"بادرة حُسن نيّة".. إسرائيل تفرج عن جاسوس سوري
كتبت – إيمان محمود
في إطار عملية تبادل مُعقّدة سعت كلا من موسكو ودمشق على مدى أشهر لتسهيلها، أفرج الاحتلال الإسرائيلي عن أسيرين سوريين، أحدهما كان مُتهمًا بالتجسس لصالح الحكومة السورية، وذلك بعد أشهر طويلة من مماطلة الجانب الإسرائيلي.
ووفقًا لما أوردته القناة العبرية 13، فإن الحكومة الإسرائيلية، صادقت ليلة في وقت مبكر من يوم الجمعة، على قرار الإفراج عن الأسيرين وصدقي المقت، و أمل أبو صالح، وهما من هضبة الجولان المُحتلة.
وأضافت القناة العبرية، أن هذه الخطوة جاءت من خلال التنسيق مع الحكومة السورية، وبواسطة الصليب الأحمر.
فيما اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ الإفراج عن الرجلين هي "بادرة حسن نية" بعدما استعادت إسرائيل رفات الجندي زخاري بوميل الذي فُقد منذ اجتياحها لبنان في صيف 1982.
وبعد الإفراج عنه، شكر المقت بعد الرئيس السوري بشار الأسد، وقال "إن الافراج كان بدون شروط"، مضيفاً أن هذا انتصار لإرادة السوريين على إرادة المُحتل.
وكانت المحكمة العسكرية لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت في نوفمبر عام 2016 أحكاماً جائرة قاضية بالحكم بالسجن لمدة سبع سنوات وثمانية أشهر وغرامة مالية تفوق الـ3 آلاف دولار بحق الأسير الشاب أمل أبو صالح.
أبو صالح تم اعتقاله إثر العملية التي نفذتها مجموعة من أبطال قرية مجدل شمس في يونيو من العام 2015، وتصدوا خلالها لسيارة إسعاف تابعة لقوات الاحتلال كانت تنقل مصابين اثنين من إرهابيي جبهة النُصرة.
أما صدقي المقت، من أبرز السجناء السوريين في إسرائيل، وهو من الأغلبية الدُرزية، ومن مواليد قرية مجدل شمس في الجولان عام 1967.
قضى في سجون الاحتلال 27 عامًا وأُفرج عنه عام 2012، ثم أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً عام 2015، وحُكم عليه بالسّجن لمدة 14 عامًا، بتهمة تصوير فيلم فيديو يعكس التعاون بين الاحتلال وجبهة النُصرة، وجرى تقديم استئناف على القرار وتم تخفيض الحُكم لمدة 11 عامًا.
صفقة منقوصة
وفي أبريل الماضي أفرجت إسرائيل عن معتقلين سوريين آخرين وأعادتهما إلى بلادهما، مقابل تسليم دمشق إلى تل أبيب رفات جندي إسرائيلي قُتل إبان حرب لبنان عام 1982، وهو زكريا بوميل، وذلك ضمن إطار صفقة أشرفت عليها موسكو.
وفي شهر أبريل 2019، كشفت مصادر في بلدة مجدل شمس بالجولان، أن مصادر في الحكومة السورية أبلغتهم بأن صفقة التبادل مع الاحتلال لم تكتمل بعد، وأنه ستكون لها تكملة، إذ أنه من المفترض أن تتم إعادة رفات جنود إسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى سوريين من السجون الإسرائيلية بينهم أبناء الجولان.
جاء ذلك بعد أن أبلغت الحكومة السورية عائلتي الأسيرين، صدقي المقت وأمل أبو صالح، بأنهما سيتحرران قريباً، بعد تسليم رفات الجندي إلى إسرائيل، عبر موسكو، لكن العائلتين فوجئتا بأن من أطلق سراحهما هما شخصان آخران.
لكن السلطات السورية وكذلك الروسية، قالا وقتذاك إن الصفقة لم تكتمل بعد، وأن هناك رفات جنود إسرائيليين آخرين في سوريا وأن جهودًا جارية على قدم وساق لإكمالها، بحيث لا يبقى أي أسير سوري في السجون الإسرائيلية.
وتجاهد إسرائيل على مدى 37 عامًا، لاستعادة جثامين جنودها الذين فقدوا بمعركة "السلطان يعقوب" في سهل البقاع اللبناني قرب الحدود السورية، لذا أثارت عودة رفات بوميل، ضجّة كبيرة في الأوساط الإسرائيلية، وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وقتذاك، إن هذا الحدث "إنجاز رائع ومثير للإعجاب لجيش الدفاع الإسرائيلي، ووكالات الاستخبارات الأخرى، وأيضًا على المستوى السياسي".
فيديو قد يعجبك: