لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عقوبات ترامب تترك السرطان ينهش أجساد أطفال إيران

10:55 م الثلاثاء 30 يوليه 2019

السرطان ينهش أجساد أطفال إيران

القاهرة - مصراوي:

وسط التصعيد الحالي في منطقة الخليج العربي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جانب، ومن إيران من جانب آخر، نجد طفل إيراني داخل مستشفى حكومي يبحث عن علاج.

يقول إيرانيون إنهم لا يجدون العلاج الكيماوي بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، التي نجم عنها ارتفاع في أسعار الأدوية المستوردة والمحلية بدرجة كبيرة.

وتنفي الولايات المتحدة بشكل مستمر تأثير عقوباتها على القطاع الصحي في إيران، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن طهران تواجه أقسى عقوبات في تاريخها وسيعمل وإداراته على إيصال مبيعاتها من النفط إلى الصفر.

نشرت وكالة أسوشيتد برس تقريرًا حول مدى تأثير العقوبات الأمريكية على المرضى الإيرانيين، ونقلت عن مسئولين ومرضى الشكوى من نقص الأدوية وارتفاع أسعارها.

نجد في التقرير أن الطفل طه شاكوري (8 سنوات) يحاول البحث عن مكان للعب في مستشفى طهران الخيري للأطفال، غير مدركًا لواقع أن الأطباء لا يجدون العلاج الكيماوي المستخدم في جلسات علاجه من سرطان الرئة.

ارتفعت بشدة أسعار الأدوية المستوردة بسبب العقوبات الأمريكية الأخيرة وخسرت العملة المحلية لحوالي 70% من قيمتها أمام الدولار. كما أن الأدوية المصنعة محليًا بات من الصعب على المواطنين العاديين في إيران الحصول عليها، فتكلفتها باهظة.

وألقى المسئولون بوزارة الصحة في إيران المسئولية في ذلك على العقوبات التي فرضها ترامب و"ضغطه الأقصى"، ما تسبب في ارتفاع الأسعار ونقص الأدوية.

وقالت لايا تاغي زاده، والدة الطفل طه، لوكالة أسوشيتد برس، إن المستشفى يزود طفلها بالعلاج مجانا، في وقت تصل فيه قيمة الجلسة العلاجية الواحدة في مستشفى خاص إلى ما يوازي 1300 دولار تقريبًا.

وتابعت صاحبة الثلاثين عامًا "لا أعرف ما كنا سنفعله لولا هذا الدعم. زوجه عامل بسيط في محل بقالة، وهذا المرض علاجه مكلف جدًا".

صرح وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي الأسبوع الماضي، بأن الاقتطاعات من الموازنة في وزارته تأتي بسبب تراجع صادرات النفط الخام، مضيفًا أن العقوبات الأمريكية طالت كل طبقات المجتمع الإيراني.

وتابع: "الأمريكيون يزعمون أن الدواء والمعداء الطبية ليست خاضعة للعقوبات، وهذه كذبة كبيرة واضحة".

كما أشار أرسب أحمديان، مدير مستشفى "ماهاك للأطفال" الخيري في إيران إلى أن الخوف الأكبر حاليًا لديه هو أن القنوات مع العالم الخارجي باتت مغلقة.

ومنعت العقوبات الأمريكية تحويلات البنوك والتبرعات من الخارج، بحسب الطبيب الذي أضاف أيضًا "نحن نفقد الأمل. يجب شراء الأدوية، يجب السماح بالحصول على التمويل اللازم".

تقول تقارير رسمية إيرانية أن طهران تنتج 95% من المنتجات الطبية الأساسية التي تحتاجها، وتصدر أيضًا لدول الجوار.

لكن حينما يتعلق الأمر بالعلاج المعقد، وأدوية الأمراض النادرة المكلفة والمعدات الطبية، تعتمد إيران بشكل كبير على الاستيراد.

وتقدم الدولة، بحسب أسوشيتد برس، العلاج للجميع بالمجان، لكن البعض من الأغنياء يفضل الاتجاه نحو العيادات أو المستشفيات الخاصة من أجل تفادي قوائم الانتظار.

كما ذكرت الوكالة أن من يملكون المال الوفير يتجهون عادة إلى السوق السوداء لشراء الأدوية.

أسرع الطالب محمود علي زاده (23 سنة)، إلى أحد شوارع جنوب طهران حينما علم أن أدوية تصلب الأنسجة التي تعاني منها والدته تباع هناك.

وقال لأسوشيتد برس "عمرها 45 سنة، من المبكر جدًا أن أراها مصابة بالشلل".

يدفع الشاب ثمن العلاج مضاعفا ثلاث مرات مقارنة بما كان يدفعه في عام 2018. وواصل حديثه "لا أعرف على من يفرض ترامب عقوباته عدا المرضى بشدة هنا".

كما يقطع سكان المناطق الريفية مسافات طويلة إلى المدن من أجل البحث عن أدوية لأحبائهم.

جاء حسين جولي برتي (43 عامًا)، وهو والد لثلاثة أطفال، إلى طهران من بلدة جونباد كافوس (حوالي 550 كيلومتر بعيدا عن العاصمة) من أجل البحث عن علاج لزوجته المريضة بسرطان الدم. وقال إنه أنفق ما يعادل 7700 دولار أمريكي على مرضها حتى اللحظة.

"إنه ألم كبير. بعتُ كل شئ أملكه واقترضت الأموال من الأسرة والأصدقاء"، هكذا قال الإيراني في ختام حديثه للوكالة الأمريكية، حول تأثير العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على إيران مؤكدة أنها لن تلحق أي ضرر بالشعب الإيراني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان