لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تايم الأمريكية: خيارات عديدة أمام ترامب للرد على هجوم أرامكو

03:50 م الخميس 19 سبتمبر 2019

دونالد ترامب

القاهرة (مصراوي)

قالت مجلة التايم الأمريكية، الخميس، إن الرئيس دونالد ترامب أمامه العديد من الخيارات للرد على الهجوم على مرافق نفطية رئيسية في المملكة العربية السعودية في مطلع الأسبوع الجاري، تلك الهجمات التي أوقف ضخ نصف النفط السعودي وهزت أسواق الطاقة العالمية.

أضافت التايم أن أحد تلك الخيارات هو خطة جاهزة لدى وزارة الدفاع (البنتاجون) لضرب أهداف للحرس الثوري الإيراني في جزر الخليج العربي، بحسب مسؤولين أمريكيين.

أشارت المجلة إلى أن تلك الخطة عُرضت على ترامب عقب إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية في 20 يونيو الماضي، ونصحه كبار مساعديه وقتها باللجوء إلى ذلك الرد بيد أنه أستبعد ذلك الخيار في اخر لحظة، بحسب المسؤولين.

أما الخيار الثاني، فهو مختلف بعض الشيء.

في الأسابيع الأخيرة ضغط ترامب على مساعديه لترتيب محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نهاية سبتمبر الجاري، بحسب المجلة.

قال المسؤولون الأمريكيون إن إحدى الأفكار تمحورت حول ترتيب لحظة معينة عندما يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحدث إلى روحاني، وأن يضغطا على ترامب أمام الكاميرات للانضمام إليهما.

غير أن ترامب مضى في خيار ثالث: فرض عقوبات جديدة على إيران.

أشارت التايم إلى أن إيران الآن قد لا تحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ إذ أن الولايات المتحدة لم تصدر التأشيرات المطلوبة للوفد الإيراني حتى مساء الأربعاء.

قالت المجلة إن فكرة دراسة ترامب للقاء مع روحاني كانت لافتة للنظر. فلم يحدث أن التقى أي رئيس أمريكي مع زعيم إيراني منذ سبعينات القرن الماضي.

وفي الشهور الأخيرة زادت إيران من تخصيب اليورانيوم وصعدت من هجماتها على مصادر الطاقة العالمية وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، إذ استهدفت سفنا في الخليج وحوله في 12 مايو و13 يونيو، رغم نفيها التورط في الهجمات.

بعد أيام من ذلك، أسطقت طائرة استطلاع أمريكية مسيرة من طراز غلوبال هوك، قبل أن تضرب المنشآت النفطية السعودية.

يقول مارك دوبويتز من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المتشددة إن رغبة ترامب في عقد لقاء مع إيران "سخيفة في هذه المرحلة".

لكن على ما يبدو، كما يقول دوبويتز، "بغض النظر عن مدى السلوك التدميري للنظام في إيران، فإن هذا (اللقاء) لن يثنيه" عن المضي قدما في ذلك السلوك.

قالت التايم إن هذه الحلقة تبرز إيمان ترامب بأنه قادر على حل أكثر النزاعات خطورة وتحديا في العالم، من الشرق الأوسط إلى أفغانستان وكوريا الشمالية، بمزيج غير مباشر من من الإقحام والتودد. لكن الأحداث الأخيرة أظهرت كلفة هذا النهج.

أشارت المجلة إلى مضي إدارة ترامب في مفاوضات سلام مع حركة طالبان الأفغانية ثم إلغاء الرئيس الأمريكي لقاءه مع قيادات الحركة في الولايات المتحدة.

ولفتت إلى سلسلة من الهجمات المرتبطة بطالبان التي أدت إلى مقتل 50 شخصًا على الأقل هذا الشهر.

ويواصل ترامب أيضا الحديث عن إمكانية السلام مع كوريا الشمالية، حتى عندما يختبر كيم جونغ أون الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى أهداف أمريكية وحليفة في المنطقة.

والهجوم على المنشآت النفطية السعودية، والذي نسبه مساعدو ترامب إلى إيران حتى أثناء الحديث عن إمكانية عقد اللقاء، زاد من أسعار النفط العالمية بأكثر من 10 في المئة، وهي علامة مشؤومة بالنسبة للاقتصاد العالمي ولرئيس يسعى لإعادة انتخابه، بحسب التايم.

والتحدي الإيراني، بالنسبة لنقاد ترامب، هو أزمة من صنعه أيديه، بحسب المجلة. فإدارته هي التي مضت في طريقها نحو مواجهة مع طهران منذ العام الماضي.

أشارت التايم إلى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية في 2015 وبعدها فرض عقوبات شديدة على صادراتها من النفط وبالضائع الأخرى ما أدى إلى عملية خروج جماعي للشركات الأجنبية والمؤسسات المالية.

وانخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى مستويات تاريخية، مما أدى إلى شل اقتصادها.

يقول جيفري بريسكوت، كبير المستشارين السابقين السابق في المنطقة في عهد الرئيس أوباما: "يجد ترامب نفسه مدعومًا في زاوية لأنه لمدة عام الآن قد سلك مسيرة تصاعدية مع إصراره على أنه لا يريد الدخول في نزاع".

مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، الذين يعتقدون أن إيران وراء الضربة، منقسمون حول دوافع طهران. قال أحد المعسكرين لترامب إن الهجوم الأخير يعكس الضغط الاقتصادي الذي تشعر به إيران وهو مؤشر على زيادة اليأس.

هذا ويرى آخر من الدوائر الاستخباراتية أن الضربات الإيرانية على مدى أشهر هي اختبار من طهران لترامب، بحسب التايم.

لا شيء من ذلك يجعل من السهل التوصل إلى استجابة طويلة الآمد لآخر خطوات إيران.

يجادل البنتاجون منذ فترة طويلة ضد توجيه ضربة عسكرية مباشرة إلى البر الرئيسي الإيراني بسبب مخاوف من اندلاع حرب واسعة.

علاوة على ذلك، حافظت طهران على بعض الانكار بشأن الهجوم.

نسب مسؤولان من الحكومة الأمريكية الهجوم علانية إلى إيران، وقال مسؤولون عسكريون لترامب في 16 سبتمبر إنهم "تم تخطيطه وتوجيهه من قبل ضباط إيرانيين بعلم من الحكومة"، كما يقول مسؤول دفاعي.

وقالت شبكة ايه بي سي إن المرشد الأعلى علي خامئني وافق على الهجوم.

وقال متحدث عسكري سعودي إن الحطام أظهر أن إيران "بلا شك" وراء الضربات.

لكن قيل إن الولايات المتحدة وحلفائها فشلوا في تتبع القذائف القادمة، على ما يبدو لأنها كانت صواريخ كروز متقدمة وطائرات بدون طيار تحلق على ارتفاعات منخفضة.

تقول التايم إن للدبلوماسية مشاكلها. فماكرون يضغط من أجل خطة لعمل خط ائتماني بخمسة مليارات دولار لصالح إيران، ودعم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين وقال إن مسؤولا أمريكيا اطلع على المناقشات.

بيد أن وزير الخارجية مايك بومبيو جادل بأن تخفيف الضغوط على إيران قبل أن تقدم تنازلات بشأن برنامجها النووي أو خفض استخدام الوكلاء في المنطقة، من شأنه أن يكون خطيرا، بحسب مسؤول أمريكي.

وقالت المجلة إنه إذا النزاع مع إيران سياسة خاطئة بالنسبة لترامب في عام الانتخابات، فإن التوصل لصفقة سيئة سيكون ذو عواقب وخيمة على الرئيس الساعي لإعادة انتخابه.

هذه المعضلة جعلت ترامب في وضع غير معتاد. ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة على محادثات البيت الأبيض قولها إنه يطلب مساعدة من الحلفاء.

قال مسؤول كبير سابق في إدارة ترامب على اتصال بالمسؤولين الأمريكيين والخليجيين: "إنهم يريدون الرد، ولكن كمجموعة، أو مع الحلفاء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان