جيروزاليم بوست: تهديدات ترامب لإيران جوفاء
كتب - هشام عبد الخالق:
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، أن طهران ستزيد مخزونها من اليورانيوم المخصب لتخرق بذلك شرطًا من شروط الاتفاق النووي الذي وقعته عام 2015 مع الدول الست الكبرى، وردًا على ذلك، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن "التهديد بزيادة مخزون اليورانيوم المخصب قد يأتي على هيئة ضربات لم تتلقاها من قبل".
وكان روحاني أمهل العالم حتى 7 يوليو الجاري لإعفاء إيران من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، أو تقوم طهران بتخفيض التزامها بالاتفاق النووي.
وجدد المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، التأكيد على أن إيران ستبدأ الأحد القادم في تنفيذ الخطوة التالية من تقليص التزاماتها النووية، وقال: "في 7 يوليو المقبل ستبدأ الخطوة الثانية من تقليص التزامات الاتفاق النووي بناء على الفقرتين 26 و36، وفقا لما تراه الجمهورية الإسلامية".
وترى صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن تهديدات ترامب أفلحت في إقناع دول كبرى بالانصياع لأوامره واتخاذ طريق آخر كان يروج له، ولكن بالنسبة لإيران أظهرت تصريحات الرئيس الأمريكي أنه تهديداته جوفاء ولا يلتزم بها.
وتقول الصحيفة، إن "العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران أفلحت بالتأكيد في شل الاقتصاد الإيراني، ولكن كان الهدف من تلك العقوبات هو إجبار روحاني على الجلوس لمائدة المفاوضات مرة أخرى من أجل إبرام اتفاق نووي جديد بدلًا من الذي انسحبت منه الولايات المتحدة".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله: "اعتبارا من 7 يوليو لن يكون مستوى التخصيب النووي في إيران عند مستوى 3.67.. سنقوم برفعه للقدر الذي نريده ويلبي الضرورة والحاجة".
واشنطن هددت فيما قبل باستخدام القوة المطلقة ضد إيران، عندما أسقطت طهران طائرة أمريكية مسيرة لها. وأمر ترامب حينئذ بتوجيه ضربة عسكرية محدودة ضد 3 أهداف إيرانية، ولكنه ألغاها فيما بعد وفرض مزيد من العقوبات.
وتوضح الصحيفة، أن هذه ليست أول مرة تتراجع فيها واشنطن عن تهديداتها عندما يتعلق الأمر بطهران، بعد أن نشرت عدة وسائل إعلام أمريكية أن الصين تلقت ملايين البراميل من النفط الإيراني منذ ما يقرب من أسبوعين. ويأتي هذا بعد تصريح المدير العام لإدارة الحد من التسلح بوزارة الخارجية الصينية فو كونج، الذي أعلن "رفض الصين للعقوبات المفروضة على إيران"، موضحًا أن قطاع الطاقة مهم جدًا بالنسبة للصين.
مجلة بوليتيكو الأمريكية، ذكرت يوم الأربعاء أن وزارة الخارجية الأمريكية تفكر جديًا في منح الصين معاملة خاصة وإعفاء من العقوبات المفروضة على الدول التي تستورد النفط الإيراني، وذلك بحجة "أن الصين لا تشتري النفط من إيران بمقابل مادي، ولكنها تحصل عليه مقابل أن تخفف بكين من ديون طهران".
وتساءلت الصحيفة، إذا كانت الصين إيجاد ثغرة للحصول على النفط الإيراني، فلماذا لا تحصل الهنيد وكوريا الجنوبية وتركيا ودول الاتحاد الأوروبي على ثغرات مماثلة؟ وهل بإمكان الولايات المتحدة الضغط على الصين لوقف استيراد النفط الإيراني؟ خاصة عندما تكون الدولتان في خضم حرب تجارية؟ ولا يعني هذا أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ستنتهي قريبًا.
ولكن كل ما تحتاجه إيران في الوقت الحالي هو عدة مستوردين للنفط الخاص بها لجعل الاقتصاد مستمرًا في النمو، في الوقت الذي تستمر في خرق الاتفاق النووي حتى نوفمبر 2020، وهو التاريخ الذي قد يحل فيه رئيس جديد للبيت الأبيض والذي قد يكون أكثر ودية من ترامب.
وقالت الصحيفة، إن أغلب المرشحين الديمقراطيين للرئاسة أعلنوا أنهم سيعيدون الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وسواء كان هذا حقيقيًا أم لا، فلن يتخذ أي رئيس أمريكي -سوى ترامب- مثل هذا الموقف المتشدد ضد إيران.
وتختتم الصحيفة تقريرها بأنه لا يوجد سبب واضح للاعتقاد بأن إيران قد تأخذ تهديد ترامب الأخير على محمل الجد، وأن التغير الحاسم في السياسات الأمريكية تجاه إيران قد لا يأتي حتى انتخابات 2020 في الولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: