"ظهر عليه التعب والألم".. ابن عم البغدادي يروي تفاصيل اللقاء الأخير
القاهرة – (مصراوي):
مثل اليوم أمام القضاء العراقي، الإرهابي رباح علي إبراهيم علي البدري ابن عم زعيم تنظيم داعش الارهابي إبراهيم عواد ابراهيم علي البدري "ابو بكر البغدادي" وابن خالته أيضاً، صديق الطفولة الذي عمل فيما يسمى ديوان الزراعة، وهي من أهم الموارد المالية للتنظيم الإرهابي.
يروي البدري في معرض اعترافاته أمام المحكمة المختصة بقضايا الإرهاب، أبرز ما دار بينه وبين ابن عمه في اللقاء الوحيد الذي جمعهم منذ إعلان ما سمي بـ"دولة الخلافة"، فيما أكد تعرضهم للمنع والتحذير كأقرباء للبغدادي من محاولة التقرب له أو اللقاء به خشية من ملاحقته أو كشف مكان تواجده، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
ويقول البدري: "كنت مقربًا من البغدادي، نشأنا معًا منذ الطفولة وافترقنا نهاية الثمانينات عندما انتقل للدراسة في بغداد حتى حصوله على شهادة الدكتوراه، وخلال تلك الفترة كنا نلتقي بين الحين والآخر".
ويضيف "كان البغدادي هادئا وبعيدا عن الافكار المتطرفة والمتشددة، اعتقل عام 2007 من قبل القوات الأمريكية ووضع في معتقل بوكا، وخرج من المعتقل عام 2008 وعندها التقيت به وكان اللقاء الاخير قبل توليه خلافة (تنظيم الدولة الإسلامية) ولم يظهر عليه أي اختلاف في شخصيته"،
واستطرد: "علمت بعد العام 2010 بأنه أصبح مُطاردًا لانخراطه في صفوف التنظيمات الإرهابية"، بحسب وكالة الأنباء العراقية.
كان البدري يسكن في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين العراقية في الوقت الذي أعلن التنظيم سيطرته على بعض المحافظات والمدن، وكان ثلاثة من أولاده الستة انضموا بالفعل إلى التنظيم لأن اغلب سكان المنطقة "انتموا إليه ورددوا البيعة"، على حد قوله.
انتقل البدري بعد ذلك إلى ولاية نينوى "رددت البيعة هناك أمام شرعي الولاية والمكنى ابو مصطفى بيعات".
واعترف البدري: "عينت للعمل في ديوان الزراعة قسم الثروة الحيوانية حيث كان يقتصر عملي على تربية الاغنام والمواشي وبيعها وإرسال الأموال إلى بيت المال للتصرف بها"، منوهاً بأن "ديوان الزراعة كان يشكل مورداً مالياً مهماً للتنظيم فضلاً عن الموارد الأخرى".
أما أولاده الثلاث، فقال إن "عملهم كان في المفارز العسكرية ضمن ولاية نينوى وأنيطت بهم واجبات ضد القوات العسكرية العراقية المتقدمة والاشتباك معهم بعد صدور أوامر من وإلى نينوى آنذاك بحل جميع التشكيلات الإدارية وتنسيب مقاتليها إلى المفارز العسكرية عند تقدم القوات لتحرير المدينة".
وأشار إلى أنه عند تحرير مدينة الموصل من قبل القوات العراقية انتقل الجميع إلى ولاية الفرات، حيث عمل هناك في ديوان الزراعة أيضًا وبعد تقدم القوات لغرض "تحرير" محافظة الأنبار، انتقلوا مرة أخرى عبر الحدود إلى منطقة شعفة بسوريا.
وعن محاولاته للقاء بابن عمه البغدادي يتحدث الإرهابي قائلاً: "تلقينا تحذيرات عديدة ومنعنا من محاولة التقرب أو اللقاء بالبغدادي كأقرباء له من قبل شقيقه وهو المكلف بحمايته وحارسه الشخصي خشية من ملاحقته من قبل الأجهزة الأمنية او معرفة مكان تواجده لذلك لم أفكر حتى بالحديث بالأمر".
ولفت البدري إلى أنه "في أحد الأيام أثناء ما كنت متواجدا في احد الدور في منطقة شعفة حضر لي أحمد، شقيق أبو بكر البغدادي، وحارسه الشخصي، بصحبة شخص لا أعرفه يُكنى أبو هاجر وطلب مني الذهاب معه إلى مكان لم يحدده.. قاموا بعصب عيناي حتى لا أتمكن من مشاهدة الطريق أو المكان الذي ذهبنا إليه وبعد وصولنا، فوجئت بوجود ابن عمي وصديق الطفولة ابو بكر البغدادي ما شكل صدمة لي ومفاجأة كبرى لم أتوقعها قط".
ويصف البدري: "كان أبو بكر يقطن في بيت بسيط صغير لا تتجاوز مساحته 150 مترًا وبصحبته رجل عربي يبدو أنه جزراوي (سعودي) فبدأ يسألني عن أخباري وأحوالي ومصير الأسرة وطلب مني نقل العائلات إلى مكان آمن خشية تعرضهم لمكروه كون المعارك أخذت تشتد فضلاً عن الخلافات التي بدأت تعصف بالتنظيم".
وقال "أخبرت الخليفة أبو بكر أن هناك خلافات حادة عصفت بالتنظيم سببها اختفاؤك أو تأخر ظهورك على الساحة وادعاء المقاتلين العرب بعدم وجود خليفة حتى أنه في إحدى المرات في أثناء تواجدنا بأحد المساجد خرج أحد المقاتلين التونسيين وقال لا يوجد خليفة؟ متسائلاً بصوت عال: أين الخليفة؟".
وأضاف البدري: "البغدادي أخبرني بالنص بأننا غرقنا بالأشخاص الذين يعملون ضدنا وأنه كان على علم بكل ما يحدث، هذه الخلافات أخذت تشتد حتى تطور الأمر ليصل إلى مرحلة الانقلاب قاده مقاتلون أجانب وعرب"، مبيناً أن "أبرز من كانوا يروجون للخلافات؛ هم التونسيون، وكنا نعاني أيضًا من السعوديين المنخرطين في صفوف التنظيم لتشددهم وتطرفهم المبالغ فيه".
وصف البدري حال البغدادي في هذه المقابلة، قائلاً إنه ظهر عليه التعب والإرهاق وعلامات التقدم في السن وكان يعاني من ألم نتيجة للعملية الجراحية التي أجراها في إذنه اليسرى في منطقة البو كمال السورية".
وأضاف "لم يكن البغدادي بعيدًا من منطقة شعفة السورية حيث استغرقنا من الوقت للوصول إلى المكان الذي كان يمكث فيه من 10 إلى 15 دقيقة من مكان تواجده لحين الوصول إليه ما يدل على أن المكان لم يكن بعيدًا أو خارج المنطقة على الأقل".
وختم "ودعني أبو بكر البغدادي وخرجت بالطريقة نفسها التي دخلت بها معصوب العينين وكان قد كرمني بمبلغ من المال وكنت انا الوحيد من أقربائه الذي التقيت فيه وهو اللقاء الأول والأخير بعد ان أصبح زعيمًا للتنظيم".
فيديو قد يعجبك: