لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"فخ أم هُراء".. قصة الاحتلال وجنوده "الدمى" في عملية حزب الله

08:22 م الإثنين 02 سبتمبر 2019

الاحتلال الإسرائيلي

كتب – محمد الصباغ:

نشر حزب الله اللبناني، اليوم الإثنين، لقطات مصورة لعملية استهداف ناقلة الجنود العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمنطقة أفيفيم الحدودية مع الجنوب اللبناني.

ظهر في مقطع الفيديو الآلية الإسرائيلية وهي تتحرك على طريق سريع قبل أن يتم استهدافها بصاروخ كورنيت، في إشارة إلى أن جنديًا أو أكثر كانوا بداخلها.

يتعارض ذلك مع رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أشارت بعد الهجوم إلى أنها خدعت حزب الله، وصنعت عملية إيهام بنقل جرحى عبر مروحية إلى مستشفى قريب، لكن لم يوجد إصابات في المركبة التي أخليت قبل نصف ساعة من استهدافها.

استعرضت المشاهد التي نقلتها قناة المنار التابعة لحزب الله، أجزاء من الثكنة العسكرية بأفيفيم وعدد الجنود بها، بجانب الطريق السريع الذي تم استهداف الناقلة عليه.

ظهرت السيارة المستهدفة في فيديو حزب الله وهي تتحرك على الطريق السريع، وأشار المقطع المنشور إلى أن سيارات مدنية كانت بالقرب منها لكن القذيفة كانت مصوبة بدقة نحو الآلية العسكرية فقط.

ونشرت الميادين أيضًا صورة لسيارة مدرعة بالقرب من الثكنة العسكرية، وقال إعلام حزب الله إنها كانت فارغة وبها دمى للإيهام والخداع، حتى يستهدفها الحزب ولا تسفر عن خسائر في صفوف الاحتلال.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن مشهد نقل الجنود الجرحى من موقع الهجوم كان لإيهام حزب الله بأنه نجح في مهمته، لكن بالأساس لم يكن هناك أي إصابات.

وجاء ذلك بعد تصريحات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تفاخر فيها بعملية الإيهام ضد حزب الله وأنه لم "يتعرض أي جندي –إسرائيلي- لخدش في الهجوم".

ماذا حدث؟

استهدف حزب الله الآلية الإسرائيلية على الطريق السريع المجاور للثكنة العسكرية، وأعلن عن مقتل وإصابة من كانوا فيها. وأشار في بيان تبني الهجوم أن الناقلة من طراز "وولف" وتسع لثمانية جنود.

عقب الهجوم بوقت قصير، نشرت مستشفى "رامبام" الإسرائيلية القريبة من موقع الهجوم، عن إصابة اثنين من الجنود وصلا إليها بمروحية عسكرية.

وانتشرت صور ومقاطع فيديو للمروحية الإسرائيلية والجنود الجرحى بالفعل، لكن خرج جيش الاحتلال ليأمر كل قياداته بعدم الحديث لوسائل الإعلام بأي تصريحات عن العملية التي نفذها حزب الله.

تبع ذلك بيان من جيش الاحتلال الإسرائيلي أشار فيه إلى عدم وجود أي إصابات في صفوف جنوده، وتبعه تصريحات من نتنياهو قال فيها إن الجنود لم يتعرضوا لخدش في الهجوم القادم من جنوب لبنان.

لكن كانت عدسات القنوات والمصورين سواء من الجانب اللبناني أو الإسرائيلي التقطت مشاهد هبوط طائرة عسكرية إسرائيلية تحمل مصابين من موقع الهجوم. وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل فقد هبطت مرتين في موقع العملية.

وبعد تصريحات جيش الاحتلال ونتنياهو الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، خرجت مراسلة الإذاعة الإسرائيلية، أورلي الكلعي، لتؤكد وصول جرحى بالفعل إلى مستشفى "رامبام".

وتساءلت القنوات العبرية عن سبب إقلاع الطائرة من موقع الهجوم حاملة الجنود إلى المستشفى.

دمية داخل سيارة آلية إسرائيلية

بعد الجدل المثار، خرجت مصادر حكومية إسرائيلية لتشير إلى أن نقل الجرحى إلى المستشفى جزء من خطة لخداع حزب الله وإيهامهم بأنهم أنهوا مهمتهم بنجاح، وبالتالي يشعرون بأنهم بالفعل أنهوا انتقامهم من إسرائيل، عقب مقتل اثنين من عناصرهم في غارة الأسبوع الماضي.

خدعة الدمى تضر بالاحتلال

نقلت "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الإثنين، عن مصادر عسكرية أن الآلية التي استهدفها حزب الله تم إخلاؤها قبل نصف ساعة من استهدافها. وجاء ذلك قبل مقطع فيديو حزب الله الذي أظهر الناقلة الإسرائيلية وهي تتحرك على الطريق السريع.

وذكرت أيضًا أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها جيش الاحتلال استراتيجية إيهام الآخرين بأن جنوده قد أصيبوا، وخصوصا مع حزب الله.

ولكن أظهرت صور نشرها مراسل قناة الميادين اللبنانية ومقطع الفيديو الذي نشره حزب الله اليوم للعملية، أن حزب الله بالفعل على علم بهذه الاستراتيجية ورصد صورا لمركبات عسكرية بداخلها دمى للإيهام بأنها أهداف يمكن الهجوم عليها على الجانب الآخر من الحدود اللبنانية.

11

تعرض جيش الاحتلال لانتقادات بسبب تلك الرواية عن عدم إصابة الجنود، حيث اعتبر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم أن ما قامت به إسرائيل "حرب نفسية على المدنيين داخلها وليس ضد حزب الله".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر أن جيش الاحتلال "في مناورته التضليلية أدخل كل الدولة في ضغط زائد على رئيس الأركان الذي وافق بأن هذا الهراء لا يوجد منه فائدة عملياتية أو استخبارية. بل يمكن أن تنتج عنه أضرار فقط".

كما كتب مراسل عسكري في إذاعة جيش الاحتلال من الرواية الإسرائيلية على موقع تويتر "مناورة تضليل جميلة! ما المنطقي في نشر هذا التضليل بعد بضع ساعات مما حصل؟ خاصة وأن الدم لم يبرد بعد؟ ليفهم حزب الله أنه وقع في فخ وتُثار الرغبة لديه بتنفيذ رد إضافي بسبب الشعور بالإهانة؟ هل هذه استراتيجية علاقات عامة؟".

كما عبّر نائب رئيس جهاز الموساد السابق "رام بن باراك" بحسابه على موقع تويتر، عن قلقه من أن نشر تلك التصريحات عن الخداع "يمكن أن يدفع حزب الله كي يقوم بعمل مجدداً".

22

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان