بعد أكثر من 50 عاماً.. طيار أمريكي يُعيد رفات والده المُختفي في حرب فيتنام (صور)

كتبت – إيمان محمود:

في عام 1967، وقف الطفل بريان نايت، ذو الخمسة أعوام، في مطار دالاس لوف فيلد، الواقع بولاية تكساس الأمريكية، يودع والده الضابط في سلاح الجو الأمريكي، قبل أن يبدأ مهمته العسكرية ضمن حرب فيتنام، لكنه لم يعرف وقتذاك أنه سيكون الوداع الأخير.

كان الضابط روي نايت جونيور، ذو 36 عامًا، مُتجهًا إلى الحرب، وبعد أربعة أشهر من تحليقه في دوريات قتالية شبه يومية، أُسقطت طائرته فوق دولة لاوس الآسيوية الواقعة على الحدود مع فيتنام.

وبعد مرور سبع سنوات على رحيله، وصل نبأ مقتله إلى أسرته، لكنهم لم يعثروا على جثمانه إلا بعد مرور 45 عامًا آخرين.

كان بريان نايت، الابن الذي راقب والده وهو يغادر للقتال في حرب فيتنام، هو الطيار الذي تولّى قيادة الطائرة التي حطت في المطار نفسه حاملة نعش والده المغطى بعلم الولايات المتحدة، من كاليفورنيا إلى تكساس حتى هبطت في لوف فيلد، آخر مكان اجتمعا فيه.

تم العثور على رفات روي نايت بالقرب من موقع تحطم طائرته بعد مرور أكثر من خمسة عقود على سقوطها.

وفي موقع الحادث، اكتشف فريق مكون من أميركيين ومحققين من لاوس في وقت سابق من السنة الجارية، بقايا حددت على أنها عائدة إلى روي نايت بعد مقارنتها بسجلات الأسنان، وفقا للوكالة الأمريكية المعنية بشؤون الجنود المفقودين والمرتبطة بوزارة الدفاع.

وقال برايان نايت في مقابلة مع شركة ساوث ويست إيرلاينز: "عندما تلقيت المكالمة لأول مرة، كان الأمر شبه سري.. لم أكن أتخيل أن يحدث ذلك أبدًا"، مُعبرًا عن سعادته بعودة رفات والده إلى وطنه حيث يجب أن يحظى بالتكريم.

عندما هبطت الطائرة في دالاس، استقبلتها إطفاء الحرائق في المطار بتحية مائية، وتم استقبال النعش الملفوف بالعلم الأمريكي، مع مرتبة الشرف العسكرية الكاملة.

كما وقف موظفون في شركة "ساوث ويست" وفي المطار في صفوف متراصة على المدرج، عندما أنزل نعش الطيار.

وسيتم دفن رفات روي نايت الذي رقّي إلى رتبة كولونيل، اليوم السبت، في إطار مراسم عسكرية في تكساس.

يُعد نايت واحدًا ضمن أكثر من 1000 أمريكي قتلوا في حرب فيتنام، والذين تم التعرف عليهم ودفنوا في وطنهم، فيما يظل أكثر من 1500 شخص في عداد المفقودين.