إعلان

"جيم أوف درونز".. تهديد إيران يتزايد في سماء الخليج

09:46 م السبت 10 أغسطس 2019

hamaseh-drone

كتب – محمد الصباغ:

في الثامن عشر من يوليو، اقتربت طائرة مُسيّرة إيرانية (درون) من السفينة الحربية الأمريكية "بوكسر" أثناء مرورها بمضيق هرمز بالخليج العربي، تجاهلت الطائرة التحذيرات المتكررة من السفينة الأمريكية، ووصلت إلى مدى اعتبرته واشنطن "مهددًا" على حد وصف البحرية الأمريكية.

نفت إيران آنذاك أن تكون طائرتها المسيرة قد تم إسقاطها، وقال مسئول بالجيش الإيراني إن كل الطائرات الإيرانية المسيّرة في تلك المنطقة عادت إلى قواعدها بأمان، وبينها الطائرة المذكورة.

ولدعم حديثه، نشر الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو من الطائرة وهي تتبع حركة السفينة الأمريكية. وأشار الحرس الثوري إلى أنه الطائرة سجلت على مدار 3 ساعات تحركات السفينة الأمريكة بجانب 5 سفن أخرى مرّت من مضيق هرمز.

وبحسب موقع "إنترسبت" الأمريكي، فإن المقطع الذي نشره الحرس الثوري لا يثبت أنه لم يتم إسقاط الطائرة الإيرانية، لكنه يسلط الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه الطائرات المسيرة الإيرانية.

ظهر دور الطائرات المسيرة الإيرانية أيضًا في الجبهة السورية المتاخمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك حينما اقتربت إحدى الطائرات المسيرة المسلحة في العام الماضي من إسرائيل منطلقة من سوريا. حينها أسقط الجيش الإسرائيلي الطائرة، ونفذ ضربات جوية ضد أهداف قال إنها إيرانية في سوريا.

في مارس 2019، بدأت وزارة الدفاع الإيرانية تدريبا ضخما شهد إطلاق أكثر منة 50 طائرة مسيرة في وقت واحد، بينهم الأنواع الإيرانية من الطائرات الأمريكية المسيرة "RQ-170" و"MQ-1".

أعلن قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، أمير علي حاج زادة، أن هناك "بزوغ لقوة جوية جديدة في إيران".

ركز تقرير "إنترسبت" على تاريخ التطوير الإيراني للطائرات المسيرة، حيث بدأت محاولات التصنيع في طهران في الثمانينيات.

كان الهدف في البداية هو تمكين طهران من تنفيذ مهام مخابراتية وجمع معلومات، لكن الأمر تطور إلى المشاركة في عمليات هجومية.

حاولت الولايات المتحدة الأمريكية تقويض البرنامج الإيراني عبر العقوبات، لكن طهران لم توقف تطوير طائراتها المسيرة. وعلى مدار السنين الماضية، تحايل الحرس الثوري على العقوبات و استطاع تهريب المكونات المطلوبة إلى الداخل من دول مثل ألمانيا وفرنسا وأمريكا أيضًا، بحسب تقرير "إنترسبت".

وفي واقعة بارزة، اتهمت السلطات في فرانكفورت الألمانية مواطنين من أصول إيرانية بتهريب 61 محرك طائرات ألماني الصنع في الفترة من 2008 إلى 2009 إلى إيران، من أجل استخدامه لتطوير برنامج الطائرات المسيّرة "أبابيل".

كان الإيرانيون قادرين على تصنيع الطائرات المسيرة بشكل هو الأكبر على الإطلاق، لكن هذا الأمر لم يخلُ من التحديات والعقبات. واجه الحرس الثوري مشكلة متعلقة بصناعة جهاز التحكم في الطائرات المسيرة غير المسلحة، بجانب أزمة أخرى في تسليح المسيرات بقذائف جو أرض.

وبحسب التقرير، سارعت إيران بشكل كبير من وتيرة تصنيع الطائرات وإرسالها في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، مع إعلان الاتفاق النووي مع القوى الغربية الكبرى بقيادة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015.

وفي أحد أحدث تصريحاته، قال قائد البحرية الإيراني حسين خان زاده، إن طائرات إيران المسيرة تراقب كل سفينة أمريكية في المنطقة، مضيفًا "طائراتنا المسيرة لا حدود لاتصالاتها. لدينا أرشيف كامل بصور كل السفن الأمريكية من مسافة قريبة جدا... أرشيف هائل يومي وربما لحظي بكل تحركات القوات الأمريكية، سواء في الخليج العربي أو بحر عمان".

اعتبر موقع "إنترسبت" أن هذه التصريحات تشير إلى أن طهران استطاعت التغلب على مشكلة تصنيع أجهزة الاتصالات بالطائرات.

ويرى التقرير أن أخطر ما في البرنامج الإيراني هو أن طهران تنقل تلك الأسلحة إلى حلفاء الحرس الثوري في المنطقة، ووكلائها مثل الحكومة السورية وحزب الله في لبنان والمجموعات الشيعية في العراق بجانب الحوثيين في اليمن.

واستخدمت إيران تلك الطائرات المسيرة سوريا والعراق ولبنان واليمن كمواقع لتجربة تجربة الطائرات المسيرة الهجومية في المعارك، واستهدفت دولا مثل أمريكا وإسرائيل والسعودية.

ومن أهم الوقائع على استخدام تلك الطائرات هو إرسال حزب الله اللبناني عام 2012 لطائرة مسيرة نحو مجمع ديمونة النووي الإسرائيلي. تم إسقاط الطائرة، لكن بفحصها اتضح أن الأجزاء المكونة لها تابعة لشركة "سيمنز" الألمانية.

ووفقًا لتقديرات عام 2013، امتلك حزب الله حوالي 200 طائرة مسيرة، بينهم أنواع إيرانية مثل أبابيل ومرصاد، بجانب أخرى مصنعة محليًا.

الحوثيون أيضًا من بين من يستخدمون الطائرات الإيرانية المسيرة، على الرغم من زعمهم بأنهم يصنعونها محليًا. واستخدمت تلك الطائرات في هجمات ضد السعودية والإمارات.

أغلب الطائرات الحوثية الإيرانية يكون الهدف من تصنيعها هو استخدامها كقذيفة صغيرة، والهدف هو تحييد بطاريات صواريخ باتريوت واستهداف بنى تحتية حيوية مثل منشآت النفط والقواعد العسكرية والمطارات.

وكانت المواجهة الأخيرة في الخليج بين السفينة الأمريكية "بوكسر" وإحدى الطائرات الإيرانية، عبارة عن إشارة للمواجهات المستقبلية.

وأشار موقع "إنترسبت" إلى أن الولايات المتحدة طورت نظاما جديدا لمواجهة الطائرات المسيرة، ويحمل اسم "LMADIS".

يستخدم هذا النظام الرادا والكاميرات لفحص الطائرات المسيرة، ومزود بتكنولوجيا يمكنها التفريق بين الأهداف الصديقة والمعادية، وبمجرد تحديد الهدف، يقوم النظام بتدمير الطائرة المعادية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان