"تحرش بالأطفال وحالهم أسوأ من أسرى الحرب".. كيف تعامل أمريكا اللاجئين المحتجزين؟
كتب – محمد عطايا:
74 ألف لاجئ وطالب لجوء ومهاجرين، بينهم 11 ألف طفل، هم حصيلة المحتجزين العالقين في الولايات المتحدة، العاجزين عن العبور إلى الداخل، بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب التعسفية بحقهم، ليلاقوا في مراكز الإيواء، شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي الاضطهاد العنصري، بحسب ما ذكره موقع مجلة "فورين بوليسي".
أوضحت المجلة أن عدد المهاجرين المحتجزين في الولايات المتحدة، يفوق عدد الأسرى الأمريكيين في حروب الخليج وفيتنام والحرب الكورية وجبهة المحيط الهادي في الحرب العالمية الثانية، مجتمعين.
يلقى اللاجئين المحتجزين في مراكز الإيواء الأمريكية معاملة قاسية، وصفتها "فورين بوليسي"، بإنها أسوأ من معاملة أسرى الحروب، لافتة إلى الأسرى ضمنت لهم اتفاقيات جنيف معاملة أدمية وفق بنود متعارف عليها دوليًا.
كشفت المجلة الأمريكية، أن المثال الأكثر مأساوية على سوء أوضاع اللاجئين المحتجزين في الولايات المتحدة، أنه وصلت حالات المتوفين منذ وصول ترامب على سدة الحكم مطلع العام 2017، إلى 26 شخصًا، بينهم سبعة أطفال.
في الأونة الأخيرة، ظهر عدد هائل من الشكاوى حول الظروف الصحية في مراكز الاحتجاز، حيث تشير التقديرات –بحسب فورين بوليسي- أن هناك ما بين 3 إلى 6 آلاف محتجز يحتاجون إلى علاج للصحة العقلية.
برغم العدد الكبير والهائل لمن يعانون من أمراض عقلية، إلا أنه بحسب المجلة الأمريكية، مستندة إلى تقرير أممي، فأن 21 فقط من أصل 230 مركزًا احتجاز يوجد لديها خدمات للصحة العقلية.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن هناك تقارير أيضًا عن أن بعض مراكز الاحتجاز لا تفي بمعايير النظافة والصحة، لافتة إلى أنه انتشرت بعض القصص "المروعة" عن إعطاء الأطفال زجاجات شرب غير نظيفة أو صالحة للاستخدام الأدمي، فضلًا عن عدم وجود أي حفاضات للأطفال، أو "صابون، أو معجون أسنان".
أيضًا، الاستحمام غير متوفر أو قليل جدًا، ومرافق غسيل الملابس وتنظيف الملابس تعتبر معدومة عدا القليل.
وذكرت "فورين بوليسي"، أنه لا يمكن للمحتجزين تلقي الإمدادات الحيوية من التبرعات الخارجية أيضًا، لأن إدارة ترامب فرضت قيودًا صارمة على المساعدات.
وشكا اللاجئون المحتجزون من أنهم حرموا من الأدوية الهامة في ظل ظروف صحية غير صعبة في بعض المراكز، ما أدى إلى تفشي الأمراض بشكل خطير مثل الأنفلونزا والجرب وجديري الدجاج والقمل.
بعض المنشآت مكتظة للغاية باللاجئين لدرجة أن المحتجزين يجبرون على البقاء واقفين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فضلًا عن أن الأغلب يكون عليهم أحيانًا النوم على أرضيات خرسانية لا تغطيها سوى أوراق رقيقة من البلاستيك.
وأكد طبيب أطفال أجرى مقابلة مع 39 طفلًا في أكبر مركز احتجاز للاجئين بالولايات المتحدة، ليجد أنها بحسب -فورين بوليسي- أشبه بـ"مرافق تعذيب" لهم، نظرًا لانخفاض درجات الحرارة بشدة، وعدم الحصول على الرعاية الطبية أو المرافق الصحية الأساسية أو الماء.
وكشفت المجلة الأمريكية أنه ظهرت عدة حالات اعتداء جنسي على اللاجئين، بما في ذلك الاعتداء على الأطفال في مرافق الاحتجاز.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن بعض التقارير الأممية كشفت أنه ما لا يقل عن 800 شخص شكوا من سوء المعاملة والتمييز، حيث تم منع المسلمين من الصلاة، فضلًا عن انتشار خطاب الكراهية.
واختتمت المجلة الأمريكية، أنه من الواضح أن الظروف الحالية للمحتجزين لدى سلطات الهجرة الأمريكية لا تحمل أي معانٍ للإنسانية.
فيديو قد يعجبك: