10 قتلى في هجوم بسيارة مفخخة تبنّته طالبان بأفغانستان
كابول- (أ ف ب):
أعلن حاكم ولاية زابل مقتل عشرة أشخاص وجرح 90 آخرين، الخميس، في تفجير سيارة مفخخة استهدف مبنى الاستخبارات ودمّر مستشفى على مقربة منه في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان.
والهجوم هو الأخير في سلسلة اعتداءات نفذتها طالبان في أرجاء أفغانستان هذا الأسبوع مع تضاعف العنف بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف المباحثات مع الحركة الجهادية بشأن سحب القوات الأمريكية من البلاد.
وقال رحمة الله يرمال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "سيارة مفخخة استهدفت إدارة الأمن الوطنية الأفغانية صباح اليوم (الخميس)".
وأضاف أن "مستشفى الولاية الذي يقع في المكان نفسه دمر"، موضحا أن "10 أشخاص قتلوا وجرح 85 آخرون".
لكنّ رئيس مجلس ولاية زابل عطا جان حقبيان، قال إنّ 20 شخصا قتلوا في الاعتداء فيما جرح 90 آخرون.
وتبنى ناطق باسم طالبان قاري يوسف أحمدي الاعتداء الذي وصفه بأنه عملية "استشهادية ضد إدارة الاستخبارات". وقال "نفذنا هجوما استشهاديا ضد إدارة الأمن الوطنية"، مؤكدا أن المبنى دمر بالكامل.
وقال سكان قرب موقع الانفجار إن الانفجار، الذي حصل حوالي الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، هزّ البيوت وحطّم النوافذ وتبعه إطلاق النار.
وقال الطالب الجامعيّ عاطف بلوش إن الانفجار كان "مروعا"، وروى أنّه شاهد منقذين ينتشلون نساء واطفال من موقع الانفجار. وتابع "لا اتذكر انفجارا مميتا مثل هذا في منطقتي".
وانتاب الفزع السكان اذلين يبحثون عن أقرباء لهم كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.
وأوضح مقيم احمد وهو صاحب متجر قال إن زوجته وامه كانتا تتلقيان العلاج داخل المستشفى وقت الانفجار، "هرعت إلى الموقع لأبحث عنهما ولا استطيع العثور عليهما. إنهما مفقودتان ولا أعرف ماذا أفعل".
ويأتي الهجوم غداة مقتل 4 مدنيين وجرح 12 آخرين في تفجير انتحاري وهجوم مسلح استهدفا مبنى حكومياً في مدينة جلال أباد في شرق أفغانستان.
دفع إعلان ترامب أن المفاوضات باتت بحكم "الميتة" طالبان للإعلان الأسبوع الماضي أن الخيار الوحيد المتبقي هو مواصلة القتال. وعلى الإثر تشهد أفغانستان سلسلة هجمات تتبنى طالبان معظمها، وتأتي قبل انتخابات رئاسية مقررة في 28 سبتمبر.
وفي وقت سابق هذا الاسبوع، قتل نحو 50 شخصًا وأُصيب عشرات في هجومين منفصلين، وقع أحدهما قرب تجمّع انتخابي للرئيس أشرف غني في ولاية باروان (وسط) والآخر في كابول.
وتعهّد عناصر طالبان عرقلة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 28 سبتمبر والتي يواجه غني فيها الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله وأكثر من عشرة مرشحين آخرين.
ويأمل الفائز في الانتخابات أن يشكّل ذلك تفويضًا للرئيس المقبل لإجراء محادثات مع طالبان تهدف لإحلال السلام الدائم في هذا البلد الذي عاش عقوداً من العنف، لكن المتمردين يرغبون بتقويض شرعية العملية وإبقاء الرئيس في موقف ضعيف.
وأعرب عناصر طالبان مراراً عن اعتقادهم بأن الولايات المتحدة ستعود في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات.
وشدد كبير مفاوضي الحركة شير محمد عباس ستانيكزاي على هذا الموقف في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" بعد ساعات من هجمات الثلاثاء، إذ أكد إن "الأبواب مفتوحة" لاستئناف المحادثات مع واشنطن.
كما قال مجاهد لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي "كان لدينا طريقان لإنهاء الاحتلال في أفغانستان، أحدهما الجهاد والقتال، والآخر المحادثات والمفاوضات". وأضاف "إن أراد ترامب وقف المحادثات، فسنسلك الطريق الأول وسيندمون قريبا".
بدوره، يأمل ترامب في إنهاء أطول حرب أمريكية، التي بدأت قبل 18 عاما بعد هجمات 11 سبتمبر.
لكنّه اتهم طالبان بسوء النوايا بعدما شنّت هجوما في كابول أسفر عن مقتل جندي أمريكي وآخرين قبل اجتماع مقرر في كامب ديفيد ألغاه ترامب لاحقا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: