"الشيخ مورو".. من هو أول مُرشح إخواني لرئاسة تونس؟
كتبت – إيمان محمود:
منذ الثامنة عشر من عمره، اعتاد الرجل السبعيني ارتداء "الجبّة والكسوة والشاشية الحمراء"، مُتمسكًا بالزي التونسي التقليدي الذي يرى أنه أصبح مُهمشًا، فالمُرشح الرئاسي التونسي، عبد الفتاح مورو، تميّز بالاختلاف وإثارة الجدل حتى داخل حركة النهضة الإخوانية التي ينتمي إليها.
مساء الثلاثاء، قرر مجلس شورى حركة النهضة الإخوانية التونسية، تزكية عبد الفتاح مورو، أو كما يُطلق عليه "الشيخ مورو"، في انتخابات الرئاسة المُقررة في سبتمبر المُقبل، ليُصبح مورو أول مُرشح إخواني للرئاسة منذ اندلاع ثورة الياسمين التونسية في عام 2011.
تزكية مورو للترشح لرئاسة تونس أثارت جلاً واسعًا سواء داخل أو خارج المُجتمع التونسي، وحتى داخل حزب النهضة نفسه، إذ اعتبر البعض أن القرار خاطئ، فيما رأى آخرون أن مورو هو الرجل "الوسطي" الأصلح للرئاسة.
في الوقت الحالي، وبعد وفاة الباجي قايد السبسي، يقوم مورو بمهام رئيس البرلمان التونسي، بعد أن تولى رئيسه محمد ناصر، منصب الرئيس المؤقت للبلاد.
ولد عبد الفتاح مورو في الأول من يونيو عام 1948، وتخرج في كلية الحقوق عام 1970، ثم عمل قاضيًا حتى عام 1977 الذي تحول فيه إلى ممارسة المحاماة.
مسيرته السياسية
يُعد مورو من مؤسسي حركة النهضة إلى جانب رئيس الحركة راشد الغنوشي، ويعتبره البعض من أكثر الوجوه انفتاحًا في الحركة، لكن منتقديه يقولون إن له مواقف متناقضة بخصوص دور الإسلام في المجتمع.
التقى مورو براشد الغنوشي عام 1968، وانطلقا في العمل على تأسيس حركة إسلامية، بداية السبعينيات، قبل أن يعتقلا، عام 1973.
أقنع الرجلان عشرات المتعاطفين مع التيار الإسلامي بتأسيس منظمة الجماعة الإسلامية سرًا، قبل الخروج إلى العلن وإنشاء حركة الاتجاه الإسلامي، عام 1981.
لكنّ المضايقات دفعت بمورو إلى المنفى ثم إلى السجن، بعد عودته إلى تونس، ومع حملة قمع عنيفة شنها نظام رين العابدين بن علي، أعلن مورو تجميد عضويته في حركة النهضة.
وبعد ثورة عام 2011، رفض مورو العودة إلى الحركة وشارك مستقلا في انتخابات المجلس التأسيسي، لكنه سرعان ما عاد إلى صفوفها نائبا لرئيس حزبها، في أعقاب مؤتمر عقد في يوليو 2012.
فاز مورو في الانتخابات التشريعية عام 2014 مترشحًا ضمن قائمة النهضة وفاز بمقعد أهّله لاحقا ليشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب.
وصية السبسي
على مدى ثلاث ساعات، سار موكب جنازة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، وسار وراءه عبد الفتاح مورو ماشيًا على قدميه، انطلاقا من القصر الرئاسي في قرطاج، وصولا إلى مقبرة الجلاز وسط العاصمة، حيث وري جثمانه الثرى.
أصرّ مورو على السير في الجنازة مشيًا على قدميه بخلاف كافة المشيعين من الرؤساء والأمراء والوزراء الأجانب، وكذا المسؤولين الحكوميين المحليين الذين استعملوا سياراتهم، وكان الهدف من ذلك تنفيذ رغبة عبّر عنها السبسي.
وقالت صحف تونسية إن الرئيس التونسي الراحل باجي قايد السبسي، قال له ذات يوم مازحًا: "عندما أموت امشي وراء جنازتي".
فيديو قد يعجبك: