كيف حدّدت السعودية اتجاه الهجوم على مُنشآت أرامكو؟
كتبت- رنا أسامة:
أكّد المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي، أن النتائج التي خلصوا إليها حول الهجوم الذي استهدف مُنشأتيّ أرامكو السعودية ليست مجرد "افتراضات" ولكنها "حقائق وأرقام" لا يزال يعمل عليها فريق من الخبراء، وسيُكشف عنها لاحقًا بالتفصيل بعد الانتهاء منها.
وقال المالكي في مقابلة مع مراسل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأربعاء في الرياض: "نظرنا إلى كل شيء، الخبراء ووزارة الدفاع نظروا إلى كل شيء، وليس مجرد اللوحات".
وتابع: "هناك العديد من الأشياء التي يمكن استنتاجها مع فريق الخبراء، ويمكننا أن نثبت للمجتمع الدولي أن هذه المكونات (الأسلحة المُستخدمة في الهجوم) إيرانية أو تم استخدامها من قِبل إيرانيين أو تم إعطاؤها لوكلائهم في المنطقة".
وفيما يتعلّق بآلية تحديد الموقع الذي أُطلِقت منه الطائرات المُسيّرة وصواريخ الكروز لضرب معمليّ أرامكو، أوضح المالكي "لدينا إشارة تقارن نطاق الأصول وتعرف بالضبط إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الطائرات وتلك الصواريخ"، مُشيرًا إلى إمكانية تحديد مدى الطائرات والصواريخ من خلال مُحرّكاتها.
وأضاف: "هناك قدرات أخرى يمكنك وضعها معًا لتعرف الأمر بالضبط"، لافتًا في الوقت نفسه إلى "صعوبة كشف بعض المعلومات حول القدرة التشغيلية" لهذه الأسلحة.
كان المالكي أعلن خلال المؤتمر أنه تم استخدام 18 طائرة مُسيّرة من طراز "دلتا- ونج" و7 صواريخ كروز من طراز "يا علي" في الهجوم، مُشيرًا إلى أن مليشيات الحوثي اليمنية لا تمتلك هذا النوع من الأسلحة.
وقال إنه "تم استخدام صواريخ كروز دقيقة من طراز (يا علي) في الهجوم على معمليّ أرامكو"، موضحًا أن الطائرات المُسيّرة التي هاجمت مُنشأتي النفط من طراز "دلتا- ونج" واستخدمت نظام تموضع متقدم، فيما لم تُصِب 3 منها أهدافها في الهجوم.
وعرض صورًا للصواريخ التي تم فحصها، والتي أعُلِن في وقت سابق أنها "إيرانية الصُنع". كما نوّه بأن الحرس الثوري الإيراني أعلن في فبراير الماضي امتلاكه طرازا متقدمًا من الصواريخ المُستخدمة في الهجوم.
وفيما يتعلّق باتجاه الهجوم، قال المالكي لمُراسل الشبكة الأمريكية إن "دقة الهجوم تجعل من غير الممكن أن يكون أتى من الجنوب". وكان أعلن خلال المؤتمر أن الأدلة التي تملكها السعودية "تؤكّد أن الهجوم لم ينطلق من اليمن وإنما من الشمال". وتقع كل من العراق وإيران شمال المملكة.
وبسؤاله إذا كان هذا الأمر يعني أن الأسلحة وّجّهت من العراق أو إيران، أجاب المالكي لـ"السي إن إن": "الأمر لا يتعلق بالقول إنه العراق أو إيران، لكن لدينا الدليل على أنها قادمة من الشمال، فقد سقطت 3 صواريخ كروز قبل مسافة قصيرة من بقيق. وهذا دليل على أنه لم يأتِ من اليمن".
وجدّد تأكيده أن: "الهجوم ليس فقط ضد المملكة العربية السعودية وليس ضد أرامكو السعودية، وإنما ضد التجارة الدولية وأمن الطاقة العالمية".
ووقع الهجوم في ساعة مبكرة من صباح السبت، واستهدف مُنشأتي نفط تابعتين لعملاق النفط السعودي؛ هما "بقيق"، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، و"خريص" المجاورة التي تضم حقلاً نفطيًا شاسعًا شرق المملكة، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج النفط السعودي.
وتسبب الهجوم في توقّف حوالي 50% من إنتاج أرامكو بشكل مؤقت، لكنه لم يؤثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين، بحسب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وحمّلت واشنطن طهران المسؤولية، لكن إيران قالت إن هذه الاتهامات "بدون أي دليل"، وانتقدت تجاهلها لإعلان جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم.
ويُعد هذا ثالث هجوم خلال 5 أشهر يتسبب في نشوب حريق بمُنشآت تابعة للشركة. ففي مايو الماضي، وقع هجوم محدود بطائرات مُسيّرة مُفخّخة استهدف محطتي ضخ بترولية تابعتين لأرامكو بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف في منطقة الرياض، ووصفته المملكة بـ"الجبان والإرهابي والتخريبي".
فيديو قد يعجبك: