إعلان

اعتقال ناشطين مؤيدين للديموقراطية هونج كونج قبل نهاية أسبوع قد تشهد توترا

01:33 م الجمعة 30 أغسطس 2019

شرطة هونج كونج

هونج كونج- (أ ف ب):

أوقف الجمعة عدد من الناشطين في الحركة المؤيدة للديموقراطية في هونج كونج بينهم جوشوا وونغ، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية محاولة من جهة الصين لقمع المعارضة، بعد حظر الشرطة تظاهرة جديدة كبيرة مرتقبة السبت.

ومنذ قرابة ثلاثة أشهر، تمرّ المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بأسوأ أزمة منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، مع تظاهرات وتحرّكات شبه يومية تحوّلت بعضها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.

ويُرتقب تنظيم تجمّع حاشد جديد السبت لإحياء الذكرى السنوية الخامسة لرفض بكين تنظيم انتخابات بالاقتراع العام في المدينة، في قرار شكل شرارة انطلاق "حركة المظلات" التي اتّسمت بـ79 يوماً من التظاهرات في هونج كونج عام 2014، وهيّأت الارضية للاحتجاجات الحالية.

لكن بعد تأكيد حظر هذا التجمّع، سحب المنظّمون الدعوة للتظاهر لعدم صبّ الزيت على النار. لكن مبادرات أخرى ستكون قيد التحضير.

وأوقف فجر الجمعة اثنان من الناشطين البارزين في "حركة المظلات" هما جوشوا وونغ وأنييس تشو يبلغان 22 عاماً ويحظيان بشعبية كبيرة في حركة الاحتجاج الحالية، بتهمة "التحريض على المشاركة في تجمّع غير مرخّص".

رعب

ووجهت إليهما المحكمة تهماً الجمعة. وتصل عقوبة التهمة الرئيسية إلى السجن لخمس سنوات.

وقبل بضع ساعات، أوقف ناشط آخر هو أندي تشان في المطار.

وتشان وهو مؤسس الحزب الوطني، وهو حزب استقلالي صغير حظّرته السلطات عام 2018. إذ إن التحدث عن استقلال المستعمرة البريطانية السابقة هو من المحرمات بالنسبة للحكومة المركزية الصينية.

وأوقف أكثر من 850 شخصا منذ بدء الاحتجاجات التي نشأت بعد رفض مشروع قانون كان يُفترض أن يسمح بتسليم المطلوبين إلى الصين.

سرعان ما اتّسعت مطالب الحركة بشكل كبير لتشمل التنديد بتراجع الحريات وتدخل الصين المتزايد في شؤون المنطقة ذات الحكم شبه الذاتي، في انتهاك لمبدأ "بلد واحد ونظامين".

مثيرة للسخرية

وأوقفت الشرطة أيضاً الجمعة متظاهر رابع من الحركة المؤيدة للديموقراطية ريك هوي وهو مستشار في حيّ شا تين الشعبي، وفق ما جاء في منشور على صفحته على فيسبوك من دون توضيح أسباب توقيفه.

ووصفت منظمة العفو الدولية التوقيفات التي نُفذت فجر الجمعة بأنها "مثيرة للسخرية" وندّدت بتوقيف وونغ وتشو معتبرةً أنه "اعتداء مخز على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي" و"تكتيكات تهدف إلى التخويف مقتبسة مباشرة من قواعد اللعب الصينية".

وتواجه حكومة هونج كونج حركة احتجاج غير مسبوقة تتسم أيضاً بأفكار خلاقة لجهة أساليبها المعتمدة.

وقررت الشرطة منع تظاهرة السبت متحدثة عن أسباب أمنية، في تدبير جذري قد يتسبب على العكس باندلاع اشتباكات جديدة مع ناشطين متشددين مستعدين لخوض معركة.

المفارقة هي أن تظاهرة السبت دعت إليها "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان"، وهي منظمة لاعنفية تقف وراء التجمعات الكبرى في الأشهر الأخيرة في المستعمرة البريطانية السابق، لاسيما تظاهرة 18 أغسطس التي شارك فيها 1,7 مليون شخص حسب المنظمين، ولم تشهد أي فلتان.

لكن في رسالة وجهتها إلى المنظمة الخميس، قالت الشرطة إنها تخشى أن يرتكب بعض المشاركين "أعمال عنف" أو "تدمير".

مباراة كرة قدم

وبعد رفض الطعن الذي قدّمته الجبهة ضد حظر التظاهرة، قالت إحدى المسؤولين فيها بوني لونغ إن الجبهة لم يكن لديها "أي خيار آخر سوى إلغاء تظاهرة يوم غد".

لكن يتمّ التحضير لمبادرات أخرى قد تبصر النور لتحلّ محلّ التظاهرة. ويقترح بعض الناشطين المؤيدين للديموقراطية إجراء مباراة كرة قدم أو تسوّق جماعي أو حتى تجمّع ديني مرتجل.

لكن يمكن ألا تستجب إلى نداء الجبهة، الشريحة الأكثر تشدداً المؤلفة بغالبيتها من طلاب صغار في السنّ. ويبدو خطر حصول أعمال عنف جديدة حقيقياً.

وتقول متظاهرة رفضت الكشف عن اسمها واتخذت "كيلي" كاسم مستعار، لوكالة فرانس برس "الشرطة تعتقد أن هناك قادة في الحركة وأن قرارها منع التظاهرة سيوقفنا".

وتضيف "نحن قادة أنفسنا وسنواصل الخروج (إلى الشوارع). هذا ما لا تفهمه الحكومة".

واستخدمت الشرطة الأحد خراطيم المياه وأطلقت للمرة الأولى طلقة تحذيرية من سلاح ناري أثناء تظاهرة مرخّصة خرج خلالها الوضع عن السيطرة.

وقام الجيش الصيني الخميس بتبديل حاميته المتمركزة بشكل دائم في هونج كونج . وتتألف القوات الصينية في هونج كونج من آلاف الجنود منذ أن أعيدت هذه المنطقة إلى الصين في 1997.

ولا يمكن للجيش الصيني من حيث المبدأ التدخل في هونج كونج لكن يمكن أن يدعى من قبل السلطات المحلية إلى إعادة إحلال النظام، كما ذكر عدد من المسؤولين الصينيين مؤخرا.

واعتبر تسجيل فيديو لتدريب حامية هونج كونج على قمع أعمال شغب في بداية أغسطس، تحذيراً موجهاً إلى المتظاهرين الذين يدينون منذ حزيران/يونيو السلطة التنفيذية الموالية لبكين.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان