جعجع: نرفض أن يزج حزب الله بلبنان في حرب محتملة بين أمريكا وإيران
بيروت - (أ ش أ)
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن الموقف الذي أعلنه حزب الله بعدم الوقوف مكتوف اليدين حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يمثل منطقا غير مقبول.. معربا عن رفضه القاطع أن يتم إقحام بلاده في مواجهات وصراعات المنطقة انطلاقا من قضايا لا علاقة للبنان بها.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد سبق وأطلق مرارا مواقف متشددة إزاء حالة التصعيد الأمريكي – الإيراني في المنطقة، قائلا "إن حزب الله لن يقف موقف المتفرج أو مكتوف الأيدي إذا ما تعرضت إيران لحرب أمريكية"، وهو الموقف الذي استدعى استنكارا من جانب عدد من القوى السياسية اللبنانية الرافضة لانخراط حزب الله في بؤر الصراع في عدد من دول المنطقة وتلويحه بتنفيذ تحركات مساندة لإيران حال تعرضها لضربة عسكرية.
وأعرب جعجع - في ختام اجتماع تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) الذي عقد اليوم - عن أمله في أن يحالف التوفيق رئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة التي يلتقي خلالها بعدد من كبار المسئولين الأمريكيين.. وقال "إنه لم يكن مجديا وخلال تلك الزيارة، أن يُذكّر الأمين العام لحزب الله، الأمريكيين أن هناك فريقا لبنانيا لديه علاقات وثيقة جدا مع إيران في خضم المواجهة الأمريكية – الإيرانية بالمنطقة".
وأضاف "حينما يكون الخطر محدقا بلبنان، استشعر أن بعض المواقف ملتبسة، ففي مرات عدة كرر حسن نصر الله ما معناه أن حزب الله لن يقف مكتوف اليدين.. هذا منطق غير مقبول، كما أنه من غير المقبول أن يقوم أحدهم بزج الشعب اللبناني في أتون نار الحرب انطلاقا من قضايا لا علاقة لنا بها".
ودعا جعجع رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري والحكومة مجتمعة، بالتحرك الفوري إزاء هذا الأمر، انطلاقا من كونهم يتحملون المسئولية الدستورية عن الشعب اللبناني، باعتبار أن بعض القضايا لا تتحمل مواقف ملتبسة.
على صعيد آخر، قال رئيس حزب القوات اللبنانية إنه لا يلمس حتى الآن حدا أدنى من الجدية في التعامل مع الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد، مشيرا إلى أن لبنان كان بحاجة إلى "موازنة إصلاحية ثورية" تُجنب البلاد مخاطر عديدة بانتظارها، بدلا من إقرار موازنة اعتيادية.
وأكد أن لبنان في حاجة إلى إرسال إشارات إيجابية تجاه الداخل اللبناني والخارج، توحي أن الدولة على طريق الإصلاح، باعتبار أن هذا الأمر ترتبط به مسألة الحصول على المساعدات وقدوم المستثمرين وثقة الشعب في الدولة.
ويمر لبنان بأزمة مالية واقتصادية حادة، حيث يعاني من تباطؤ في معدل النمو الذي بلغ خلال النصف الأول من العام الحالي صفر%، إلى جانب الدين العام الذي يزيد عن 86 مليار دولار، كما أن نسبة الدين العام اللبناني إلى الناتج المحلي الإجمالي تبلغ نحو 150% ، فضلا عن عجز كبير مقارنة بالناتج المحلي بلغ 5ر11 %، ونسبة بطالة بنحو 35% ، علاوة على تراجع كبير في كفاءة وقدرات البنى التحتية للبلاد والأداء الاقتصادي العام.
ومن المقرر أن تصدر وكالة "ستاندرد آند بورز"، وهي واحدة من كبريات مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية، تقريرا بشأن لبنان في 23 أغسطس الجاري، وسط مخاوف لبنانية كبيرة أن يتضمن التقرير تخفيض التصنيف الائتماني للبنان في ظل التدهور المالي والاقتصادي الشديد.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: