لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف سمم ترامب الولايات المتحدة؟

02:45 م الأربعاء 07 أغسطس 2019

ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

ربما لا يعرف لم ولن يعرف أحد أبدًا إلى أي مدى أثر خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تفوق العِرق الأبيض في إل باسو، التي شهدت حادثة إطلاق نار جماعية أوقعت 22 قتيلاً، إلا أن مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية أشارت إلى أن ما هو واضح للجميع هو أن سيد البيت الأبيض تمكن

على مدار الأعوام الماضي من اشعال لهيب الكراهية العراقية وعزز ثقافة التعصب داخل بلاده.

ذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أنه إذا قرر المؤرخين الكتابة عن الملامح المُحددة لعصر ترامب، فإن خطابه اللا انساني، القاسي الذي يعتمد على الكراهية، من أبرز هذه السمات، وإذا قام محللوا الخطاب بدراسة خطبه سوف يكتشفون أنها مليئة بالعبارات التي

تحرض على العنف وكراهية الأجانب، ونبذ أي شخص غير أمريكي أو مختلف.

أوضحت ذي أتلانتيك أن الأمر بدأ مع انطلاق حملته الرئاسية لعام 2016، عندما وصف المهاجرين غير الشرعيين القادمين من المكسيك بأن معظمهم مُغتصبين وتجار مخدرات. واستمر الأمر عندما شنّ ترامب هجومًا على جونزالو كورييل، قاضي في محكمة محلية يُشرف على دعوى قضائية تتهم جامعة

ترامب بالاحتيال، بأنه ظالم لأنه من أصول لاتينية، وعاد ليجدد هجومه عليه لأنه مكسيكي، رغم أنه ولد في ولاية إنديانا.

اتهم ترامب الديمقراطيين مرارًا وتكرارًا بالتراخي في التعامل مع أزمة المهاجرين غير الشرعيين، وادعى أنهم يسمحون لهم بدخول البلاد "والتدفق عليها وغزوها" غاضين الطرف عن مدى بشاعة الأمر.

خلال انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس، في نوفمبر الماضي، لعب الرئيس الأمريكي بنفس الورقة، وحاول استمالة الحشود من خلال الترويج لفكرة أن المهاجرين من أمريكا الوسطى الذين يسعون للحصول على تصريح بدخول الولايات المتحدة يغزون البلاد.

وصفت المجلة الأمريكية سياسة ترامب إزاء المهاجرين غير الشرعيين بـ"غير الانسانية"، مُشيرة إلى أن ذلك تجلى في سياسته لفصل الأطفال عن ذويهم على الحدود الجنوبية.

لطالما كان لخطابات الرؤساء الأمريكيين تأثيرًا كبيرًا على المواطنين. ذكرت ذي أتلانتيك أن الأمريكيين لا يزالوا عبارات الرؤساء السابقين مثل عبارة "كل الرجال متساوون" التي قالها توماس جيفرسون، و"لا شيء يجنيه الغل، والإحسان يكون للجميع" التي قالها إبراهام لينكولن، وفرانكلين

روزفلت عندما قال "ليس لدينا ما نخشاه سوى الخوف نفسه"، وجون إف كينيدي الذي قال "لا تسأل ماذا يمكن لبلدك أن يفعله من أجلك، بل اسأل ما يمكنك أن تفعله من أجل بلدك".

أكدت ذي أتلانتيك أن أي كلمة تصدر عن الرئيس لا يمكن الاستهانة بقوتها، فهي لها تأثير كبير على اخلاقياتهم وتصرفاتهم، وتعزيز العلاقات فيما بينهم، وخلق بيئة يسودها التفاهم والود يساعدها على مواجهة الإرهاب والأعداء.

أما عن الرئيس الجمهوري الحالي، لفتت المجلة إلى أنه عوضاً عن تطهير البلاد من الكراهية، عمل على استقطاب المواطنين ونشر الانقسام، ما دفع البعض إلى اتهامه بأنه السبب في ازدياد عدد الهجمات الداخلية التي تشهدها البلاد.

وحمّل كل من المعارضة والساسة الديمقراطيين ترامب مسؤولية ارتفاع أصوات المتطرفين والقوميين البيض، وقال مركز "بوفرتي لو سنتر" المدافع عن الحقوق المدنية "التظاهر بأن إدارته وخطاب الكراهية الذي تنشره لا يلعبان دورا في أعمال العنف التي شاهدناها في إل باسو، ينم عن جهل

في أحسن الأحوال ولا مسؤولية في أسوئها".

وقال بيت بوتيجيج، الشاب المثلي الذي يسعى إلى الوصول إلى البيت الأبيض، عبر تويتر "رئيسنا لا يخفق فحسب في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الداخليين وتجريدهم من السلاح، بل يضخم ويتبنى كراهيتهم".

وغرّد بيرني ساندرز، السياسي المُخضرم ومُرشح الحزب الديمقراطي لتولي الرئاسة، على تويتر: "سيدي الرئيس: كف عن خطابك العنصري والكاره والمعادي للمهاجرين. لهجتك تخلق مناخا يقوي المتطرفين الذين يلجأون إلى العنف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان