قبل السبسي.. من هم رؤساء تونس بعد الاستقلال؟
كتبت- هدى الشيمي:
أعلنت الرئاسة التونسية، اليوم الخميس، وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، عن عمر يناهز 92 عامًا، إثر اصابته بوعكة صحية استدعت نقله إلى المستشفى صباح الخميس.
ونُقل السبسي، مساء أمس الأربعاء إلى المستشفى العسكري بالعاصمة تونس "بقرار من الأطباء المباشرين له"، وفق ما صرح به فجر اليوم الخميس نور الدين بن تيشة، مستشار الرئيس لوكالة "تونس أفريقيا" للأنباء.
وكان قايد السبسي غادر المستشفى في أول يوليو الجاري "بعد تلقّيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة"، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية آنذاك.
وقبل وفاته، تضاربت الأنباء بشأن حالة السبسي الصحية، فتناقلت بعض وسائل الإعلام أنباء عن وفاته إثر إصابته بوعكة صحية حادة، نقل إثرها إلى المستشفى العسكري في العاصمة تونس.
وفيما يلي نُلقي نظرة على الرؤساء الذين تولوا الحكم في تونس قبل السبسي وبعد استقلالها التام عن فرنسا..
الحبيب بورقيبة
أول رئيس للجمهورية التونسية بعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية بخلع الملك محمد الأمين باي. حكم البلاد منذ يوليو 1957 وحتى نوفمبر 1987، أي قضى في سدة الرئاسة 30 عاماً.
في السنوات الأخيرة لحكمه شهدت تونس انتفاضة الخبز التي سقط خلالها الضحايا بالمئات، كما شهدت صراعات دموية حادة بين المواطنين ورجال الأمن بسبب زيادة أسعار الخبز، وجرى استخدام القوة ضد المتظاهرين، ولم تهدأ حدة الأزمة إلا بعد تراجع الحكومة عن الزيادة بعد إقرارها بيوم واحد.
وبعد ثلاث سنوات من انتفاضة الخبز، قام زين العابدين بن علي بالانقلاب على بورقيبة، ليُعلن نفسه رئيساً جديداً للجمهورية، وأصدر امرًا بحجب اخباره بورقيبة عن وسائل الإعلام، حتى وفاته في عام 2000.
زين العابدين بن علي
تولى زين العابدين بن علي الحكم إثر انقلاب غير دموي على الحبيب بورقيبة، ما جعله ثاني رئيس للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا عام 1956. وقبل وصوله إلى سدة الرئاسة عُين رئيساً للوزراء.
امتلأ عصر زين العابدين بن علي بالكثير من الانتهاكات والتي وثقتها جماعات حقوق الإنسان الدولية، والتي وصفت نظام حكمه بـالاستبدادي وغير الديمقراطي، لاسيما مع تدني أوضاع حقوق الإنسان وحريات الصحافة في البلاد.
وفي يناير 2011، خرج التونسيون في احتجاجات مناهضة لحكم زين العابدين بن علي، اُطلق عليها ثورة الياسمين، اتسعت وازدادت شدتها ما أجبره على التنحي، والهروب من البلاد لاجئاً إلى المملكة العربية السعودية، ليخلفه الوزير الأول محمد الغنوشي بصفة مؤقتة.
وفي مايو الماضي، بلغت مجموع الأحكام الصادرة في حق بن علي 5 مؤبد و207 سنة سجن و6 أشهر و218 مليون دينار تونسي خطية.
محمد فؤاد المبزع
تولى المبزع رئاسة تونس بصفة مؤقتة في يناير 2011، بعد إعلان المجلس الدستوري التونسي شغور منصب رئيس الجمهورية بشكل نهائي. وكان قد تولى منصب رئيس مجلس النواب منذ 14 أكتوبر 1997.
محمد المنصف المرزوقي
أول رئيس يصل إلى سدة الحكم بشكل ديمقراطي، ويُسلم السلطة بشكل ديمقراطي سلس إلى منافسه المعارضة بعد انتهاء فترة ولايته. أسس المرزوقي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وتولى رئاسته منذ عام 2011 وحتى توليه رئاسة البلاد. أسس بعد خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2014 حراك شعب المواطنين الذي جمع تحت مظلته عدة أحزاب منها المؤتمر، بعدها أنشأ حزب حراك تونس الإرادة.
قائد السبسي
يعد السبسي أحد الشخصيات المُهمة والمؤثر في مرحلة الانتقال الديمقراطي في تونس، لاسيما إبان الأزمة السياسية التي تعرضت لها البلاد في عام 2013، إذ انتهج سياسة التوافق جمعته مع رائد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وغيره من الأحزاب والأطياف التونسية.
لدى السبسي باع طويل في السياسة، فهو مُحامي وسياسي تونسي مُخضرم، ورئيس حزب نداء تونس، وتولى العديد من المناصب الوزارية خلال حكم الحبيب بورقيبة، وأصبح من الأسماء الحاضرة بقوة على الساحة السياسية عقب ثورة الياسمين.
في عام 2014، رُشح السبسي نفسه للرئاسة أمام نظيره الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي، وفاز بنسبة 55.68 %، ليصبح الرئيس السادس للبلاد.
وفي أبريل الماضي، أعلن السبسي أنه لا يرغب في الترشح مجددا للانتخابات الرئاسية المقررة أواخر سنة 2019، رغم أن الدستور يسمح له بالترشح لولاية رئاسية ثانية.
فيديو قد يعجبك: