فاز بها 3 مصريين.. ماذا نعرف عن جائزة "نوبل البديلة"؟
كتبت- رنا أسامة:
يُكرّم، اليوم، الأربعاء 4 ناشطين ينحدرون من الصحراء الغربية والصين والسويد والبرازيل، بجائزة "رايت ليفليهود أوورد" أو "سبل العيش الصحيحية"، المعروفة بجائزة نوبل البديلة، والتي تُمنح سنويًا في مجالات مختلفة مثل حقوق الإنسان والتنمية المُستدامة وحماية البيئة والصحة والتعليم والسلام.
وقالت منظمة "رايت ليفليهود أوورد" المانحة للجائزة، ومقرها ستوكهولم، إن لجنة التحكيم هذا العام اختارت بين 142 مُرشّحًا من 59 دولة، حتى وقع الاختيار على 4 أشخاص من "أصحاب الرؤى العملية الذين مكنت قيادتهم الملايين من الدفاع عن حقوقهم الأصيلة والسعي نحو مستقبل ملائم لمعيشة الجميع على كوكب الأرض"، وفق بيان اللجنة.
وسيحصل كل من الفائزين الأربعة على جائزة نقدية قيمتها مليون كرونة سويدية (103 آلاف دولار).
والعام الماضي، اختيرت النائبة العامة في جواتيمالا ثيلما ألدانا، ومحقق الأمم المتحدة والمحامي الكولومبي إيفان فيلاسكويز، كفائزين فخريين بالجائزة "لعملهم المبتكر في الكشف عن استغلال النفوذ وملاحقة الفساد" في تلك الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى. كما تم تكريم 3 نشطاء حقوقيين سعوديين مُعتقلين غيابيًا، على جهودهم من أجل الإصلاح في المملكة.
ما هي "نوبل البديلة"؟
تأسّست جائزة نوبل البديلة في عام 1980، وذلك بمبادرة فردية من الصحفي السويدي الألماني جاكوب فون اوكسيل، الذي اقترح على مؤسسة جائزة نوبل إضافة جائزتين أخريين إلى قائمة جوائزها؛ تتعلق إحداهما بجهود حماية البيئة، والأخرى بتحسين حياة الفقراء. غير أن المؤسسة لم تولِ اهتمامًا باقتراحه، ما دفعه لتأسيس جائزته بنفسه.
تدعم الجائزة الأشخاص والمنظمات التي تتحلّى بالشجاعة، وتُقدم حلولًا جذرية وثاقبة للمشكلات العالمية، بما في ذلك تلويث البيئة والتهديد النووي وخرق حقوق الإنسان واستغلال الأقليّات، وفق موقعها الالكتروني الرسمي.
كما تُكرّم الذين تم تجاهلهم وتجاهل جهودهم من قِبل جائزة نوبل الأصلية. ولا تُمنح لتكريم الإنجازات الشخصية للنُخب العلمية والاقتصادية والسياسية في العالم، وإنما لدعم أولئك الأشخاص الذين يُعرّضون حياتهم للخطر بسبب طبيعة عملهم، مُكافأة لهم على جهودهم الدؤوبة.
يتقدّم للمنظمة المانحة للجائزة كل عام أكثر من 100 مُرشّح حول العالم، بحسب صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية.
مُنِحت الجائزة حتى الآن إلى 174 فائزًا من 70 بلدًا. ويُنظم حفل تكريم للفائزين وتسليم الجوائز في مبنى البرلمان في استوكهولم بالسويد في شهر ديسمبر من كل عام.
3 مصريين فائزون
مُنِحت الجائزة لـ3 مصريين حتى الآن 3؛ أولهم المهندس المعماري حسن فتحي الذي نال "نوبل البديلة" في عام 1980، وذلك لاهتمامه بتقديم نمط معماري فريد صديق للبيئة ومُستدام. استمد نمطه الفريد من العمارة الريفية النوبية المبنيّة بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني.
وفي عام 2003، فاز الدكتور إبراهيم أبوالعيش عالم الكيمياء التطبيقية وصاحب مجموعة "سيكم" للزراعة الحيوية، بالجائزة بفضل إسهاماته في هذا المجال، فهو حاصل على العديد من الشهادات العالمية، وصاحب فكرة جامعة "هيليوبوليس" من أجل الارتقاء بمستوي التعليم في مصر.
وكانت مُزن حسن المديرة التنفيذية لمركز نظرة للدراسات النسوية، ثالث مصرية تفوز بالجائزة عام 2016 . بيد أنها لم تستطع السفر لتسلّم الجائزة، بسبب وضعها على قائمة الممنوعين من السفر، والتحقيق معها على خلفية قضية التمويل الخارجي وقتذاك.
4 فائزين لعام 2019
اختارت المِنظمة المانحة للجائزة ناشطة المناخ السويدية الشابة جريتا تونبرج ضمن 4 فائزين هذا العام. وأشادت المنظمة بتونبرج بفضل "مطالبها السياسية الملهمة والموسّعة بتحرك عاجل بشأن المناخ يعكس الحقائق العلمية".
تسعى تونبرج (16 عامًا) إلى تحريك السياسة للعمل من أجل الحدّ من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض لتبقى في حدود 1.5 درجة مئوية. وهي تمثل صوت جيل يعتبر أن تحول المناخ خطر كبير على مستقبل الأجيال القادمة.
وقبل عام، بدأت تونبري احتجاجات فردية أسبوعية أمام البرلمان السويدي. وألهمت ملايين الشباب للنزول إلى الشوارع في أنحاء مختلفة من العالم يوم الجمعة لمطالبة الحكومات المشاركة في القمة بالتحرك العاجل، تحت شعار "أيام الجمعة من أجل المستقبل".
وتقاسم مها الجائزة الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر، التي لقّبتها تقارير إعلامية بـ"غاندي الصحراء الغربية"، لاهتمامها بتنظيم مظاهرات وتدوين أعمال التعذيب والدخول في إضراب عن الطعام للفت الانتباه إلى وضع شعبها.
وزجّت السلطات المغربية بحيد أكثر من مرة في السجن بدون توجيه تهمة أو إجراء محاكمة. وقضت وحدها 4 سنوات داخل سجن سري منعزلة عن العالم الخارجي، وفق صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية.
إلى جانب المحامية جو جيانمي التي تُعد من أهم محاميات النساء في الصين. وخلال السنوات الـ25 الماضية قدّمت المشورة القانونية لصالح 120 ألف امرأة بالمجان، لتُصبح بذلك أول محامية ناشطة بالأساس في تقديم المساعدة القانونية المجانية بالصين.
وتدعم جيانمي النساء على المستوى الوطني في قضايا الدخل غير المتكافئ والتحرش الجنسي أو عقود العمل التي تمنع الحمل. وفي المناطق الريفية تساعد النساء اللاتي يُحرمن من حقوق التمتع بممتلكاتهن الأرضية. وأسسّت اتحادا يجمع أكثر من 600 من المحامين يعالجون حالات في المناطق النائية في البلاد، وفق "دويتشه فيله".
إضافة إلى دافي كوبيناوا، أحد المتحدثين البارزين باسم الشعوب الأصلية للبرازيل. وينتمي لقبيلة يانوماني التي تضم نحو 35 ألف عضو وتُعتبر من أكبر القبائل الأصلية للبرازيل في الوقت الذي تسود فيه مخاوف بشأن تداعيات حرائق غابات الأمازون على المنا، والتي تمسّ في البداية الأشخاص في عين المكان.
ويسكن شعب يانوماني منطقة داخل الغابة الاستوائية تفوق مساحتها أراضي اليونان. وهذا العنصر من شعب اليانوماني يلتزم من أجل حماية حقوق وثقافة وبلاد السكان الأصليين في المنطقة الاستوائية.
فيديو قد يعجبك: