"ماس وذهب ويورانيوم".. لماذا يريد ترامب شراء "جرينلاند" من الدنمارك؟
كتب – محمد عطايا:
أثار تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، العديد من التساؤلات حول نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شراء جزيرة "جرينلاند" الدنماركية، مقابل مليار دولار.
قالت الصحيفة الأمريكية، إن ترامب تشاور مع مستشاريه في البيت الأبيض حول شراء تلك الجزيرة، وطالبهم بالنظر في تلك المسألة.
برغم أن الرئيس الأمريكي لم يعلن نيته صراحة شراء تلك الجزيرة، إلا أن حكومة جرينلاند ردت على ما جاء في التقرير وتصريحات بعض مستشاريه بأن أرضها ليست للبيع.
في حالة طالبت الولايات المتحدة رسميًا شراء تلك الجزيرة، فلن تكون تلك هي المرة الأولى، حيث سبق وأن نظرت واشنطن في شراء "جرينلاند، خلال القرن العشرين، مقابل 100 مليون دولار، إلا أن ذلك قوبل بالرفض من جانب الدنمارك.
وقالت رئيسة وزراء الدنمارك ميتى فريدريكسن أن "جرينلاند ليست للبيع" وذلك لدى وصولها إلى الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي.
وقال فريدريكسن ردا على ما تردد عن اهتمام ترامب بشراء تلك الجزيرة: "جرينلاند ليست دنماركية، بل تخص جرينلاند".
وأضافت: "إنها مناقشة سخيفة، و(رئيس وزراء جرينلاند) كيم كيلسن، قد أشار بشكل واضح إلى أن جرينلاند ليست للبيع، والأمر انتهى الآن".
وتابعت: "من ناحية أخرى ، هناك بالفعل الكثير من الأمور الأخرى التي نود مناقشتها مع الرئيس الأمريكي".
ويشار إلى أن تلك الأراضي الجليدية الواقعة بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الجنوبي، تخضع للحكم الذاتي، رغم أن الدنمارك مسؤولة عن شؤونها الخارجية والدفاع والسياسة المالية.
لماذا يريد شراء الجزيرة؟
سبق للولايات المتحدة أن اشترت جزر من دول مختلفة، وكان من بينها جزيرة العذراء الدنماركية في العام 1917، مقابل 25 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار حاليًا، وذلك بحسب "سي إن إن".
كما اشترت الولايات المتحدة جزيرة ألاسكا من روسيا في العام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار، ومنطقة لويزيانا الشاسعة، الممتدة من نهر المسيسيبي إلى جبال روكي، في العام 1803 من فرنسا مقابل 15 مليون دولار.
أوضحت الشبكة الأمريكية أن جميع الجزر التي اشترتها الولايات المتحدة في السابق، كان لها فوائد كبرى، أراد من خلالها رؤساء الولايات المتحدة زيادة موارد بلادهم الطبيعية، إلا أن "جرينلاند"، عبارة عن جزيرة تغطيها 80٪ من الجليد، ويعيش بها أقل من 60 ألف شخص بالفعل، وهو ما أثار استنكار البعض.
أكدت "سي إن إن"، أن السبب الأول بالنسبة لترامب هو أن "جرينلاند" يُعتقد على نطاق واسع أنها غنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك خام الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب والعناصر الأرضية النادرة واليورانيوم والزيت، لافتة إلى أن الكثير منها غير مستغل حاليًا، نظرًا لحقيقة أن 80 ٪ من مساحة الجزيرة مغطاة بطبقة ثلجية.
يبدو أن ظاهرة "الاحتباس الحراري" تقف بجانب ترامب، نظرًا لأنها عملت هذا الصيف، على اثنين من أكبر الانصهارات في تاريخ الجزيرة، ومن المتوقع بحسب –سي إن إن- أن يؤدي تآكل الغطاء الجليدي استخراج الموارد الطبيعية أكثر قابلية للتنفيذ.
فيما ذكرت "سي إن إن"، أن بعض الأسباب الجيوسياسية للولايات المتحدة، تجعلها ترغب في وضع موطئ قدم في الدنمارك، التي تمتلك بالفعل قاعدة "ثول الجوية"، هناك، ما جعلها تريد زيادة تمركزها في تلك المنطقة.
يرجع السبب الثالث مباشرة، إلى رغبة ترامب الجامحة في ترك تراث والتباهي بشكل كبير بانجازاته خلال توليه فترة رئاسة الولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: