"ترامب في مأزق".. سيد البيت الأبيض "عالق في صندوق" بسبب هجمات أرامكو
كتبت- هدى الشيمي:
وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه في موقف لا يُحسد عليه فيما يتعلق بإيران، إذ قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن "سيد البيت الأبيض عالق في صندوق سياسي، ووقع في مأزق يزداد صعوبة مع مرور الوقت ووقوع الأحداث التي تُنذر بحدوث تصعيد خطير".
وذكرت "سي إن إن" أن ترامب وجد نفسه أمام بعض السمات الشخصية والسياسية التي بدأت في تحديد سياسته الخارجية، عقب الهجوم على منشآت نفط حيوية تابعة لشركة أرامكو في السعودية السبت الماضي، فهو يسعى جاهدًا إلى تجنب التورط في مشاكل الشرق الأوسط، ولكنه لا يتحمل أن ينظر إليه العالم باعتباره إنسان ضعيف.
شدد ترامب، أمس الاثنين، على أنه لا يريد خوض أي حرب، ولكنه سرعان ما غير لهجته وأكد امتلاك الولايات المتحدة لأقوى جيش في العالم، واستعدادها أكثر من أي جهة أخرى.
ولفتت الشبكة الإخبارية إلى أن الصراع المُسيطر على ترامب يفسر التقلبات التي شهدتها جلسته مع المراسلين في المكتب البيضاوي أمس الاثنين.
بدت الحيرة على ترامب، خلال إدلائه لتصريحات للمراسلين في البيت الأبيض، وتجلت قبل ذلك في التغريدات التي كتبها عقب الهجوم على المعملين السعوديين.
في بداية الأمر قال ترامب "إنه لا يرغب في التورط في أي صراع، ولكن الظروف تضطرك إلى ذلك في بعض الأحيان".
قالت "سي إن إن" إن الرجل الذي غرّد عبر تويتر في عام 2014 يدعو السعودية إلى خوض حروبها الخاص، الآن بات مُطالب بحماية المملكة التي قدمت له الدعم وكانت أول من استقبله عقب توليه الرئاسة، وهو ما يضعه أمام مُعضلة سياسية كبيرة.
تضاربت تصريحات ترامب وكان التناقض السمة الرئيسية التي غلبت على حديثه مع المراسلين أمس الاثنين، فبعد أن أشار بأصابع الاتهام إلى إيران، وبّخ أحد المراسلين عندما طلب منه توضيحًا للأمر، وقال له إنه لم يقل أي شيء صراحة.
وبعد أيام من إرسال رسائل مُتضاربة، قالت "سي إن إن" إن الرئيس الأمريكي منح العالم انطباعًا بأنه شخص يلعب بالوقت، لا يهتم بشيء سوى نفسه، ويستهين بأزمة أثرت على سوق النفط العالمي.
تحطيم آمال ترامب
يحاول ترامب تحقيق انتصارًا كبيرًا قبل موعد الانتخابات المُرتقبة، نظرًا إلى أنه يسعى إلى إعادة انتخابه، ما يجعل امكانية عقد اجتماعه مع نظيره الإيراني حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المُقبل حدث جلل.
وهو ما اعتبرته "سي إن إن" أمرًا مُستحيلاً في الفترة الحالية.
أوضحت الشبكة الأمريكية أنه على عكس كوريا الشمالية، فإن إيران لا تهتم بإجراء محادثات تُحسن صورتها أمام العالم، ولكنها أوضحت مرارًا وتكرارًا أنها لن تجلس على طاولة المفاوضات إلا بعد رفع العقوبات المفروضة على بلادهم، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة.
وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في تصريحات اليوم الثلاثاء، إن جميع المسؤولين في الجمهورية الإسلامية يعتقدون بصوت واحد أنه لن يكون هناك تفاوض مع الولايات المتحدة وفي أي مستوى كان.
واعتبر خامنئي في حديث له صباح اليوم الثلاثاء، أن تكرار طرح التفاوض من قبل الأمريكيين هو خدعة لفرض مطالبهم والبرهنة على تأثير الضغوط القصوى، مؤكدا أن سياسة الضغوط القصوى ليس لها أدنى قيمة.
ذكرت "سي إن إن" أن الحصول على دليل بقيام إيران بعمل عسكري نفذته بنفسها أو أحد وكلائها في المنطقة، قد يُشير إلى أن القوى داخل السياسة الإيرانية سوف ترفض إجراء أي حوار لا يكون لها فيها اليد العُليا، ما يزيد تعقيد الموقف ويصعب جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات.
بعد 40 عامًا من العداء، ترى الشبكة الإخبارية أنه لا توجد فرصة لكي يتحدث ترامب عن إيران بالطريقة نفسها التي استخدمها في الحديث عن تحسن العلاقات مع كوريا الشمالية.
ةقالت الشبكة الأمريكية إنه حتى المحادثات مع حسن روحاني، والتي ستكون الأولى من نوعها التي تحدث بين الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لن تجعل من ترامب الرجل الذي أطلق النار على طهران.
تقارب أوروبي مُستبعد
ترى "سي إن إن" أن أي رئيس أمريكي آخر قد يمر بالموقف الذي يواجهه ترامب الآن، حتى إذا لم يكن يتعامل مع إيران بالطريقة نفسها.
رجحت الشبكة الأمريكية أن يطلب ترامب المساعدة من الدول الأوروبية، وأن يستخدم الهجوم على المعملين السعوديين من أجل تشكيل جبهة دولية ضد إيران.
وبينما تكافح الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، ذكرت سي إن إن أنه في حال تأكدهم من أن طهران وقفت وراء الهجوم على معملي أرامكو فإنها سوف تتوقف عن بذل جهودها السياسية.
من المحتمل أن يلجأ ترامب إلى الحادث الأخير لإقناع قادة أوروبا بالمشاركة في العملية الأمريكية لحماية ناقلات النفط في بحر الخليج. توقعت "سي إن إن" أن تلبي بريطانيا دعوة ترامب، بالنظر إلى تحسن العلاقات بين البلدين بعد تولي بوريس جونسون رئاسة الحكومة، ولكنها استبعدت أن تُقدم فرنسا وألمانيا على الأمر.
بالنظر إلى محاولات واشنطن لتقويض جهود الاتحاد الأوروبي لابقاء الاتفاق النووي مع إيران حيًا، فإن التقارب بين الولايات المتحدة وأوروبا غير مُرجح، حسب سي إن إن.
وفي الوقت نفسه، قالت "سي إن إن" إن أي تحرك عسكري من شأنه القضاء على محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للحيلولة دون تصعيد الموقف، واقناع طهران وواشنطن بالجلوس على طاولة المفاوضات.
فيديو قد يعجبك: