما وعد".

وبحسب الصحفي البريطاني والمحلل السياسي، فإن المملكة المتحدة لا يمكنها الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق من الأساس، موضحًا أن جونسون عليه التوصل إلى خطة مناسبة حتى لا يتحول اتفاق "بريكست" إلى كارثة على الصناعة أو على أمن الحدود.

والأزمة في بريطانيا حاليًا تكمن في أن الاتحاد الأوروبي يقبل ما قدمته تيريزا ماي في السابق من اتفاق يتيح للمملكة المتحدة الخروج شرط الحفاظ على مصالح الرعايا الأوروبيين في البلاد، فضلاً عن الالتزام ببعض بنود التكتل الأوروبي السابقة، وهو ما سيحرم بريطانيا من تجارة حرة مع الولايات المتحدة.

وموافقة الاتحاد الأوروبي على مسودة تيريزا ماي لـ"بريكست" لا تعني موافقة القوى التشريعية في الداخل، حيث قابل مجلس العموم البريطاني الأمر بالرفض، نظرًا لأن المعارضة ورئيسها جيرمي كوربين يرون أن تلك المسودة تضر ببريطانيا.

وفي خضم تلك الأمور والأزمات، يبدو أن كل ما فعلته بريطانيا بتعيينها بوريس جونسون هو "إرسال مندوبها إلى الاتحاد الأوروبي ليتحدث بصوت أعلى"، وذلك بحسب هيرش.


ملف إيران

في الآونة الأخيرة، تعقدت الأوضاع بين القوى الغربية وإيران، التي نفذت هجمات عسكرية ضد ممتلكات بريطانية وأمريكية. ووصلت الأمور إلى الذروة باحتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية منذ أيام، في مياه الخليج العربي بمضيق هرمز، بدعوى انتهاك مياهها الإقليمية، وهو ما نفته لندن جملة وتفصيلاً.

إدارة ذلك الملف تحتاج إلى حنكة دبلوماسية كبيرة، حسب ما يشير الصحفي البريطاني، الذي أكد أن جونسون لم يعلن خطة واضحة للتعامل مع طهران. وأضاف أن بلاده مرتبكة في التعامل مع أزمة إيران، إذ لجأت إلى الولايات المتحدة بحثًا عن المساعدة التي رفضتها الأخيرة، ما جعلها تتوجه إلى الاتحاد الأوروبي لإعانتها على طهران، وهو ما يبدو غريبًا أن تطلب دعم من تريد الخروج من عبائته.

وبالنسبة لبوريس جونسون وتعامله مع الموقف، فلا يمكن لأحد -بحسب هيرش- أن يجزم ما سيفعله رئيس الوزراء الجديد في المستقبل، لأنه لم يصرح بأي شيء، لكن هيرش يشكك في أن لدى جونسون أي خطة بخصوص هذا الأمر.

وعند الترشح لمنصب هام، يتحدث المرشحون عادة عن برامجهم أو خططهم قصيرة أو طويلة المدى، لكن جونسون لم يتحدث عن أي شيء على الإطلاق، وهو شخص غامض، بحسب الصحفي البريطاني.

علاقته بالولايات المتحدة

يحظى بوريس جونسون بدعم كبير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن ذلك لن يمحي بعض الخلافات التي نشبت مؤخرًا بين ترامب والمملكة المتحدة، بسبب سفير لندن في واشنطن.

وذكر ترامب في أكثر من مناسبة أن بوريس جونسون سيكون رئيس وزراء جيد للغاية، ولذلك سيكون الأخير مجبرًا على الحفاظ على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد أزمة تسريبات سفير لندن في واشنطن، كيم داروك، التي قال وفقًا لمحتواها "إن إدارة ترامب تعاني من خلل جسيم، وانقسام تحت قيادة ترامب".

علاقته بمصر والشرق الأوسط

لدى جونسون معرفة جيدة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعد زيارته كوزير خارجية القاهرة في العام 2017، للقاء السيسي تعزيزًا لعلاقات البلدين. ويوضح المحلل السياسي البريطاني هنا أن جونسون في ذلك الملف سيسعى لترسيخ علاقات المملكة المتحدة بمصر ودول الخليج العربي.

وظهر جونسون عندما كان وزيرًا لخارجية بريطانيا مدافعًا عن قرارات السعودية في المنطقة، وحربها على الميليشيات الحوثية الموالية لإيران في اليمن، وهو ما يكشف توجهه بعد توليه منصب رئيس الوزراء.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان