ما هي سيناريوهات الرد على إيران بعد هجوم أرامكو السعودية؟
كتبت- هدى الشيمي:
كشفت المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل ومُستجدات جديدة ذات صلة بالهجوم الذي استهداف منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو، السبت الماضي، وأعلنت أن إيران تقف وراء الهجوم، وهو ما نفته طهران.
عرض العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، في مؤتمر صحفي، مجموعة من الأدلة التي تدل على أن الهجوم لم ينطلق من اليمن وإنما جاء من الشمال، ما يشير إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت مُنشآتي نفط "بقيق"، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، و"خريص" المجاورة التي تضم حقلاً نفطيًا شاسعًا شرق المملكة، إما جاءت من العراق أو إيران.
قال المالكي "بكل تأكيد إيران وراء الهجوم. لدينا أدلة على تورط إيران في الأعمال التخريبية بالمنطقة عبر وكلائها في اليمن"، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين.
اعتبر المالكي الهجوم امتدادا لذلك الذي وقع في شهر مايو الماضي، الذي استهدف محطتي ضخ بترولية تابعتين لأرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف في منطقة الرياض.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة أنها مُستعدة للرد على أي هجوم ضد السعودية، ووصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مساء الأربعاء، إلى جدة لبحث الرد على الهجوم.
تنظر الولايات المتحدة والسعودية إلى استهداف معملي أرامكو باعتباره أحدث حلقة في سلسلة الاستفزازات التي قامت بها إيران خلال الفترة الأخيرة، والمتمثلة في استمرار دعمها لوكلائها في المنطقة، حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، واشعال التوترات في الخليج العربي، وهو ما أنذر بحدوث تصعيد عسكري وسياسي في المنطقة.
كيف تتعامل الولايات المتحدة والسعودية مع استفزازات إيران؟
حسب مُحللين، فإن هناك العديد من السيناريوهات المطروحة الآن والتي قد تلجأ إليها كل من السعودية والولايات المتحدة في التعامل مع إيران، بعد الهجوم على معملي أرامكو، وعلى رأسها فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية.
قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسة بالجامعة الأمريكية، إن الخيارات المُتاحة كثيرة، وأن الرياض وواشنطن بإمكانهما محاسبة إيران بشكل مُباشر أو غير مباشر.
مزيد من العقوبات
أوضحت بكر، لمصراوي، أنه من المُحتمل عقد عقد جلسة في مجلس الأمن لمناقشة الهجوم الأخير، كذلك من الممكن فرض المزيد من العقوبات على طهران، أو توجيه ضربات لمواقع إيرانية، وهي المحاسبة المباشرة.
كذلك يجد محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن السيناريو الأقرب للواقع هو فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية على إيران والتي تحجم من وضعها السياسي.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأربعاء، عن تشديد "كبير" للعقوبات المفروضة على إيران. وكتب على تويتر "لقد أمرت للتو وزير الخزانة (ستيفن منوتشين) بتشديد العقوبات ضد الدولة الإيرانية!".
يأتي ذلك بعد تشديد الولايات المتحدة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران في إطار سياسة الضغط القصوى التي تتبعها لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي والجلوس إلى جوارها على طاولة المفاوضات، بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي.
"مُحاسبة غير مباشرة"
أما عن المحاسبة غير المباشرة، فقالت بكر إنه من الممكن أن تشن السعودية وأمريكا المزيد من الهجمات على أذرع إيران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.
وكانت حركة أنصار الله الحوثية في اليمن قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم قبل أن تتهم الولايات المتحدة والسعودية إيران بالوقوف وراء الحادث، وهو ما نفاه وزير الدفاع السعودي خلال المؤتمر الصحفي، موضحًا أن الصواريخ المُستخدمة في تنفيذ الهجوم لا يمكن أن تكون بحوزة المليشيات الشيعية اليمنية.
هل يحدث تدخل عسكري مُباشر؟
استبعد المحللان إمكانية القيام بتدخل عسكري مُباشر في إيران، وقال إسماعيل إنه لم يحدث حتى في أسوأ الأزمات 2001 عندما صنفت الولايات المتحدة إيران باعتبارها أحد محاور الشر.
حسب المحللين، فإنه من المُتوقع أن تكون هناك ضربة مُنفردة تستهدف بعض المواقع الإيرانية كالمنشآت النفطية، أو القواعد العسكرية.
وحذرت إيران بالرد حال تعرضت لضربة عسكرية. وهددت باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
فيديو قد يعجبك: