تونس تدعو لمضاعفة الجهود الأممية والإقليمية لتحقيق تسوية سياسية في سوريا
تونس - (أ ش أ):
دعا وزير الشئون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي إلى مضاعفة الجهود الأممية والإقليمية لتحقيق التسوية السياسية للأزمة في سوريا، بما يحفظ سيادة ووحدة هذا البلد ويضع حدًا لمعاناة شعبه ويحقق تطلعاته للعيش في أمن واستقرار.
ورحب الجهيناوي - في الكلمة التي ألقاها اليوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - بإعلان تشكيل اللجنة الدستورية، بما يمثل بادرة أمل على درب إنهاء هذا النزاع وإطلاق عملية سياسية جامعة بقيادة سورية تحقق التسوية المنشودة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لسنة 2015.
وبالنسبة إلى جمهورية السودان، قال الجهيناوي - بحسب بيان وزارة الخارجية التونسية - إن بلاده تجدد ترحيبها بالاتفاق الذي توصل إليه المجلس العسكري الانتقالي وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، لإدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتؤكد على أهميته باعتباره خطوة إيجابية من شأنها أن تساهم في الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته الترابية، والاستجابة لتطلعات شعبه إلى الديمقراطية والتنمية والسلام.
وأضاف أن تونس تدعو في هذا الإطار إلى رفع العقوبات المفروضة على جمهورية السودان باعتبار أن هذه الخطوة ستدعم جهود هذا البلد الشقيق لإنجاح انتقاله الديمقراطي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا، جدد الوزير موقف تونس الداعي لوقف فوري للاقتتال وللعمليات العسكرية والعودة إلى المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، مؤكدًا التزام بلاده بمواصلة بذل قصارى الجهد في إطار مبادرة رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي، وبالتنسيق الكامل مع الجزائر ومصر والمجموعة الدولية، لمساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز الأزمة الراهنة من خلال الاحتكام إلى الحوار والتوافق وتغليب المصلحة العليا لبلادهم، بما يمكن من تحقيق التسوية السياسية الشاملة.
وأكد الجهيناوي أن بلاده ومن منطلق ما توليه من أهمية خاصة للبعد الإفريقي في سياستها الخارجية، تؤكد التزامها بتعزيز الاندماج الاقتصادي الإفريقي في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063، داعيًا المجتمع الدولي لمواصلة تقديم الدعم اللازم للاستثمار في إفريقيا لما تزخر به هذه القارة من إمكانيات واعدة.
كما شدد على أن مواجهة تيارات التطرف والإرهاب يتطلب تضافر الجهود والتنسيق، وتطوير التعاون لتجفيف منابع الإرهاب واستئصالها من جذورها والعمل على تحصين المجتمعات وخاصة فئة الشباب من تأثيرات تيارات التشدد.
وأشار إلى أن تونس قطعت أشواطا هامة في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، مما ساعد على تحقيق نجاحات أمنية كبرى في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وإفشال مخططات الإرهابيين وصون مكتسبات الديمقراطية والحفاظ على الأمن والاستقرار.
وبشأن اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة عنوان "دفع الجهود متعددة الأطراف للقضاء على الفقر وتوفير تعليم ذي نوعية جيّدة والتصدي للتغيّر المناخي وتعزيز الإدماج" محورا لدورتها الرابعة والسبعين، قال الجهيناوي إن ذلك يعكس الإيمان الراسخ بأهمية العمل المشترك ضمن الآليات متعددة الأطراف، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الأولويات هي في مقدمة اهتمامات تونس في المرحلة المقبلة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: