وثائق جديدة تكشف "كابوس" أمريكا في حرب أكتوبر.. وخدعة تل أبيب لواشنطن
كتب – محمد عطايا:
في 11 أكتوبر 1973، أي في اليوم السادس من الحرب التي تلقبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بـ"يوم الغفران"، أبلغ هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون، أن "إسرائيل تقدمت بالفعل لمسافة 20 كيلومترًا داخل سوريا خلال هجومها على الجبهة الشمالية".
عبر نيكسون عن ارتياحه بدرجة كبيرة، لكنه أجاب وزير خارجيته بطريقة غريبة وغير مفهومة: "وهذه نفس المسافة تقريبًا.. في مصر. أنت كنت هناك، أليس كذلك؟ يمكنك النظر عبر الصحراء".
في ذكرى تنحي الرئيس الأمريكي نيكسون، نشر موقع "ناشونال سيكيورتي أركيف" تسريبًا لمكالمة هاتفية بين نيكسون وكيسنجر، خلال حرب أكتوبر، كشفت بعض التفاصيل عن تخبط الإدارة الأمريكية وقراراتها خلال فترة الحرب، و"كابوس" وزير الخارجية آنذاك.
كيسنجر قال في اتصال هاتفي مع سفير الاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة حينها، أناتولي دوبرينين، إن "فوز أي من الجانبين (مصر أو إسرائيل) في الحرب سيكون بمثابة كابوسًا".
الموقع الأمريكي، أكد أن حرب 1973، كانت تمثل اهتمامًا بالغًا للولايات المتحدة، التي أصبح رئيسها غير متزنًا أحيانًا في التعامل مع الأمر، لذلك أصدر بعض العبارات غير المحسوبة خلال اتصالاته مع وزير خارجيته كيسنجر.
وكشف الموقع، عن أنه في مؤتمر صحفي سري عُقد في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، في 23 أكتوبر 1973، قال المحلل الأمني راي كلاين: "لقد تم غسل عقولنا من قبل الإسرائيليين، الذين غسلوا عقولهم لأنفسهم أيضًا" في يقينهم أن العرب لن يهاجموا دولة الاحتلال الإسرائيلي.
انشغل نيكسون بإدارة أزمته الداخلية بعد الفضائح التي ضربت إدارته حينها، ما جعل كيسنجر يتولى مسؤولية الأوضاع الخارجية بشكل كامل، خاصة فيما تعلق بحرب 1973.
في المحادثات المسربة بين كيسنجر وعدد من القيادات الأمريكية، شكى وزير الخارجية مرارًا من وزير الدفاع حينها جيمس سليزنجر.
وقال كيسنجر في مكالمة هاتفية في 13 أكتوبر، مع رئيس موظفي البيت الأبيض، أليكسندر هايج، إن وزير الدفاع سيفعل أي شيء يعارض تقديم السلاح الأمريكي إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال حربها مع مصر وسوريا.
وكشف الموقع الأمريكي، عن أن الرئيس نيكسون أراد نقل الذخيرة والدبابات والطائرات خلال الحرب، بجسر جوي، إلا أن المسؤولين داخل الإدارة الأمريكية عملوا على عرقلة تلك الأوامر، نظرًا لخوفهم من "غضب العرب".
زادت حدة التوتر في 17 أكتوبر عندما أعلنت دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط عن نيتها خفض الإنتاج بنسبة 10%، وتبعها فرض المملكة العربية السعودية حظر بيع النفط للولايات المتحدة.
أوضح "ناشونال سيكوريتي أركيف"، أن إدارة الولايات المتحدة حاولت الموازنة في حرب أكتوبر 1973، بين أمن دولة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم معاداة العرب.
في 25 أكتوبر تم فرض وقف دائم لإطلاق النار، بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ليحقق العرب في تلك الحرب انتصارًا على دولة الاحتلال، في الوقت الذي حاولت فيه الولايات المتحدة البقاء على الأوضاع ثابتة ومستقرة، ولكن دون فائدة.
فيديو قد يعجبك: