بعد اجتماعات نيويورك.. ماذا ستفعل طهران للخروج من عُزلتها؟
كتبت – إيمان محمود:
لطالما تفخر إيران بتحديها القوي للولايات المتحدة وإسرائيل، أو ما تسميها طهران بـ"المقاومة" منذ عرفت البلاد الحُكم الديني الشيعي في أعقاب الثورة الإسلامية التي اندلعت قبل 40 عامًا.
تقول وكالة "أسوشيتد برس" الامريكية، إن حدود قدرة إيران على الاستمرار بمفردها برزت في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، حيث دخلت في موجة من التواصل الدبلوماسي رغم العزلة الشديدة التي تعانيها منذ بدء العقوبات الأمريكية، التي تؤثر على اقتصادها وقدرتها على بيع النفط.
ومنذ أشهر، تحاول الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي الإيراني -دون جدوى- إيجاد طرق حول العقوبات الأمريكية التي فرضت بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق، العام الماضي، إذ يقول ترامب إن الاتفاق الذي تم توقيعه في عهد باراك أوباما، كان أقل بكثير من القيود اللازمة لمنع طموحات طهران الإقليمية.
وفي خطاب أمام قادة العالم يوم الأربعاء، أوضحت رسالة روحاني طريقة واضحة نحو تخفيف التوترات واستئناف المفاوضات: "أوقفوا العقوبات".
لكن قبل أن يصل إلى ذلك، فتح خطابه بتكريم "لجميع طالبي الحرية في العالم الذين لا يرضخون للقمع والعدوان"، وانتقد أيضًا "الخطط التي فرضتها الولايات المتحدة والصهاينة" ضد الفلسطينيين. وهي اللغة التي يستخدمها "بطل إيران الذي يدافع عن قضايا العالم الإسلامي"، بحسب أسوشيتد برس.
وأكدت الوكالة الأمريكية، إن تاريخ الصراع بين طهران والولايات المتحدة أعاق تداخلها في النظام المالي العالمي بشكل أساسي، مما يجعل من الصعب العثور على شركاء وحلفاء ودول مستعدة أو حتى قادرة على التعامل معها.
واتهم روحاني الولايات المتحدة بالتورط في "إرهاب اقتصادي لا يرحم" ضد بلاده، قائلاً إن أمريكا لجأت إلى "القرصنة الدولية عن طريق إساءة استخدام النظام المصرفي الدولي" للضغط على إيران.
وقالت أسوشيتد برس، مع انهيار اتفاق إيران النووي مع القوى العالمية تحت وطأة حملة "الضغط الأقصى" التي قام بها ترامب، أصبحت التحالفات التي لا يمكن تصورها سابقًا أكثر انتشارًا بين دول المنطقة، متحدة مع ما يرون "تهديد مشترك".
وأضافت أن امتداد إيران له تأثير في سوريا والعراق واليمن، حيث اتخذت الحروب بالوكالة نبرة طائفية تحرض الشيعة الذين تدعمهم إيران ضد السنة الذين تدعمهم السعودية.
وفي ساحات القتال، يرى خصوم طهران أنها قوة تهديد ومزعزعة للاستقرار تستغل الانتفاضات الفاشلة والتدخلات العسكرية والفوضى لتوسيع موطئ قدمها في الدول العربية.
وفي خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، أشار روحاني إلى دور إيران في قتال الجماعات الإسلامية السنية المتطرفة مثل داعش والقاعدة، ووصف إيران بأنها "رائدة في حركات البحث عن الحرية في المنطقة".
وأشارت الوكالة إلى دور الحرس الثوري، الذي تم إنشاؤه بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بالتوازي مع القوات المسلحة للبلاد، هو فعلياً فيالق من الجنود المكلفين بالحفاظ على مبادئ الانتفاضة التي أوجدت إيران الحديثة وتعزيزها.
وقالت إنه يتبع فقط المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، وقوته ليست نظرية فحسب، بل هي حقيقية للغاية: فالقوة تشرف مباشرة على برنامج الصواريخ البالستية في البلاد.
وأضافت أن الحرس الثوري أصبح نقطة شائكة رئيسية في علاقات إيران مع الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب.
وتقول إدارة ترامب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل إن أي مفاوضات جديدة يجب أن تشمل النقاش حول أنشطة الحرس في المنطقة وبرنامج إيران الصاروخي.
هذا الأسبوع، انضمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في إلقاء اللوم على إيران لشن هجوم على مواقع النفط السعودية في وقت سابق من هذا الشهر. المعنى الضمني: لأن الصواريخ كانت متورطة في تلك الهجمات، وكذلك الحرس.
ووصف عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إيران بأنها "مهووسة بمحاولة استعادة الإمبراطورية الفارسية ومحاولة الاستيلاء على المنطقة".
وقال الجبير: "دستورهم يدعو إلى تصدير الثورة، إنهم يعتقدون أن كل شيعي ينتمي إليهم. إنهم لا يحترمون سيادة الأمم ".
قال: "على إيران أن تقرر: هل هي ثورة أم دولة قومية؟"
وختمت الوكالة الأمريكية بقولها: "بينما يغادر روحاني مدينة تعد فعليًا أرضًا عدوًا ويعود إلى بلاده هذا الأسبوع، يتعين عليه وعلى القادة من رجال الدين في طهران أن يقرروا أيًا من هذه المسارات يجب أن يسلكوها؛ هل سيواجهون فقط، كما فعلت ثورة 1979؟ أو كما تفعل الدول القومية، يجلسون ويتحدثون أيضًا؟".
فيديو قد يعجبك: