إعلان

طائرات مجهولة ورصاص الميليشيات.. كيف حاصر الموت مهاجري تاجوراء؟

07:14 م الخميس 04 يوليه 2019

كتب – محمد الصباغ:

اتهم تقرير أممي، الميليشيات الليبية المحيطة بمركز إيواء تاجوراء بإطلاق النار على اللاجئين أثناء محاولتهم الفرار من الغارة التي شنتها طائرات مجهولة في الساعات الأولى من يوم الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 53 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 130 آخرين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ولم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم الذي طالبت الأمم المتحدة بتحقيق عاجل ومستقل فيه، ودانت دول كبرى الهجوم الذي استهدف مهاجرين هربوا من بلادهم بحثًا عن أمل في أوروبا، وقرروا العبور من ليبيا رغم الحرب الجارية.

وأشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، إلى التقرير الأممي الصادر صباح اليوم الخميس.

وأكد التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن "حراسًا ليبيين" أطلقوا النار على مهاجرين غير شرعيين كانوا يحاولون الفرار من مركز تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس خلال تعرضه لغارة جوية أودت بحياة ما لا يقل عن 53 شخصًا بينهم ستة أطفال.

وقال المسماري إن "المليشيات التي تحرس مقار إيواء الهجرة غير الشرعية في تاجوراء أطلقت الرصاص على مهاجرين حاولوا الهروب من المكان".

وأضاف عبر حسابه الرسمي على فيسبوك أن هذا يعد "دليلا آخر على أن تلك المليشيات تستخدم المهاجرين كدروع بشرية"، بغرض إلصاق التهم بالقوات المسلحة الليبية.

وسبق وصرح المسماري في مؤتمر صحفي الأربعاء أن الجيش الوطني ليس مسئولا عن القصف الجوي في تاجوراء، مشيرًا إلى أن استهداف مركز الإيواء تم بعد 17 دقيقة من غارات "دقيقة" نفذتها القوات الجوية التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر.

واتهم المسماري حكومة طرابلس والمليشيات التابعة لها بتدبير ما وصفها بالمؤامرة من أجل "إلصاق التهمة بالقوات المسلحة"، في إشارة إلى الجيش الوطني الليبي.

وأظهرت الصور التي نشرها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في تاجوراء، الجثث الممزقة والأشلاء والدماء بفعل الضربات الجوية.

من جانبها، اتهمت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، ومقرها طرابلس، الجيش الليبي باستهداف مركز المهاجرين، وذلك في خضم معركة طرابلس التي يشنها الجيش الليبي ضد مجموعات مسلحة تدعم حكومة الوفاق.

"أرواح تحت الأنقاض"

دعت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في مايو الماضي إلى إخلاء مركز تاجوراء للمهاجرين، والذي يضم حوالي 600 شخص، وذلك في أعقاب اقتراب المعارك منه، وسقوط قذيفة على بعد أقل من 100 متر منه.

وأصيب اثنان من المهاجرين آنذاك، لكن المركز ظلت أبوابه مفتوحة أمام اللاجئين، وبات أشبه بحظيرة طائرات ملاصق لمعسكر تابع لقوات حكومة الوفاق.

وبحسب وكالة رويترز، يبقى في المركز عدد كبير من المهاجرين الخائفين بعد الضربة الجوية التي دمرته بدرجة كبيرة.

ونقلت رويترز عن عثمان موسى، مهاجر من نيجيريا، قوله: "أصيب بعض الأشخاص وماتوا في الطريق أثناء الهرب، وما زال البعض تحت الأنقاض".

وأضاف "كل ما نعلمه هو أننا نريد أن تساعد الأمم المتحدة الناس على الخروج من هذا المكان لأنه خطير".

كما تحدث اثنان من المهاجرين لوكالة أسوشيتد برس، بشرط عدم الإفصاح عن هويتهما خوفا من الملاحقة، وقالا إن الضربة الجوية استهدفت مُجمع يضم مخازن للأسلحة ومركز للمهاجرين يضم 150 مهاجرا، أغلبهم من السودانيين والمغربيين.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، هارلي ياكسلي، إن وجود مركز المهاجرين بالقرب من مخزن أسلحة "يجعله هدفًا للضربات الجوية".

وأضاف لوكالة أسوشيتد برس: "كان معروفا لطرفي الصراع أن هناك 600 شخصًا يعيشون في المركز. لذلك لا يوجد أي أعذار لاستهدافه".

ردود الفعل

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الأخير يشعر بالغضب بسبب استهداف المركز، ودعا إلى تحقيق مستقل.

من جانبه دان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة الهجوم، وأصدر بيانا قال فيه إن القصف يرقى إلى مستوى "جريمة حرب".

وأضاف "عبثية هذه الحرب الدائرة اليوم وصلت بهذه المقتلة الدموية الجائرة الى أبشع صورها وأكثر نتائجها مأسوية".

سفير بريطانيا لدى ليبيا، مارتن رينولدز، طالب بإغلاق فوري لمراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، ونقلهم إلى أماكن آمنة، محذرًا من أن الهجوم سيزيد من وتيرة الدمار في ليبيا.

وفي بيان للاتحاد الأوروبي، نددت وزيرة خارجية الاتحاد فيدريكا موجريني، "بالهجوم المروع على مركز للمهاجرين قرب طرابلس عبر استهدافه بغارة جوية".

وتابع البيان "ينضم الاتحاد الأوروبي إلى الدعوة الموجهة للأمم المتحدة إلى فتح تحقيق فوري حول مرتكبي هذا الهجوم المروع".

كما طالبت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولة، في بيان مشترك، بضرورة إجراء تحقيق مستقل لتحديد المسئول عن الهجوم في تاجوراء. ودعا البيان إلى الإغلاق الفوري لمركز الإيواء، وتقديم ضمانات بحماية المهاجرين في ليبيا.

فيديو قد يعجبك: