"قد تكتب نهاية الميليشيات".. ما أهمية سيطرة الجيش السوري على خان شيخون؟
كتب – محمد عطايا:
في 2014، سيطرت ميليشيات مسلحة، وفصائل محسوبة على المعارضة السورية على مدينة خان شيخون، إحدى أهم المناطق الاستراتيجية في سوريا، مشكلة آنذاك ضربة قوية لحكومة الرئيس بشار الأسد التي كانت تعاني من خسائر شديدة على الأرض.
بعد 5 سنوات من القتال المستمر، تمكنت قوات الجيش السوري، الأربعاء، من دخول "خان شيخون" بريف إدلب الجنوبي، وبدأت عملية التمشيط بعد انسحاب معظم المسلحين وأغلبهم من فرع تنظيم القاعدة في سوريا، من المدينة.
كان الجيش السوري قد بدأ منذ أكثر من شهر عملية عسكرية واسعة النطاق؛ لاستعادة السيطرة على المنطقة، حيث استعاد بلدات وتلال استراتيجية، أهمها : "تل الملح والجبين" في ريف حماة الشمالي، مما مهد للسيطرة على كل من "الهبيط" و"كفرعين" في ريف إدلب الجنوبي.
تابعت القوات الحكومية عملياتها باتجاه مواقع انتشار ميليشيات جبهة النصرة، المنتمية لتنظيم القاعدة، والمجموعات المتحالفة معها بريف إدلب، ووسعت نطاق سيطرتها في ريف خان شيخون الغربي بالريف الجنوبي لإدلب، بعد أن كبدت هذه المجموعات خسائر كبيرة.
أهمية استراتيجية
تقع مدينة خان شيخون على طريق حلب دمشق الدولي، وهو أحد أهم الطرق الاستراتيجية في سوريا، فضلًا عن تمركز العديد من القوات الأجنبية في المناطق المحيطة.
في إدلب تتمركز بعض القوات العسكرية التركية، لحماية مراكز المراقبة، بالإضافة إلى استقرار بعض الفصائل المسلحة المدعومة من أنقرة.
أوضح خبراء عسكريون في تصريحات صحفية أن موقع خان شيخون مهمًا للغاية بالنسبة للجيش السوري، وحساسًا لأنقرة وميليشياتها في المنطقة.
العميد اللبناني المتقاعد والخبير الاستراتيجي إلياس عرفات، يرى أن السيطرة على بلدة خان شيخون، يفتح الطريق للسيطرة على إدلب بأكملها، المعقل الأخير للتنظيمات الإرهابية والفصائل المسلحة.
واستطرد في تصريحات تلفزيونية، أن القضاء على الفصائل المسلحة في تلك المنطقة يفتح طريقًا للحلول السياسية مع تركيا في منطقة درع الفرات، وعفرين، وشرقي الفرات ومنبج التي تسيطر عليها "قسد".
فيما أكد ريزان حدو، السياسي والخبير الاستراتيجي الكردي السوري، أن الوجود التركي في سوريا (في إشارة إلى تمركز أنقرة بالشمال وإدلب)، ما هو إلا احتلال لقوات أجنبية للأراضي السورية.
وأضاف في تصريحات لـ"مصراوي"، أن الحل الأمثل لإخراج تركيا من تلك المنطقة الاستراتيجية الحساسة، يكمن عبر التحالف بين القوات الكردية والحكومة السورية.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء إلياس حنا، إن السيطرة على خان شيخون، تأتي ضمن استراتيجية "التقطيع والسيطرة على المحاور والدخول إلى المدن الأساسية في إدلب".
ويقول الروس عن العملية العسكرية في إدلب أنها من أجل تأمين "حميميم" على الساحل السوري، خاصة بعد اتهامات بأن جبهة النصرة تستهدفها.
وأضاف اللواء حنا، في تصريحات صحفية منذ أيام، أن الروس يسعون من وراء العملية العسكرية في إدلب إلى خلق مناطق عازلة عن المناطق الساحلية التي تهدد الوجود الروسي.
وبدأت القوات السورية في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانيا في ريف إدلب الجنوبي، وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 860 مدنيا وفق مصادر، ونزوح أكثر من 400 ألف شخص في إدلب، وفق الأمم المتحدة.
فيديو قد يعجبك: