إلى أين تتجه بريطانيا؟.. 6 سيناريوهات للخروج من الاتحاد الأوروبي
كتبت – إيمان محمود:
أدى قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بتعليق عمل البرلمان الشهر المقبل إلى موجة جديدة من الرعب والارتباك حول "الجهود الفوضوية" لبريطانيا حيال الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، بينما لا يزال السؤال الأكثر انتشارًا هو "إلى أين ستتجه بريطانيا في يوم 31 أكتوبر، وهو الموعد المُحدد للانسحاب.
يقول جونسون إنه يفضل أن تغادر بريطانيا بصفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن إذا فشلت في ذلك، فإنه يصرّ على الخروج حتى بدون اتفاق، فيما أقسم خصومه على منع أي احتمال للمغادرة دون صفقة، مُحذرين من الكوارث الاقتصادية التي ستلحق بالبلاد في هذه الحالة.
إضافة إلى الارتباك، ما يحدث بعد ذلك لا يعتمد فقط على المعركة بين رئيس الوزراء ومعارضيه في البرلمان، لكن أيضًا على مرونة قيادة الاتحاد الأوروبي المتعنتة حتى الآن، وربما –تحت الضغط- على محكمة بريطانية، بحسب ما استعرضته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفيما يلي السيناريوهات الستة المُحتمل حدوثها في بريكست..
1- موقف المشرعين
لا يوافق أعضاء البرلمان على الكثير حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن الأغلبية تعارض "رحيلًا بلا صفقة"، إذ يعتبرونه مدمرًا ويرغبون في استبعاده، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ومن خلال قرار تعليق البرلمان لعدة أسابيع تُعد حاسمة في القرار الأهم بتاريخ البلاد، جعل جونسون الأمر أكثر صعوبة، لكنه حفّز خصومه في البرلمان على العمل، إذ ألمحت النائبة جو سوينسون، زعيمة الديمقراطيين الليبراليين، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنهم قد يحتذون بجونسون في استخدام إجراء غامض –لم توضحه- لإيقاف بريكست دون صفقة.
2- خيار نووي للبرلمان
في حال فشل البرلمان البريطاني في التشريع ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون صفقة، يمكن للمشرعين اللجوء إلى السلاح النهائي؛ اقتراح بحجب الثقة، وإقالة جونسون من منصبه.
توضح الصحيفة أنه في الوقت الحالي، لا يبدو أن لديهم أصوات لفعل هذا الخيار، لكن حتى لو فعلوا ذلك، فقد لا يحل مشكلتهم.
يدعو القانون إلى تشكيل حكومة جديدة في غضون أسبوعين أو إجراء انتخابات عامة، لذلك قد يكون أحد الخيارات هو إدارة تصريف الأعمال التي من المفترض أن تطلب تأجيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لإتاحة الوقت لإجراء الانتخابات.
المشكلة التي استعرضتها الصحيفة الامريكية، هي أن زعماء المعارضة لا يستطيعون الاتفاق على رئيس وزراء انتقالي، قائلة إن جيريمي كوربين، الخيار الطبيعي كزعيم لحزب العمل، يساري للغاية، وناقد مدى الحياة للاتحاد الأوروبي، لذلك لا يثق به المؤيدون لبريكست.
ويفضل الكثيرون شخصية أكثر مركزية - ربما وزير المحافظين السابق كينيث كلارك - كقائم بالأعمال المؤقتة. وهذا يتطلب موافقة كوربين على التنحي، لأن اقتراح حجب الثقة لا يمكن أن ينجح دون دعمه، بحسب الصحيفة.
وحتى إذا نجح الأمر، فإن جونسون لديه خدعة أخرى، وهو ما قام مؤيدوه بإرساله مرارًا وتكرارًا؛ بأنه يمكنه رفض الاستقالة ثم تحديد موعد لإجراء انتخابات عامة لشهر نوفمبر، مما يؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ لا يوجد في القانون ما يشير إلى وجوب تنحي رئيس الوزراء على الفور.
3- انتخابات مبكرة
إذا نجح المشرعون في إقرار تشريع يحظر بريكست دون صفقة قبل تعليق البرلمان، فقد يحاول جونسون تخطيهم مرة أخرى من خلال الدعوة لإجراء انتخابات عامة.
وقالت الصحيفة إن هذا السيناريو "محفوفًا بالمخاطر"، لأنه إذا أقيمت انتخابات، من المرجح أن يترشح جونسون كبطل للشعب ضد البرلمان الذي يهدف إلى عرقلة النتيجة المؤيدة لبريكست للاستفتاء 2016.
إحدى النظريات هي أن الانتخابات يمكن أن تتم في 17 أكتوبر، مما يسمح لجونسون –في حال فوزه- بالذهاب إلى قمة الاتحاد الأوروبي في اليوم التالي بتفويض جديد، بحسب نيويورك تايمز.
4- الخروج باتفاق
ترى الصحيفة أن فرص حدوث هذا السيناريو ضئيلة، بعد أن صوت البرلمان ثلاث مرات ضد اتفاق خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي الذي تفاوضت عليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وأيضًا في ظل تعنت الاتحاد الأوروبي في رفض إعادة فتح المفاوضات مرة أخرى، لكن على أي حال؛ لا يُستبعد ذلك.
أما الموعد الحرج فهو 17-18 أكتوبر، عندما يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، مما يتيح فرصة لمفاوضات اللحظة الأخيرة، والتي هي عمليا الطريقة الوحيدة التي يتم بها إنجاز الأمور هناك.
وأكدت الصحيفة "إذا كان احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ"صفقة كارثية" محتملاً، فيمكن لجونسون وضع مسدس على رؤساء الزعماء الأوروبيين للحصول على صفقة أفضل، ثم وضع المسدس على رؤساء المشرعين لتمرير الاتفاق الجديد، ثم يقول: إما أن تقبلوا بالاتفاق الجديد أو نتجه إلى الخروج المخيف الخروج دون اتفاق".
5- خروج بلا اتفاق
إنه السيناريو المُرعب للبريطانيين، ورغم أن هناك اعتقاد سائد أن جونسون يستخدم تهديد الخروج دون اتفاق "كتكتيك تفاوضي، إلا أنه من الممكن أن يكون بالفعل يعني ما يقول"، بحسب الصحيفة
إذا قدم الزعماء الأوروبيون تنازلات قليلة، فقد يمضي جونسون قدمًا في الخروج بدون صفقة، وبالنظر إلى الوقت البرلماني المحدود لوقفه، فقد ينجح في ذلك.
من شأن هذا السيناريو أن يسمح لجونسون بتوحيد مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلفه في الانتخابات العامة إما في أواخر عام 2019 أو في عام 2020. لكن الخطر يكمن في التنبؤ بتوقعات حدوث فوضى اقتصادية بعد بريكست، مما يجعل الانتخابات غير محتملة.
6- المحاكم تقرر
هناك بالفعل ثلاث قضايا قيد النظر ضد قرار جونسون بتعليق البرلمان، ويعتقد الخبراء أنه من غير المرجح أن تنجح، على الرغم من أن جينا ميلر، المناضلة ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تحدت هذه التوقعات عندما فازت في قضيتها ضد جهود ماي لتجاوز البرلمان عند بدء محادثاتبريكست، لكنها تحاول مرة أخرى الآن.
ولكن قد تكون هناك فرص أخرى للجوء إلى المحكمة، إذا رفض جونسون الاستقالة بعد أن فقد تصويته بالثقة وحاول إجراء انتخابات عامة بعد الموعد النهائي لبريكست الذي أصبح بمثابة موعد "الهالوين"، عندها يمكن أن يكون القضاة، وليس المشرعون، هم أصحاب الصوت الحاسم في أكبر قرار تتخذه بريطانيا منذ عقود.
فيديو قد يعجبك: