"أمن الخليج".. هل تستطيع أمريكا حشد أوروبا ضد إيران؟ مسؤولة بالبنتاجون ترد
كتب – محمد عطايا:
منذ بداية التصعيد الأمريكي الإيراني، أصبحت مياه الخليج العربي، مركزًا لصراعات إقليمية بين طهران والقوى الغربية، في محاولة للسيطرة على حركة الملاحة.
بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات أمريكية جديدة مؤخرًا على إيران، أصبح من الصعب على طهران تصدير النفط، الذي يُعد مصدرًا رئيسياً لدخلها القومي، ما جعلها مجبرة على الرد بشكل عنيف على تحركات الولايات المتحدة، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة التجارة العالمية.
اشتعلت الأوضاع سريعًا، وأصبح الخليج العربي مُلغمًا بالعشرات من المعدات العسكرية الحربية، فالنظام الإيراني عازم على تنفيذ تهديداته، والولايات المتحدة وحلفائها لم يبخلوا جهدًا في الدفع بأقوى معداتهم.
لم تمر سوى أيام، وشهدت المنطقة عددًا من الأحداث الإرهابية، والعمليات التخريبية لناقلات نفط ومركبات من جنسيات مختلفة، أعلنت ميليشيات الحوثي مسؤوليتها عنها.
اتهمت الولايات المتحدة إيران، وقالت إنها تقف بشكل مباشر وراء التفجيرات التي طالت ناقلات نفط يابانية ونرويجية، واستهداف خط النفط السعودي أرامكو.
لم تهدأ التحركات في الخليج، وأسقطت إيران طائرة مسيرة أمريكية، بحجة أنها اخترقت مياهها الإقليمية، ما زاد من التوتر في المنطقة.
تفاقمت الأوضاع، ووصلت لذروتها بعدما احتجزت بريطانيا ناقلة نفط إيرانية بحجة أن الأخيرة تحاول تهريب النفط لسوريا، لترد طهران باحتجاز ناقلة نفط بريطانية، لترد أمريكا بأنه لا بد من تشكيل تحالف دولي لحماية "أمن الخليج".
تحالف دولي
اقترحت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي، تشارك فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ودول الناتو، لحماية أمن الخليج العربي، من "التهديدات الإيرانية".
ودعت الولايات المتحدة، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى دراسة المشاركة في خطة قيد الإعداد لحماية الملاحة البحرية في منطقة الخليج.
تتخذ دول أوروبا موقفًا براجماتيًا في التعامل مع القضية الإيرانية، حيث تتشبث فرنسا وبريطانيا وألمانيا ببقاء علاقاتها جيدة مع طهران، والحفاظ على الاتفاق النووي الحالي.
لم تلق الدعوة الأمريكية صدى كبير لدى أوروبا، خاصة بعدما أعلنت ألمانيا أنها لن تشارك في أي تحالف عسكري، بينما لم يتضح فرنسا الموقف الفرنسي بعد.
بريطانيا من جهة أخرى، تسعى للرد سريعًا على احتجاز إيران ناقلتها، واستعادة هيبتها أمام المجتمع الدولي، لذلك بادرت بإرسال بوارج حربية إلى منطقة الخليج، والموافقة على الانضمام للتحالف الأمريكي.
ترى مسؤولة رفيعة من وزارة الدفاع الأمريكية، أن التحالف قائم بالفعل خلال ما تقوم به بريطانيا والولايات المتحدة من جهود "لحماية أمن الخليج العربي".
وأضافت في تصريحات لـ"مصراوي"، على هامش مؤتمر صحفي عبر الهاتف، عقد اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة وبريطانيا جهزا العدة بشكل جيد لحماية حركة الملاحة في المنطقة.
في المقابل، تؤكد إيران في تصريحات لقاداتها العسكريين، أن منطقة الخليج آمنة، وليست بحاجة إلى وجود قوات أجنبية، وأن سعي واشنطن ولندن لإنشاء تحالف عسكري يأتي لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وقال قائد القوات البحرية الإيرانية حسين خانزادي، إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك طائرات مسيرة عابرة للقارات، واستخدامها مدرج على جدول أعمال الجيش الإيراني في حال وقوع أي حرب"، مضيفا أن "طهران ترصد كل البوارج، وبخاصة الأمريكية، من نقطة انطلاقها حتى دخولها منطقة الخليج فيما تعجز أمريكا عن رصد جميع القوات الإيرانية في مياه الخليج العربي".
هل التحالف قابل للتشكيل؟
قالت المسؤولة الرفيعة في البنتاجون، خلال المؤتمر الصحفي، إن الدول الأوروبية لديها جاهزية واستعداد كبير لإتمام ذلك التحالف، خاصة وأن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، كان في زيارة لفرنسا للتحدث حول تلك النقطة بشكل مركز.
وأضافت أن فرنسا قادرة على إضافة عنصر قوي إلى التحالف الأوروبي الأمريكي، بل أنها بإمكانها قيادة تحالف بحري أوروبي لحماية أمن الملاحة في المنطقة.
وأكدت على أهمية الدور العربي، وبخاصة المصري في استقرار المنطقة، لافتة إلى التعاون واشنطن والقاهرة الاستراتيجي الممتد منذ سنوات للحفاظ على أمن الشرق الأوسط بالكامل.
في المقابل، يشير الخبراء إلى أن الدول الأوروبية لا تريد أن تنخرط مع الولايات المتحدة في حرب ضد إيران، لأنها تريد الحفاظ على مصالحها مع طهران.
فيديو قد يعجبك: